التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

سوق شحن الكربون عالميًا قد تصل إلى 90 مليون طن سنويًا

النرويج تستحوذ وحدها على 30% من توقعات الشحن العالمية

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • توقعات بتشغيل 330 خط أنابيب بري لنقل الكربون بحلول 2030
  • خطوط الأنابيب البحرية مرشحة لدور رئيس بحلول نهاية العقد
  • شحن الكربون بحريًا يواجه معضلة الاعتماد على الوقود الملوث
  • النرويج وهولندا والمملكة المتحدة أكبر المرشحين لشحن الكربون
  • متوسط طول طرق الشحن المقترحة بين 2500 و5 آلاف كيلومتر

ثمة اهتمام متصاعد بتوسعة سوق شحن الكربون العالمية التي ما زالت ناشئة، وتلتمس خطاها، لمجاراة سعي الدول المُصدّرة للانبعاثات للوصول إلى طرق مرنة لنقل ثاني أكسيد الكربون المحتجز إلى مشروعات التخزين البحرية.

وتوقّع تقرير تحليلي حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، شحن أكثر من 90 مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون في العالم بحلول عام 2030، إلى أماكن التخزين المخططة.

واستندت تقديرات سوق شحن الكربون في التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة "ريستاد إنرجي" إلى تحليل المشروعات المخططة لتخزين ثاني أكسيد الكربون حول العالم.

وتواجه مشروعات احتجاز الكربون وتحزينه واستعماله تحديات مختلفة، من أبرزها ضعف توفر شبكات النقل والتخزين المتاحة؛ ما يمثّل عقبة أمام المشروعات المعلنة والمخططة عالميًا.

الفرق بين خطوط الأنابيب البرية والبحرية

تعدّ خطوط الأنابيب البرية الطريقة الأكثر شيوعًا في التخطيط العالمي الحالي؛ لقدرتها على نقل كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون إلى مواقع التخزين البرية أو المحطات الساحلية، وسط توقعات بتشغيل 330 خطًا منها بحلول عام 2030.

على الجانب الآخر، تتميز خطوط الأنابيب البحرية بكونها أكبر حجمًا؛ ما يمكّنها من نقل الكربون المحتجز إلى مواقع التخزين تحت الماء؛ ما يرجّح أن تؤدي دورًا حيويًا في سلسلة التوريد العالمية خلال الأعوام المقبلة، بحسب تقديرات ريستاد إنرجي.

وتراهن شركة الأبحاث النرويجية على توسّع سوق شحن الكربون الناشئة بوصفها الحل الأمثل والأكثر مرونة لنقل انبعاثات الكربون لمسافات طويلة بتكلفة منخفضة نسبيًا.

وتحتاج مشروعات تخزين الكربون البحرية إلى أسطول مكون من 55 ناقلة متخصصة بحلول 2030، لنقل أحجام تصل إلى 90 مليون طن سنويًا بحلول نهاية العقد، وهي أحجام تتطلب -أيضًا- 48 محطة للتعامل مع الاستيراد والتصدير، وفقًا لتقديرات ريستاد إنرجي.

ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه حول العالم خلال 13 عامًا:

مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه

نقل الكربون لن يخلو من الانبعاثات

تعتمد صناعة الشحن البحري -حتى الآن- على أنواع الوقود التقليدية كثيفة الانبعاثات مثل الديزل أو زيت الوقود منخفض الكبريت؛ ما يثير مخاوف بيئية من شحن الكربون بحريًا بالوسائل نفسها.

وتشير التقديرات إلى أن سفن نقل ثاني أكسيد الكربون المسافرة لمسافات طويلة يمكن أن تنبعث منها قرابة 5% من إجمالي ثاني أكسيد الكربون الذي تحمله، وفقًا لتحليل ريستاد إنرجي لطرق الشحن بحلول 2030.

ومن المرجح أن تنخفض انبعاثات شحن الكربون بنسبة 18%، إذا استُعمل الغاز الطبيعي المسال بديلًا لوقود الشحن الحالي (الديزل أو زيت الوقود منخفض الكبريت).

كما يُتوقع انخفاض انبعاثات نقل الكربون بنسبة 20%، حال استعمال الميثانول الأزرق -يُنتج من الغاز الطبيعي باستعمال تقنية احتجاز الكربون- بدلًا من الوقود التقليدي، بينما يمكن للأمونيا الزرقاء أن تخفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 80%.

ويستند تحليل ريستاد إنرجي إلى متوسط الانبعاثات الصادرة من السفن ذات السعة المقدّرة في حدود 25 ألف متر مكعب، كما يشمل التحليل حساب الانبعاثات الصادرة من إنتاج الوقود وتكريره واستعمالاته النهائية.

وما زالت تكلفة أنواع الوقود منعدمة الانبعاثات عالية جدًا في الوقت الحالي؛ ما يجعلها غير مجدية اقتصاديًا في سوق شحن الكربون الناشئة، ويثير تساؤلات بيئية حول الشحن بالوقود كثيف الانبعاثات، وفقًا لمحللة ريستاد إنرجي لين مان بيرسماركي.

النرويج تقود مراكز الشحن المتوقعة

يحتلّ بحر الشمال مركز الصدارة في توقعات نمو سوق شحن الكربون الناشئة عالميًا، نظرًا لقربه من المناطق الرئيسة المأهولة بالسكان في شمال أوروبا.

ومن المرجح أن تستحوذ النرويج وحدها على 30% من إجمالي عمليات شحن ثاني أكسيد الكربون عالميًا، ما يعادل 26 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.

وتستند هذه التقديرات إلى تحليل المشروعات المعلنة ومذكرات التفاهم الموقّعة في المجال، لكن هذه التوقعات ستظل مرهونة بمدى السرعة في تطوير مواقع التخزين الكافية للسعة المخطط لها في النرويج.

ومن المتوقع أن تفتتح النرويج أول شبكة مفتوحة لنقل الكربون وتخزينه في القطب الشمالي أوائل عام 2025، وهو مشروع مصمم لاستقبال الكربون المحتجز محليًا والواردات المقبلة من شمال غرب أوروبا.

وتبلغ سعة التخزين في المرحلة الأولى لهذا المشروع قرابة 1.5 مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

هولندا والمملكة المتحدة في المنافسة

تأتي هولندا في المركز الثاني بعد النرويج بنحو 23 مليون طن سنويًا من إجمالي أحجام شحن الكربون عالميًا، تليها المملكة المتحدة بـ20 مليون طن سنويًا.

وتشمل هذه التقديرات عمليات شحن ثاني أكسيد الكربون المحتجز محليًا، إضافة إلى واردات الكربون المحتجز في الدول الأخرى، وفقًا لبيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير ريستاد إنرجي.

وتتمتع المملكة المتحدة -على سبيل المثال- بإمكانات تخزين ضخمة لثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى أهداف وطنية طموحة، ما يرجّح أن تعطى الأولوية لتخزين انبعاثاتها بدلًا من شحنها إلى جيرانها في بحر الشمال.

ومن المتوقع أن تشحن فرنسا 17 مليون طن سنويًا من الكربون بحلول عام 2030، تليها بلجيكا بـ13 مليون طن سنويًا، لكن البلدين لا يمتلكان إمكانات تخزين محلية كبيرة؛ ما يرجّح شحن أغلب انبعاثاتها المحتجزة إلى الدول الأوروبية المجاورة.

مشروع لتخزين الكربون في أستراليا
مشروع لتخزين الكربون في أستراليا - الصورة من موقع AGR

أستراليا لاعب مهم

ستكون أستراليا لاعبًا مهمًا في سوق شحن الكربون العالمية الناشئة؛ بالنظر إلى حجم إمكاناتها في التخزين، سواء للكربون المحتجز محليًا أو لواردات الكربون المحتجز في منطقة آسيا والمحيط الهادئ المجاورة، بما في ذلك اليابان.

وبصفة عامة، يبلغ متوسط طول معظم طرق شحن الكربون المقترحة حول العالم قرابة ألفي و500 كيلومتر، بما ذلك الطرق المقترحة في أوروبا وحول أستراليا، وهي مسافة تبدو قصيرة نسبيًا بالنسبة لرحلات السفن والناقلات.

ويزيد متوسط طول الطرق المخطط لها بين اليابان وماليزيا وأستراليا عن 5 آلاف كيلومتر، أمّا أطول رحلة محتملة في شحن الكربون فستكون بين كوريا الجنوبية والسعودية، حيث تصل رحلة الذهاب بينهما فقط إلى 12 ألف كيلومتر على الأقلّ، بحسب تقديرات ريستاد إنرجي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق