التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسيةقمة المناخ كوب 27

قبل كوب 27.. كيف يستعد قطاع الطاقة المصري لاستقبال القمة العالمية؟

داليا الهمشري

اقرأ في هذا المقال

  • احتضان مصر لمؤتمر المناخ كوب 27 سيسهم في تسريع العمل المناخي في المنطقة العربية.
  • وزارة الكهرباء تستعد للمؤتمر العالمي بمبادرات في مجال الطاقة المتجددة.
  • مصر تقدّم حوافز كبيرة لتشجيع المستثمرين على التوسع في مشروعات الطاقة في البلاد.
  • مصر تطلق مبادرة لتكهين محطات الكهرباء المتقادمة لنقص كفاءتها.

في إطار الاستعدادات لمؤتمر المناخ كوب 27، يؤدي قطاع الطاقة دورًا مهمًا في التجهيزات ولا سيما فيما يتعلق بتحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء، والإعلان عن مبادرات جديدة في قطاع الكهرباء.

ونوه المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (ركري)، الدكتور جواد الخراز، بأن المؤتمر سيضم أكثر من 80 ألف مشارك من رؤساء الدول والوزراء وممثلي الحكومات والخبراء وأصحاب القرار والشركات الكبرى والأكاديميين وغيرهم.

وقال الخراز، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة: "إن المؤتمر سيتناول أحد أكبر التهديدات التي تواجه الحياة على الأرض، وهي قضية التغيرات المناخية".

تسريع العمل المناخي

أوضح الخراز أن احتضان مصر للنسخة الحالية من المؤتمر، واستضافة الإمارات للنسخة القادمة فرصة لا تعوض لتسريع عجلة العمل المناخي في العالم العربي، وخلق فرص تمويل للمشروعات البحثية والعلمية تشمل جميع أوجه مواجهة التغيرات المناخية التي تؤثر في الموارد المائية والغذائية وغيرهما.

وأضاف أن الحرب الجارية في شرق أوروبا والأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع نسب التضخم وما ينجم عنه من ارتفاع الأسعار؛ تفرض مسؤولية إيجاد حلول مستدامة للطاقة بالنسبة للشعوب العربية والعالم بأكمله.

وأكد أن "ركري" سيشارك بمساحة في الفضاء الأزرق بمؤتمر المناخ المنعقد في مدينة شرم الشيخ للمساهمة في الحدث العالمي الكبير.

مصادر الطاقة المتجددة
مصادر الطاقة المتجددة

ريادة في الطاقة المتجددة

أكد الخراز ريادة مصر في مجال الطاقة المتجددة وأنها حققت طفرة في التحول من عجز الكهرباء إلى الفائض خلال مدة وجيزة، وإقامة مشروعات ناجحة مثل محطة الطاقة الشمسية في بنبان، ومشروعات طاقة الرياح في خليج السويس.

كما نوه بأهمية التوجهات الأخيرة لمصر بتوقيع اتفاقيات مع جهات دولية وشركات كبرى للاستعداد لإنتاج الهيدروجين.

وأشاد بالتوجه الحالي للحكومة المصرية لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة في تحلية المياه، متوقعًا أن تشهد المدة المقبلة مشروعات نوعية في هذا الاتجاه.

وأفاد في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة، بأن مؤتمر المناخ كوب 27 يؤكد الدور الريادي لمصر في محيطها العربي والإقليمي.

وأضاف أن المؤتمر يمثل فرصة عظيمة لإبراز مشروعات مصر في مجال الطاقة، ودعم المحيط العربي والإفريقي في الحصول على تمويل أكبر، والضغط على الدول المتقدمة للوفاء بالتزاماتها بتمويل المشروعات المناخية سواء تعلق الأمر بالتكيف أو التخفيف من آثار التغيرات المناخية.

تصدير القدرات

أوضحت رئيس قطاع الدراسات بالشركة المصرية لنقل الكهرباء التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، المهندسة غادة أسامة، أن قطاع الكهرباء المصري نجح -خلال مدة قصيرة للغاية منذ 2014- في الانتقال من نقص الكهرباء على المستوى المحلي إلى تصدير القدرات إلى الخارج.

وعبّرت في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، عن تطلع البلاد لإقامة مزيد من مشروعات الربط الكهربائي مع أوروبا.

وأشارت المهندسة غادة أسامة -خلال تصريحات إلى منصة الطاقة- إلى أن الوزارة تغطي -حاليًا- مشروعات تنموية كبيرة في البلاد مثل مشروع الدلتا الجديدة، ووسائل النقل الحديث؛ منها المونوريل، والقطار السريع وخفيف السرعة، بالإضافة إلى تحديث الشبكات لمواكبة التغيرات الجديدة، والاستفادة من الموارد المصرية من الشمس وسرعة الرياح في أماكن كثيرة جدًا لجعل مصر مركزًا إقليميًا للطاقة.

تطوير إستراتيجية الطاقة

ذكر خبير الطاقة المستدامة بالمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (ركري)، المهندس مصطفي حسانين، أن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة قد استعدت بصورة جيدة لاستضافة قمة المناخ كوب 27 بمدينة شرم الشيخ.

فعلى المستوى الإستراتيجي، أوضح حسانين أن قطاع الطاقة يعمل -حاليًا- على تطوير إستراتيجية عام 2035، وزيادة مساهمة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة عن النسبة السابقة الـ42%.

إذ يعمل القطاع -حاليًا- على إضافة كل المتغيرات الحديثة على مستوى العالم من ارتفاع أسعار الطاقة والتطور التكنولوجي وما إلى ذلك.

وتوقّع حسانين -خلال تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن تتخطى نسبة إسهامات الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة -في الإستراتيجية الجديدة- الـ50% بحلول عام 2035؛ أي أكثر من نصف القدرات المركبة في الشبكة من الطاقات المتجددة.

وعلى مستوى آخر، لفت حسانين إلى أن الدولة تعمل -حاليًا- على وضع وبلورة إستراتيجية متكاملة بين قطاعي الكهرباء والنفط في مصر تحت عنوان "إستراتيجية إنتاج الهيدروجين واستخدامه في مصر".

مصر توقع 7 مذكرات تفاهم مع تحالفات عالمية لإنتاج الهيدروجين
مصر توقّع 7 مذكرات تفاهم مع تحالفات عالمية لإنتاج الهيدروجين

إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق

قال خبير الطاقة المستدامة بالمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (ركري) إن الدولة تدرس -حاليًا- الهيدروجين منخفض الانبعاثات أو منخفض الكربون، لافتًا إلى أن الهيدروجين الأخضر يُعد أحد أنواعه.

وأضاف أن هناك خططًا للتوسع في استخدام الهيدروجين الأزرق المُنتج من مصادر الطاقة التقليدية، ولكن باستخدام تكنولوجيات تخزين الكربون والتقاطه، موضحًا أن هناك إستراتيجية متكاملة يجري -حاليًا- إعدادها من قِبل قطاعي الكهرباء والنفط لإعلانها قبل مؤتمر المناخ كوب 27.

وتابع حسانين أن الإعلان عن تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء لتصبح نموذجًا متكاملًا يدل على أن هناك اتجاهًا لتحويل المدن الجديدة في مصر إلى مدن مستدامة.

وفي هذا الإطار، سلّط حسانين الضوء على إنشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية من الخلايا الفوتوفلطية بقدرات تصل إلى نحو 16 ميغاواط، وإقامة نحو 10 مراكز لشحن السيارات الكهربائية بمدينة شرم الشيخ.

تمويل الدول الأفريقية

أفاد المهندس مصطفى حسانين، بأن قطاع الكهرباء المصري أعد عددًا من الملفات الحيوية؛ لعرضها خلال مؤتمر المناخ كوب 27؛ ومن بينها مبادرة كبيرة لحشد التمويلات للدول الأفريقية.

وأوضح أن الدول الأفريقية دول واعدة، ولديها إمكانات وموارد في الطاقة المتجددة يمكن استغلالها، ولكنها تعاني نقص التمويلات اللازمة لهذه المشروعات.

وأشار حسانين إلى أن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة تستعد كذلك لإطلاق مبادرة التحول العادل بنظام الطاقة في أفريقيا، والتي تستهدف حشد الجهود والتمويلات العالمية لدعم مشروعات الطاقة النظيفة في القارة الأفريقية الأكثر تضررًا.

وكانت مصر قد أطلقت مبادرة -أيضًا- عام 2015 هي المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة، ونجحت هذه المبادرة في تحقيق أهداف كثيرة جدًا.

ولفت خبير الطاقة، مصطفى حسانين، إلى أن المبادرة الأفريقية الجديدة تهدف إلى حشد جميع التمويلات المتاحة في مجالي التكيف والتخفيف، ومن ثم تحقيق نسب إنجاز كبيرة في مشروعات الطاقة المتجددة.

شعار قمة المناخ كوب 27 في الطريق المؤدي إلى منطقة المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ - الصورة من رويترز
شعار قمة المناخ كوب 27 في الطريق المؤدي إلى منطقة المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ - الصورة من رويترز

حوافز للمستثمرين

قال المهندس مصطفى حسانين إن قطاع الكهرباء يبذل جهودًا حثيثة ويضع برامج طموحة للتحول إلى نظم الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن مصر نجحت في توفير إمكانات كبيرة جدًا من الحوافز للمستثمرين في مجال الطاقة المتجددة، تشمل إعداد القوانين والتشريعات اللازمة وإتاحة الأراضي اللازمة.

وأضاف أن الدولة قد سهّلت -كذلك- العملية التعاقدية، وأصبحت هناك خبرات كثيرة ودراسات "ما قبل المشروعات" و"خلال المشروعات" ودراسات بيئية واجتماعية لآثار هذه المشروعات بمختلف أنواعها سواء الطاقة الشمسية في بنبان أو طاقة الرياح مثل الزعفرانة ورأس غارب وجبل الزيت.

وتابع حسانين أن الوزارة وضعت -الآن- مبادرة جديدة لإطلاقها مع بنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لاستبدال 10 غيغاواط من الطاقات المتجددة، بدلًا من 5 غيغاواط من الطاقات التقليدية، تحت اسم إستراتيجية تكهين المحطات القديمة.

واستطرد أن هذه المبادرة سيكون لها صدى كبير جدًا عالميًا، وتسعى عدة دول لتكرارها؛ لأن هذه المحطات المتقادمة مُستهلكة للطاقة بكثافة للطاقة، وكفاءتها محدودة وكثيفة الانبعاثات؛ ومن ثم فإن هذه المبادرة ستحل عددًا من المشكلات؛ من بينها توفير الوقود وخفض الانبعاثات والتحول نحو الطاقة النظيفة، وستُطلق هذه المبادرة في أثناء مؤتمر المناخ كوب 27.

كما سلّط المهندس مصطفى حسانين الضوء على مبادرة استخدام الهيدروجين الأخضر في المحطات بدلًا من الغاز الطبيعي لتشغيل التوربينات الموجودة في المحطات التقليدية أو المركبة، مؤكدًا أنه ستكون هناك تجربة رائدة في محطة شرم الشيخ باستخدام الهيدروجين الأخضر لتوليد الكهرباء.

وهذا يأتي -أيضًا- في إطار مبادرة تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة مستدامة خضراء بالكامل.

وأكد خبير الطاقة أن هذه المبادرات تأتي في إطار سعي الدولة للمساهمة في ملف خفض الانبعاثات، وحشد التمويلات اللازمة للتوسع في المشروعات ونقل التكنولوجيا من الدول المتقدمة إلى الدول النامية والأفريقية.

وأشار إلى أن الانطلاق نحو تنفيذ عدد ضخم من المشروعات في هذا المجال يُعَد أمرًا مهمًا للغاية، ولا سيما أن قطاع الطاقة هو المُصدر الأساسي للانبعاثات في معظم الدول، ومن ثَم فهو القطاع المُستهدف بالأساس للتنمية أو التحول إلى الاستدامة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق