التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

500 أكاديمي وعالم يطالبون الجامعات بالتوقف عن قبول تمويلات شركات الوقود الأحفوري

اتهموا الشركات باستغلال التمويل في الغسل الأخضر

حياة حسين

دعا 500 أكاديمي وعالم بارزين من أميركا والمملكة المتحدة الجامعات لوقف تلقّي تمويلات من شركات الوقود الأحفوري، حتى وإذا كانت ستوجه لأبحاث تطوير تقنيات خضراء، وخفض انبعاثات الكربون.

ووجّه الأكاديميون البارزون خطابًا مفتوحًا للجامعات، يطالبها بمنع فوري لقبول مساهمات شركات الوقود الأحفوري.

ومن بين الموقّعين على قائمة الأكاديميين الرافضين لتمويل شركات الوقود الأحفوري للجامعات: رئيس أساقفة جامعة "كانتربري" السابق، والعالم في وكالة ناسا للفضاء بيتر كالموس، وعالم المناخ الأميركي اللامع مايكل مان، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان.

خطاب للجامعات

أرسل الأكاديميون والعلماء المطالبون بوقف تلقّي الجامعات تمويلًا من شركات الوقود الأحفوري، خطابًا بهذا المضمون، إلى كل من جامعات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

ويرى الخطاب أن قبول الجامعات أموال شركات الوقود الأحفوري يُعدّ "تعارض مصالح أصيلًا"، ويضرّ بأسس البحوث والحرية الأكاديمية.

وذهب الأكاديميون في خطابهم إلى أبعد من ذلك، إذ وصفوا تمويل شركات الوقود الأحفوري للجامعات بـ"الغسل الأخضر" لسمعتهم، ومحاولة لتغيير اتجاه البحوث، لتنحرف نحو مصالحهم.

ويطالب الأكاديميون الأميركيون والبريطانيون الجامعات في بلدَيْهم بالاقتداء ببعض المؤسسات الصحية والبحثية التي ترفض تمويلًا من شركات التبغ، بسبب حملاتها المضللة بشأن الإضرار بالصحة، ورفض أموال شركات الوقود الأحفوري.

وكتبوا في خطابهم المفتوح للجامعات: "دور الجامعات والأبحاث التي تُجريها ضروري لتحقيق تحول الطاقة سريعًا، لكن قبولها تمويلات شركات الوقود الأحفوري يقضي على هذا الدور.. يجب أن نجنّب الأكاديميين الاختيار بين بحوثهم التي تستهدف توفير حلول مناخية، ومساعدة الغسل الأخضر دون قصد منهم".

شركات النفط والانبعاثات

حلول مناخية خاطئة

قال مدير مركز علوم نظام الأرض في جامعة ولاية بنسلفانيا، مايكل مان: "إن شركات الوقود الأحفوري تستخدم التمويلات التي تقدّمها إلى الجامعات لإضعاف دور تلك المؤسسات البحثية الرائدة، عبر شراء موضوعيتها، من خلال تمويل بحوث تقدّم حلولًا مناخية خاطئة، مثل إطلاق العنان لعمليات احتجاز الكربون، التي لم تثبت فاعليتها بشكل واسع".

وأضافت مؤسِّسة ومديرة حملة "إند كليمت سيلنس" التابعة لجامعة نيو سكول في نيويورك، جنفيف غونثر، قائلة: "تساعد تلك التمويلات الشركات في إخفاء أنشطتها الأكثر تلويثًا.. يجب أن ينتهي قبول تلك الأموال في مؤسساتنا، حتى نضمن مستقبلًا لأطفالنا يمكنهم العيش فيه".

وتواجه الجامعات ضغوطًا من طلبة وأكاديميين في السنوات الأخيرة، للتوقف عن استثمار أموال صناديق المعاشات وغيرها التابعة لها في شركات النفط والغاز والفحم، واستجابت العديد منها، لكن الدعوة الأخيرة المنطلقة من 500 أكاديمي تعدّ أكبر الحملات التي تمثّل قادة في مجال النشاط الأكاديمي.

124 مليون دولار

أظهر تقرير لصحيفة "ذا أوبزيرفر" العام الماضي، أن جامعات المملكة المتحدة، تلقّت تمويلًا من شركات الوقود الأحفوري بقيمة 89 مليون جنيه إسترليني (124.6 مليون دولار أميركي)، خلال السنوات الـ4 الأخيرة، رغم شحّ المعلومات عن تلك الأموال، بسبب عدم الإفصاح عنها.

وكان تقرير حديث لحملة أكسفورد للعدالة المناخية -التي يديرها الطلاب- قد أظهر أن جامعة أكسفورد قبلت ما لا يقلّ عن 1.6 مليون جنيه إسترليني (2.2 مليون دولار أميركي) العام الماضي، من شركات النفط والغاز والبتروكيماويات، إضافة إلى أكثر من 11 مليون جنيه إسترليني (14.9 مليون دولار) من مانحي الوقود الأحفوري بين عامي 2015-2020.

ولم يذكر التقرير 100 مليون جنيه إسترليني (135.6 مليون دولار)، تبرّعت بها شركة إنيوس البريطانية للبتروكيماويات، لإنشاء معهد جديد لدراسة مقاومة مضادات الميكروبات في الجامعة، وهو مبلغ يزيد عمّا ذكرته صحيفة الأوبزرفر.

معارضة المطلب

وكالة الطاقة الدولية
وكالة الطاقة الدولية

يعارض بعض الأكاديميين والعلماء ما جاء في خطاب زملائهم، الخاص بمطالبة الجامعات بالتوقف عن قبول أموال شركات الوقود الأحفوري.

ومن بين هؤلاء، كبير العلماء السابق في وكالة ناسا، وأحد العلماء الأوائل الذين حذّروا الحكومات من أزمة المناخ الوشيكة، جيمس هانسن، إذ قال: "تركيز مجهودات خاطئ، يهدر طاقة الشباب في أنشطة غير منتجة، في حين إن لديهم الفرصة لقيادة الحلّ".

وأضاف مدير السياسات في معهد جرانثام لأبحاث تغير المناخ والبيئة في كلية لندن للاقتصاد، بوب وارد: "إن قبول الجامعات تمويلًا من شركات الوقود الأحفوري التي تلتزم بتحول الطاقة، وتحقيق الحياد الكربوني أمر غير مرفوض، لكن يجب أن تكون الجامعات حذرة حتى لا تحصل على أموال من شركات تستهدف تحقيق الغسل الأخضر".

وربما يكون العالمان المختلفان مع خطاب زملائهم ضمن مجموعة أكاديميين يعتقدون بأن تمويل الوقود الأحفوري ضروري لتطوير التقنيات اللازمة لاقتصاد منخفض الكربون، وأن رفض الجامعات في أميركا والمملكة المتحدة تلك الأموال سيؤدي لدفعها إلى جامعات خارج هاتين الدولتين.

غير أن مؤسسة ومديرة حملة "إند كليمت سيلنس" التابعة لجامعة نيو سكول في نيويورك، جنفيف غونثر، تعارض هذا التمويل، وتقول، إن إسهامات شركات الوقود الأحفوري في مجال حماية المناخ ضئيلة، ولم تخصص أكثر من 1% من رأس مالها، العام الماضي، للبحث والتطوير ونشر تقنيات تخفض، أو تزيل، انبعاثات الكربون، وفق تقرير استثمار الطاقة العالمي، الصادر عن وكالة الطاقة الدولية في 2021.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق