رئيسيةالتقاريرتقارير النفطنفط

هل تؤثر استقالة رئيس بي بي البريطانية في إستراتيجية الشركة؟

دينا قدري

تسببت استقالة رئيس بي بي (BP) البريطانية، برنارد لوني، في تراجع أسهم الشركة بنسبة 1% عند افتتاح بورصة لندن صباح اليوم الأربعاء (13 سبتمبر/أيلول 2023).

فقد أعلنت شركة النفط العملاقة، أن رئيسها التنفيذي استقال بأثر فوري بعد فشله في التحلي "بالشفافية الكاملة" بشأن العلاقات السابقة مع زملائه، بعد نحو 3 سنوات ونصف السنة من توليه مهام منصبه.

وسيحل المدير المالي للشركة موراي أوشينكلوس، محل لوني بصورة مؤقتة، وفق ما جاء في بيان صحفي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه.

وقالت الشركة، إن لوني "يُقر الآن بأنه لم يكن شفافًا تمامًا في إفصاحاته السابقة.. لم يقدم تفاصيل عن جميع العلاقات، ويُقر بأنه ملزم بالإفصاح بصورة أكثر اكتمالًا".

أسباب استقالة رئيس بي بي

قالت شركة النفط البريطانية -في بيانها الذي أصدرته في 12 سبتمبر/أيلول 2023- إن مجلس الإدارة تلقى الادعاءات وراجعها في مايو/أيار 2022 فيما يتعلق بسلوك "لوني" بشأن العلاقات الشخصية مع زملاء العمل.

وخلال تلك المراجعة، كشف لوني عن "عدد قليل من العلاقات التاريخية" مع زملائه قبل تعيينه رئيسًا تنفيذيًا.

وعلى الرغم من عدم العثور على أي انتهاك لقواعد سلوك الشركة، فقد قدم لوني تأكيدات إلى مجلس الإدارة فيما يتعلق بالإفصاح السابق عن العلاقات وكذلك سلوكه المستقبلي.

وجرى -مؤخرًا- تقديم المزيد من الادعاءات ذات الطبيعة المماثلة، وبدأت الشركة على الفور التحقيق في تلك الادعاءات بدعم من مستشار قانوني خارجي.

وأشارت شركة بي بي إلى عدم اتخاذ أي قرارات بعد فيما يتعلق بأي مدفوعات مكافآت ستُدفع إلى لوني، الذي تضاعفت حزمة رواتبه لعام 2022 إلى نحو 12 مليون دولار على خلفية الأرباح الوفيرة وسط ارتفاع أسعار الطاقة.

استقالة رئيس بي بي البريطانية
شعار شركة النفط البريطانية بي بي - الصورة من شبكة "سي إن بي سي"

تداعيات استقالة رئيس بي بي

أشار المحللون إلى أن المدير المالي موراي أوشينكلوس، الذي جرى تعيينه رئيسًا تنفيذيًا مؤقتًا، يحظى باحترام كبير في مجتمع المستثمرين.

وتطرق رويال بنك أوف كندا "آر بي سي" (RBC) إلى احتمال تعديل إستراتيجية شركة بي بي بصفة أكبر في ظل رئيسها المؤقت.

وقال محللو البنك: "خلاصة القول هي أن العالم تغير بشكل واضح منذ تولى برنارد منصب الرئيس التنفيذي"، بحسب ما نقلته منصة "آرغوس ميديا" (Argus Media).

وأضافوا: "لقد تطورت وجهات النظر حول الحوكمة البيئية والاجتماعية وإدارة الشركات وتحول الطاقة بصورة كبيرة، كما تطورت التوقعات بالنسبة إلى اأعمال السلع الأساسية أيضًا".

وأشاروا إلى أنه مع وجود أوشينكلوس على رأس الشركة قد تشهد "بي بي" خطوة إلى الوراء "مع مزيد من التركيز على القيمة ونمو القيمة في الأعمال الأساسية".

من جانبهم، قال محللو شركة الاستثمار الأميركية "مورنينغ ستار" (Morningstar) في مذكرة: "اعتمادًا على الرئيس التنفيذي الجديد، يمكن لشركة بي بي نظريًا أن تتراجع عن خططها الانتقالية بصفة أكبر"، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وأضافوا: "لكن إذا كان مجلس الإدارة يحب الاتجاه الحالي، بغض النظر عن سعر السهم المتراجع، فمن المرجح أن يعين شخصًا يُبقي شركة بي بي على المسار نفسه".

سياسة خضراء.. ولكن!

كان رئيس بي بي برنارد لوني، قد دافع في السابق عن تخفيضات بعيدة المدى في الانبعاثات وتبني مصادر الطاقة المتجددة، في إطار سعيه إلى تقليل الاعتماد على النفط والغاز، وهي إستراتيجية تتعارض مع الشركات الأميركية الكبرى.

فقد شرع لوني -عندما تولى منصبه خلفًا لـ"بوب دودلي" في فبراير/شباط 2020- في خطة لـ"تخضير" شركة بي بي، التي تضمنت أهدافًا جريئة لخفض إنتاجها من النفط والغاز بقوة وبناء محفظة بقدرة 50 غيغاواط من إنتاج الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

ومع ذلك، اضطرت الشركة إلى تقليص بعض هذه الخطط في وقت سابق من العام الجاري (2023)، بعد أن أدت الحرب في أوكرانيا إلى التدافع للحصول على إمدادات جديدة.

وقلّصت الشركة خططها لخفض إنتاج النفط والغاز بحلول عام 2030، إلى 25% من مستويات 2019 من 40% سابقًا، وما يزال التخفيض الأكثر جذرية لإنتاج النفط والغاز هذا العقد بين شركات النفط الكبرى.

في 7 فبراير/شباط، قلص رئيس بي بي برنارد لوني، بعض أهدافه لعام 2030، قائلًا إن الشركة لن تستهدف بعد الآن إنتاج 1.5 مليون برميل يوميًا من النفط المكافئ بحلول نهاية العقد، وستستهدف مليوني برميل يوميًا بدلًا من ذلك. شهد ذلك اليوم ارتفاع أسهم بي بي بأكثر من 7%.

أسهم شركة بي بي

بدأت مدّة رئاسة برنارد لوني عندما انتشرت جائحة فيروس كورونا، ووصلت أسهم الشركة إلى أدنى مستوياتها في أكتوبر/تشرين الأول 2020.

إلا أنها تعافت خلال العام الجاري فقط لتتداول عند مستويات ما قبل الجائحة، فهي حاليًا أعلى بنحو 15% عما كانت عليه في يناير/كانون الثاني 2020، في حين ارتفعت أسهم شركتي شل وتوتال إنرجي بنسبة 28% و40% على التوالي.

وتخلّف أداء أسعار أسهم الشركة ليس فقط مقارنةً بأداء نظيراتها في الولايات المتحدة، التي تتمتع بمضاعفات أرباح أكبر من الشركات الأوروبية الكبرى، ولكن أيضًا بالمقارنة مع أداء شركتي شل (Shell) وتوتال إنرجي (TotalEnergies).

وبعد تحقيق أرباح قياسية قدرها 28 مليار دولار لعام 2022، تراجعت أرباح شركة النفط البريطانية في الربع الثاني 2023 بنسبة 70% عن العام السابق، إلى 2.6 مليار دولار.

وفي الشهر الماضي، رفعت الشركة توزيعات أرباحها بنسبة 10%، وأعلنت عن برنامج جديد لإعادة شراء الأسهم بقيمة تصل إلى 1.5 مليار دولار، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق