التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

تهديد مناخي.. 60% من انبعاثات الميثان في العالم ناتجة عن نشاط بشري

نوار صبح

دعا العلماء وصناع السياسات إلى اتخاذ إجراءات صارمة من أجل الحد من انبعاثات الميثان التي تمثل تهديدًا كبيرًا للمناخ العالمي.

في قمة المناخ كوب 26، التي عقدتها الأمم المتحدة، العام الماضي، في مدينة غلاسكو الإسكتلندية، تعهّدت أكثر من 100 دولة بخفض مستويات انبعاثات غاز الميثان لعام 2020 بنسبة 30% بحلول عام 2030.

منذ ذلك الحين، وضع عدد قليل من تلك الدول خططًا واضحة لتحقيق الهدف، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

بدلًا من ذلك، يكتشف العلماء الذين يستخدمون مراقبة الأقمار الصناعية مصادر جديدة للانبعاثات، بما في ذلك التسربات من آبار النفط وخطوط أنابيب الغاز الطبيعي.

ويأتي نحو 60% من غاز الميثان في الغلاف الجوي من مصادر صناعية، تشمل أنابيب النفط والغاز ومواقع الحفر، فضلًا عن خلطات الأعلاف الحيوانية وأراضي زراعة المحاصيل ومدافن النفايات.

وتشير الأبحاث مرارًا وتكرارًا إلى أن تقليل انبعاثات الميثان يُعَد أمرًا حيويًا للحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الكوكب في حدود درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.

مقارنة بين تأثير الميثان والكربون

بعد تجاهل تأثيره إلى حد كبير لعقود من الزمان، يعرف العلماء الآن أن الميثان أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون باعتباره غازًا من غازات الاحتباس الحراري على المدى القصير، على الرغم من أنه يبقى لعقد فقط في الغلاف الجوي قبل أن يتحلل، بينما يبقى ثاني أكسيد الكربون عدة قرون.

ويقارن العلماء عادة تأثيرات الاحترار العالمي للميثان وثاني أكسيد الكربون على مدى قرن واحد، وخلال هذا النطاق الزمني يكون الميثان أسوأ بمقدار 28 مرة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تجدر الإشارة إلى أن تأثير انبعاثات الميثان، على مدار 20 عامًا، تفاقم بمقدار 80 مرة، وفقًا لأحدث الأبحاث.

انبعاثات الميثان
قياس انبعاثات الميثان

وتُعَد هذه النتيجة مهمة؛ لأن العالم يسير على الطريق الصحيح لتجاوز هدف اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 المتمثل في الحد من الاحترار إلى أقل من درجتين خلال عقود فقط.

وقال الخبير والمؤلف في أبحاث البصمة الكربونية، مايك بيرنرز لي، إن الاعتقاد بوجود 100 عام للتعامل مع تغير المناخ، أمر يدعو للارتياح، مشيرًا إلى أن متابعة تأثيرات تغير المناخ حتى عام 2050 تثير القلق بشأن تزايد انبعاثات الميثان.

وأوضح أن التأثير المناخي للميثان مقلق، بشكل مضاعف؛ لأن العالم أقرب مما كان يُعتقد سابقًا إلى عبور "نقاط التحول"، التي تبدأ عندها حلقات التغذية الراجعة المناخية لجعل الاحترار العالمي مستدامًا ذاتيًا.

وتوصلت دراسة، أُجريت في سبتمبر/أيلول، إلى أن بعض الأحداث التي يمكن أن تحفز حلقات التغذية الراجعة، مثل انهيار صفيحة غرينلاند الجليدية أو ذوبان التربة الصقيعية في القطب الشمالي، باتت وشيكة.

مصادر انبعاثات الميثان

يتسبب النشاط البشري في 3 أخماس (60%) من انبعاثات الميثان المقدرة في العالم؛ وتنتج النسبة الباقية عن مصادر طبيعية مثل المستنقعات.

وتُظهر بيانات مؤسسة "تحالف المناخ والهواء النظيف" في فرنسا، أن ثلثي الانبعاثات التي يسببها الإنسان ناتجة عن تربية الماشية والوقود الأحفوري، بينما ينتج معظم الباقي عن النفايات المتحللة وعن زراعة الأرز.

وقال الباحث المشارك في تأليف دراسة في فبراير/شباط عن تأثيرات الميثان في ارتفاع حرارة الكوكب، روبرت جاكسون: "في كل مكان نظرنا إليه، تبين أن انبعاثات الميثان أعلى مما قالت الوكالات إنه ينبغي أن تكون عليه".

وأكد أن الأمر كان ينطبق على حقول النفط والغاز ومكبات النفايات وحقول التسمين.

وعلى الرغم من أن بوسع العلماء قياس مستوى الميثان في الغلاف الجوي بدقة؛ فإن فهم مصدره أمر بالغ الأهمية لصناع السياسات الذين يسعون إلى فرض لوائح تنظيمية تقلل الانبعاثات، بحسب تقرير أوردته وكالة رويترز.

هل الميثان أسوأ من الفحم؟

تضغط الشركات والدول المنتجة للنفط بشدة من أجل اعتبار الغاز الطبيعي "وقودًا انتقاليًا" إلى مصادر الطاقة المتجددة، في ظل توجه العالم للانتقال إلى الطاقة النظيفة لمكافحة تغير المناخ؛ وترى الشركات أن حرق الغاز الطبيعي ينبعث منه نصف كمية الكربون لكل كيلوواط مثل الفحم.

في المقابل، يمكن لتسرب الغاز من منصات الحفر وخطوط الأنابيب والضواغط والبنية التحتية الأخرى، أن يمحو هذه المكاسب بسرعة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقد أقر الاتحاد الأوروبي، مؤخرًا، تصنيف بعض مشروعات الغاز الطبيعي على أنها "خضراء" في خطوة لدعم هذه الصناعة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق