سلايدر الرئيسيةالتقاريرتقارير الكهرباءتقارير منوعةرئيسيةعاجلكهرباءمنوعات

البيتكوين وأخواتها.. تساؤلات مستمرة عن استهلاك الكهرباء وانبعاثات الكربون

حجم النفايات الإلكترونية لتعدين العملات الرقمية يبلغ 30.7 ألف طن سنويًا

حياة حسين

البيتكوين وأخواتها، عملات رقمية تثير تساؤلات البعض، وتفتح أبواب الأمل بتحقيق أرباح كبيرة عند آخرين، لكنها في الوقت نفسه تؤجج مخاوف فريق ثالث من دُعاة الحفاظ على البيئة، ليس بسبب استخدام كميات كبيرة من الكهرباء فحسب، بل للكميات الهائلة من النفايات الإلكترونية الناجمة عن تعدينها -أيضًا-.

القفزات السعرية التي حققتها البيتكوين، رغم عدم الاستقرار في سوقها، دفعت إلى زيادة الإقبال على تلك العملة المشفرة، التي تحتاج إلى كميّة هائلة من الكهرباء تعادل حجم دول، لتعدينها.

وكان سعر البيتكوين قد تجاوز 60 ألف دولار في شهر يونيو/حزيران الماضي، وأشارت توقعات إلى أنه قد يصل إلى 100 ألف دولار، لكنه انخفض دون 30 ألف دولار في وقت لاحق، ثم عاود الصعود فوق 50 ألف دولار، ويدور حاليًا حول 51 ألف دولار.

تعدين البيتكوينإلا أن كميات الكهرباء المطلوبة تلك، خاصة عند الاعتماد على الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء اللازمة، أثارت قلق نشطاء البيئة، خوفًا من زيادة انبعاثات الكربون، في وقت يعاني العالم فيه كمًا هائلًا من الكوارث الطبيعية؛ بسبب تغير المناخ خلال العامين الأخيرين، يصاحبه صراخ أممي للتكاتف العالمي لمكافحة تغير المناخ والاحترار العالمي.

انبعاثات الكربون من توليد الكهرباء اللازمة لتعدين البيتكوين، لا يبدو أنها أزمة التلويث الوحيدة المتهمة بها تلك العملات؛ فقد أشارت دراسات حديثة إلى أنها تسبب كميات ضخمة من النفايات الإلكترونية.

نفايات إلكترونية

قدّرت مؤسسة "أليكس دي فريس آند كريستيان" حجم النفايات الإلكترونية لتعدين العملات الرقمية بنحو 30.7 ألف طن سنويا، أو 272 جرامًا للعملية الواحدة من التعدين مقابل 173 جرامًا لجهاز الهاتف المحمول "آي فون".

ويكسب عمال المناجم من تعدين البيتكوين عبر عمليات حسابية معقدة على أجهزة الكمبيوتر.

ويقدر باحثون عمر جهاز الحاسوب المستخدم في تعدين البيتكوين بنحو 1.29 عامًا، حسبما ذكرت "بي بي سي".

ووفق بحث أجراه دارسون نيوزيلنديون، ونُشر في "جورنال ريسورسز كونزيرفاشن آند ريسيكل" مؤخرًا؛ فإن النفايات الإلكترونية لتعدين البيتكوين تعادل كل نفايات الأجهزة الإلكترونية الصغيرة مجتمعة، وتضم أجهزة الهاتف المحمول، والحواسيب الشخصية، والطابعات، وأجهزة الهاتف الأرضية في دولة الدارسين.

ووجد البحث أن تكلفة البيتكوين تتمثل في الكهرباء المستخدمة في عمليات التعدين؛ ما جعل العاملين في هذه الصناعة يطورون عمليات حسابية باستعمال رقائق إلكترونية شديدة التخصص، لا تصلح لعمليات تعدين أخرى عند تقادمها.

إعادة التصنيع

تُصنّع الرقائق التي يجب التخلص منها من معادن مثل الألومنيوم؛ لذلك يمكن إعادة تصنيعها.

إلا أن هناك فقرًا شديدًا في إعادة تصنيع النفايات الإلكترونية على مستوى العالم، ولا تزيد نسبتها على 17%، وتقل في الدول التي تتركز فيها عمليات تعدين البيتكوين.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يعاني العالم فيه نقص الرقائق الإلكترونية.

ويرى الباحثون أن الإسراع في عمليات تعدين البيتكوين قد يؤثر سلبًا في سلسلة إمدادات مصانع الأجهزة الإلكترونية الأخرى بالخامات اللازمة لإنتاجها.

وفي المقابل خففت دراسة حديثة لمؤسسة "نيويورك ديجيتال إنفسمنت غروب" من مخاوف تعدين العملات الرقمية بشأن استهلاك الكهرباء، حسبما ذكر موقع "كوين تيليغراف".

وتوقعت الدراسة أن تستقر الكميات التي تستهلكها عمليات تعدين البيتكوين تحت نسبة 0.5% من إجمالي الاستهلاك عالميًا خلال العقد المقبل.

الحياد الكربوني للبيتكوين

أوضحت الدراسة المنشورة هذا الشهر بعنوان "الحياد الكربوني للبيتكوين"، أن كلًا من استهلاك البيتكوين للكهرباء وانبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عنها؛ لن يصعدا بنسب كبيرة خلال الأعوام المقبلة، حتى في حالة ارتفاع سعرها في الأسواق.

وترى الدراسة -في أكبر تصوراتها تشدّدًا- أن كميات الكهرباء المُستهلكة في تعدين البيتكوين لن تتعدى جزءًا من الرقم الصحيح -كسر- من الاستهلاك العالمي حتى عام 2030.

ونافية لكل ما يرصده كثيرون من عوامل سلبية تُتخذ ذريعة لمحاربة العملات الرقمية، خلصت الدراسة إلى أن استهلاك البيتكوين للكهرباء لم يتجاوز 0.04% من إجمالي الاستهلاك العالمي، والانبعاثات لم تزِد على 0.1% في 2020.

ووصفت الدراسة تلك النسب بأنها "غير مؤثرة في قطاعات الاقتصاد العالمي".

ووفق جامعة كامبريدغ، فإن تعدين البيتكوين يستهلك 101 تيراواط/ساعة سنويا، ما يعادل 0.45% من الكهرباء العالمية.

كما وجدت الجامعة أن تعدين البيتكوين في دولة مثل أميركا، يستهلك كهرباء أقل مما تستهلكه كل أجهزة التبريد، وأقل من 4.6% من إجمالي الكهرباء التي تستهلكها أجهزة تكييف الكهرباء على مستوى العالم.

وترى الجامعة أن "محاولات الوصول إلى تعدين البيتكوين حيادي الكربون واعدة".

ربما اقتنع مؤسس ورئيس شركة تيسلا الأميركية للسيارات الكهربائية، إيلون ماسك، بتلك النظرية؛ إذ أعلن، في يونيو/حزيران الماضي، أنه لن يتعامل بالبيتكوين إلا إذا استُخدمت الطاقة الخضراء في عمليات التعدين بنسبة 50% على الأقل.

مزيد من المنصفين

في مجال تلويث البيئة والتأثير السلبي في المناخ، تجد العملات الرقمية مزيدًا من المنصفين الداعمين لها.

فالعملات الرقمية ليست جميعها شرهة للطاقة أو ملوثة للبيئة بالقدر نفسه، وفق بعض الباحثين، حسبما ذكر موقع "كريبتو إيكونومي".

وعلى سبيل المثال، بينما تستهلك عملة البيتكوين نحو 707 كيلو واط/ساعة من الكهرباء، تحتاج عملة رقمية أخرى وهي إيثريوم إلى 62.56 كيلو واط/ساعة فقط.

ورغم الإشارات الإيجابية عن تعدين العملات الرقمية سالفة الذكر؛ فإن الصين -ثاني أكبر اقتصاد عالمي- ما زالت تتعامل معها بكثير من الحذر.

فقد وضعت بكين هذا الأسبوع مزيدًا من القيود على عملة العملات الرقمية، وجعلتها غير قانونية تمامًا.

ويوم الجمعة الماضي، أصدرت 10 كيانات حكومية، من بينها بنك الشعب الصيني، بيانًا مشتركًا تتعهد فيه بمراقبة كل تعاملات العملات الرقمية، وتنتقد تقنياتها التي ترى أنها تهدد بضياع أصول المواطنين، وتسهل الأنشطة الإجرامية مثل عمليات غسيل الأموال.

وهبط سعر البيتكوين 8% عقب تلك الأنباء، قبل أن تعاود الارتفاع لتعويض معظم خسائرها مع نهاية التعاملات.

وكانت الصين في الماضي مركزًا لتعدين العملات الرقمية، بسبب انخفاض تكاليف الكهرباء في مناطق مثل منغوليا الداخلية، لكن البلاد تعاني حاليًا من أزمة طاقة وتحاول أن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2060.

تعدين البيتكوين
منشأة لتعدين البيتكوين

الصين وقازاخستان

في عام 2019، كانت الصين موطنًا لـ75% من استهلاك طاقة البيتكوين في العالم، وانخفض هذا الرقم إلى 46% في ربيع 2021، ومن المرجح أن ينخفض ​​بشكل أكثر حدة مع القيود الجديدة المُعلنة يوم الجمعة.

أزمة الطاقة قد تدفع دولة قازاخستان، التي تُعد من أهم مراكز تعدين البيتكوين في العالم، للمصير ذاته؛ إذ دفع شح الكهرباء إلى وقف أنشطة متعددة من تعدين العملات الرقمية، تاركًا عمالها لنهش القلق من مصير إيراداتهم من هذا النشاط، حسبما ذكر موقع "كريبتو نيوز فلاش".

وتحول مُعدّنو العملات الرقمية إلى جارة الصين الغربية -كازاخستان- بسبب رخص الكهرباء، وهو السبب ذاته الذي كان يدفع المُعدّنين إلى بكين في الماضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق