التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسيةعاجل

كوب 26.. مطالب بالإسراع في حلول لمواجهة حالة الطوارئ المناخية

وسط تفاؤل وترقب في قطاعات الإنتاج والخدمات الأساسية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • حالة الطوارئ المناخية وحرائق الغابات والفيضانات وموجات الجفاف تمثل أكبر تهديد تواجهه البشرية
  • استخدام السيارات الكهربائية في بعض مناطق العالم أصبح قليل التكلفة
  • يُعَد انخفاض تكاليف البطاريات وتقنيات التخزين الأخرى باعثًا على التفاؤل
  • منع تجريف الغابات واستئصالها يتطلب إجراءات حكومية أكثر من الاعتماد على أي تقنية

بالتزامن مع انطلاق فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناح كوب 26، تتخذ قطاعات الإنتاج الرئيسة والخدمات المتنوعة إجراءات وتدابير متفاوتة كَمًّيًا ونوعيًا لمواجهة حالة الطوارئ المناخية التي تتفاقم تداعياتها وتتلاحق في مختلف مناطق العالم.

يأتي ذلك وسط تزايد الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وانتهاج سياسات صارمة للحد من الانبعاثات.

وتُعَد حالة الطوارئ المناخية المتمثلة في حرائق الغابات والفيضانات وموجات الجفاف أكبر تهديد تواجهه البشرية، لكن التحدي لا يكمن في تحديد الحلول رغم وفرة الأدوات للتغلب على تلك الحالة، وإنما في الإسراع في طرحها ونشرها.

وتطرّق مقال بعنوان "حلول المناخ المتاحة تدعو للتفاؤل"، لمحرر شؤون البيئة، داميان كارينغتون وبعض مراسلي صحيفة الغارديان البريطانية، التي نشرت المقال أمس الأحد 31 أكتوبر/تشرين الأول، إلى تجارب وسياسات قطاعات النقل والنفط والمباني والتكنولوجيا وغيرها في مسار تحول الطاقة.

التطورات الإيجابية

أشار كتّاب المقال إلى التطورات البارزة في تحول الطاقة لدى بعض القطاعات الرئيسة، وبيّنوا أن استخدام السيارات الكهربائية في بعض مناطق العالم أصبح قليل التكلفة.

واعتبروا أن بلوغ نقطة التحول السريعة يبدأ عندما تتساوى أسعار شراء السيارات الكهربائية مع أسعار السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري في السنوات القليلة المقبلة.

وأوضحوا أن الكهرباء المولَّدة من مصادر الطاقة المتجددة أصبحت الآن أرخص أشكال الطاقة في معظم الأماكن، وأنها أقلّ تكلفةً من الاستمرار في تشغيل محطات الفحم الحالية.

إضافة إلى ذلك، يُعَد انخفاض تكاليف البطاريات وتقنيات التخزين الأخرى باعثًا على التفاؤل رغم أن الطريق إلى تلبية الطلب العالمي الهائل على الطاقة لا يزال طويلًا.

توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية

وأكد كتّاب المقال أن العديد من الشركات الكبرى، خصوصًا في قطاع إنتاج الأسمنت والصُّلب التي تطلق انبعاثات كثيفة، تدرك أن الإخفاق في استثمار مصادر الطاقة المتجددة سيكون أكثر تكلفة؛ حيث إن تأثيرات الاحتباس الحراري تدمر الاقتصادات.

وقالوا إن منع تجريف الغابات واستئصالها يتطلب إجراءات حكومية أكثر من الاعتماد على أي تقنية، وأشاروا إلى أن الإجراءات التنظيمية التي اتخذتها إندونيسيا لمنع إزالة الغابات يمكن أن تكون مثمرة، وبيّنوا أن تمكين السكان الأصليين من حماية الغابات واستردادها يُعَد فعَّالًا أيضًا.

وفي إشارة إلى قطاع المباني، ذكر المقال أن حجم الانبعاثات الكبير من هذا القطاع يستوجب تحسين كفاءة الطاقة؛ ما يخفف الأعباء المالية على قاطني المباني السكنية، خصوصًا مع انخفاض تكلفة تركيب تقنيات المضخات الحرارية.

علاوة على ذلك، أوضح المقال أنه بالنظر إلى دور قطاع الزراعة والغذاء في ازدياد الاحتباس الحراري، تُعَد بدائل اللحوم واستخدام مصادر الطاقة المتجددة في الزراعة من الأدوات الناجعة لمواجهة التغير المناخي.

في المقابل، أشار المقال إلى ضرورة وقف الإعانات الضخمة المقدمة لشركات الوقود الأحفوري، وبيَّن أن المحادثات خلال مؤتمر المناخ كوب 26 في مدينة غلاسكو البريطانية ستظهر ضرورة وأهمية الإسراع في تبني حلول مستدامة لأزمة التغير المناخي.

مكافحة إزالة الغابات

تمثل إزالة الغابات وتغيير استخدام الأراضي ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان، وقد شهد العالم، خلال فترة تفشي وباء كورونا "كوفيد-19"، استئصال ملايين الهكتارات من المناطق الحرجية وخصوصًا في منطقة الأمازون البرازيلية.

ومما يدعو للأمل، أن المملكة المتحدة، التي ترأس وتستضيف مؤتمر كوب 26، تضغط لإلزام دول المناطق الحرجية وتمويلها لحماية ما تبقى من الغابات؛ حيث شهدت ماليزيا وإندونيسيا تدني نسبة إزالة الغابات نتيجة القيود المفروضة على مزارع زيت النخيل.

وأشار مراسل صحيفة الغارديان الذي أسهم في إعداد المقال، باتريك غرينفيلد، إلى تزايد الاهتمام بدور مجتمعات السكان الأصليين في حماية غابات العالم والتنوع البيولوجي.

خط تجميع حافلات كهربائية في الصين
خط تجميع حافلات كهربائية في الصين

قطاع النقل

يعد قطاع النقل مسؤولًا عن 14-28% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وشهد القطاع تباطؤًا في إزالة الكربون نتيجة التحديات المتعلقة بالرحلات الطويلة.

وقال مراسل صحيفة الغارديان الذي شارك في إعداد المقال، غوين توبهام، إن الحلول التقنية تصبح متاحة عندما تتوافر الإرادة والسياسة العامة والإنفاق.

وأوضح أن تجربة السيارات الكهربائية تُعَد دليلًا على ذلك، وأن إنتاج سيارات البنزين والديزل في أوروبا سيصبح ضئيلًا خلال عقد من الزمن.

وبيّن أن مبيعات السيارات الكهربائية تتسارع في كل مكان وأن السيارات الكهربائية الرخيصة التي تنتجها الصين ستقلل من أدخنة الحافلات، في الوقت الذي أصبحت فيه محركات الاحتراق الداخلي أكثر كفاءة وأقل تلويثًا.

وأضاف أن وتيرة إنتاج الدراجات الكهربائية تتنامى في مختلف أنحاء العالم نتيجة تبني وسائل النقل الكهربائي الصغيرة، واعتماد الوقود النظيف في تشغيل السفن والقطارات وحتى الطائرات؛ حيث يتوقع المصنعون طرح طائرات كهربائية قصيرة المدى قريبًا.

قطاعا التعدين والتكنولوجيا

تمثل الانبعاثات الصادرة عن شركات التكنولوجيا، بما في ذلك الانبعاثات المباشرة والانبعاثات الناتجة عن استخدام الكهرباء والعمليات الأخرى مثل التصنيع، 0.3% من انبعاثات الكربون العالمية، بينما تعد الانبعاثات من تعدين العملات المشفرة ضخمة رغم كونها ناشئة.

وأوضح مراسل صحيفة الغارديان المشارك في إعداد المقال، كاري بول، أن ازدياد كمية الطاقة المستهلكة في تعدين البيتكوين مرهون بمدى تعقيد سلسلة الخوارزميات، وأشار إلى أن نظام بروتوكولات "إثبات الحصة" يتميز بأثر كربوني أقل بنسبة 99% من باقي التقنيات.

وأضاف أن الشركات تعهدت ببذل جهود إضافية؛ حيث تهدف أمازون إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040 واستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2025.

بدورها، تهدف شركة فيسبوك إلى تحقيق الحياد الكربوني في سلسلة التوريد بالكامل بحلول عام 2030، وتعهدت شركة ميكروسوفت بالتخلص نهائيًا من الكربون بحلول عام 2030، والتزمت شركة آبل بتحقيق الحياد الكربوني في سلسلة التوريد بأكملها بحلول عام 2030.

مسؤولية الشركات

تبدي الشركات الأميركية ونظيراتها في جميع أنحاء العالم، اهتمامًا بتحول الطاقة، ويعمل مصرف الاحتياطي الفيدرالي، أقوى مصرف مركزي في العالم، على تعزيز فريق المناخ لديه، وحددت شركة بلاك روك، أكبر مستثمر في العالم، الاستدامة البيئية هدفًا أساسيًا لديها.

وترى شركة بلاك روك أن الفشل في معالجة تغير المناخ يسيء للشركات التجارية، وتقدر الشركة أن 58% من سكان الولايات المتحدة سيعانون تدهورًا اقتصاديًا بحلول 2060-2080 إذا لم تعالَج أزمة المناخ، بحسب مراسل صحيفة الغارديان دوم روش.

الجزائر - تصدير الغاز

قطاع الكهرباء

أثر ارتفاع أسعار الغاز في السوق العالمية في اقتصادات العالم، وأجبر المصانع على الإغلاق، وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في الصين؛ ما يهدد بفتور الانتعاش الاقتصادي العالمي من وباء كورونا "كوفيد-19".

ويتطلب ذلك أن تضاعف الحكومات جهودها لتطوير أنظمة كهرباء محلية منخفضة انبعاثات الكربون، لكن جاهزية مصادر الطاقة المتجددة للعب دور فعال في أنظمة الكهرباء في جميع أنحاء العالم تمثل بادرة طيبة لمعالجة الأزمة.

من جهة ثانية، ساعد الانخفاض الحاد في أسعار طاقة الرياح والطاقة الشمسية على تحفيز الاستثمارات الجديدة في السيارات الكهربائية وتقنيات تخزين الكهرباء، مثل: البطاريات، التي انخفضت تكاليفها.

وستساعد طاقة الرياح والطاقة الشمسية على إنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يمكن تخزينه لفترات طويلة واستخدامه لتوليد الكهرباء خلال الأيام التي يقل فيها سطوع الشمس وهبوب الرياح.

وقد ساعدت مصادر الطاقة المتجددة الرخيصة في توفير كل هذه الإمكانيات التي يمكن الاعتماد عليها عند الاستغناء عن الغاز والتحول للطاقة الخضراء، حسبما ذكره مراسل صحيفة الغارديان جيليان أمبروز.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق