رئيسيةتقارير منوعةمنوعات

أكبر شركة تعدين في العالم تقترب من صفقة ضخمة.. ودور أفريقي

هبة مصطفى

تُخطط أكبر شركة تعدين في العالم لصفقة شراء قد تغيّر خريطة الصناعة العالمية، بقيمة متوقعة قد تصل إلى 39 مليار دولار.

ويبدو أن لجنوب أفريقيا دورًا مهمًا في إتمام صفقة استحواذ شركة بي إتش بي الأسترالية (BHP) على شركة أنغلو أميركان (Anglo- American) التي تتخذ من جنوب أفريقيا والمملكة المتحدة مقرين لها.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) تفاصيل الصفقة، قد تحسم الدولة البارزة بقطاع التعدين في القارة السمراء مصير الصفقة، خاصة أن شركة أنغلو أميركان تمتد جذورها في أصول جنوب أفريقيا.

تفاصيل الصفقة

تقوم صفقة أكبر شركة تعدين في العالم على أساس "التفكيك"، ووفق التفاصيل المعلنة -حتى الآن- ترغب شركة "بي إتش بي" في الاستحواذ على "أنغلو أميركان" دون شركاتها الفرعية المتجذرة في جنوب أفريقيا.

وبموجب تصور الشركة الأسترالية، ستنفصل "أنغلو أميركان" عن شركاتها الفرعية: شركة كومبا أيرون أور (Kumba Iron Ore) خامس أكبر منتج عالمي للحديد، وشركة أنغلو أميركان بلاتينيوم (Anglo American Platinum) إحدى أكبر شركات التعدين وتُسهم بـ38% سنويًا من الإنتاج العالمي للبلاتينيوم.

موقع لشركة أنغلو أميركان
موقع لشركة أنغلو أميركان - الصورة من International Mining

ونظرًا إلى أهمية الصفقة، يزور الرئيس التنفيذي لأكبر شركة تعدين في العالم "مايك هنري" ووفد مرافق له جنوب أفريقيا، لبحث التفاصيل مع أطراف الصفقة، ومن بينهم مسؤولون حكوميون في جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى مسؤولي الشركة وممثلين للشركات الفرعية والمساهمين، حسب ما نشرته بلومبرغ اليوم الخميس 2 مايو/أيّار 2024.

وتسعى "بس إتش بي"، عبر سياسة التفكيك والاستحواذ، إلى اقتناص فرصة تعثر شركتي الحديد والبلاتين الفرعيتين لـ"أنغلو أميركان" والتحديات التي تواجههما.

وتواجه شركة أنغلو أميركان للبلاتين أزمة بسبب ارتفاع أسعار المعدن، وتضطر على أثرها العمل على خفض التكاليف، في حين وقعت "كومبا" فريسة تهالك البنية التحتية للنقل والتصدير في جنوب أفريقيا.

فرص جنوب أفريقيا

يأتي الحديث عن صفقة استحواذ أكبر شركة تعدين في العالم على شركة "أنغلو أميركان"، في خضم توقيت حرج لجنوب أفريقيا، على الصعيديْن السياسي والاقتصادي.

وتستعد الدولة الأفريقية لعقد انتخابات مهمة، شهر يونيو/حزيران المقبل، خاصة أن النتائج المتوقعة لهذه الجولة قد تسفر عن نتائج غير واضحة لسلطة مستقرة منذ عام 1994 في البلاد.

ومن جانب آخر، تواجه الحكومة الحالية اتهامات باتباع سياسيات أدت إلى تدهور الاقتصاد، وتعميق معاناة البنية التحتية وتهالكها.

ويُخطط وفد "بي إتش بي" لإقناع الرئيس الجنوب أفريقي الحالي سيريل رامافوزا، والأطراف الأخرى بالصفقة، مع الاتفاق حول إتمامها على مراحل عدة وفق تفاصيل يجري الاتفاق عليها مبدئيًا خلال الزيارة الحالية.

وستستعمل أكبر شركة تعدين في العالم ورقة الوضع الاقتصادي لجنوب أفريقيا، للضغط على الأطراف لقبول الصفقة، عبر السيطرة الأفريقية على الشركتين الفرعيتين للحديد والبلاتين.

شاحنة لأنغلو أميركان في جنوب أفريقيا
شاحنة لأنغلو أميركان في جنوب أفريقيا - الصورة من بلومبرغ

سيناريوهات الاستحواذ

سينظر إلى الصفقة -حال إتمامها- بوصفها أكبر عملية اندماج في قطاع التعدين منذ سنوات، وقد تسفر عن إنشاء كيان منتج للنحاس هو الأكبر من نوعه أيضًا.

وعلى الصعيد المحلي، واجهت الصفقة انتقادًا من قبل وزير التعدين الجنوب أفريقي غويدي مانتاشي، إذ أكد معارضته الصفقة إذا ما اتُفق على إقرارها وفق الرؤية الحالية.

وشدد على أن شركة "بي إتش بي" لم تعرض عليه حتى الآن تفاصيل الصفقة، لافتًا إلى أزمة سحب الشركة الأسترالية استثماراتها من جنوب أفريقيا عام 2015 لإنشاء كيان جديد يحمل اسم ساوث 32 (South32).

وفي المقابل، يرى محللون أن احتمالات إتمام الصفقة حاضرة بقوة، إذا نجحت أكبر شركة تعدين في العالم بإقناع حكومة جنوب أفريقيا والهيئات المعنية بالموافقة عليها، وسط دعم من شركة "أنغلو أميركان" -أيضًا-، خاصة أن لديها حجة قوية لإقناع المساهمين بارتفاع تكلفة تطوير أصولها والتدهور في أرباح شركتي الحديد والبلاتين الفرعيتين.

إنقاذ العمالة

مع إعلان شركة "أنغلو أميركان بلاتين" عزمها تسريح 37 ألفًا و700 موظف، قد تستعمل "بي إتش بي" هذه الورقة لإقناع حكومة جنوب أفريقيا بإتمام الصفقة مقابل إدارة الشركتين الفرعيتين والاحتفاظ بالموظفين.

وتملك جنوب أفريقيا فرصة للتدخل في شروط الصفقة، إذ إنه بناء على توجيهات لجنة المنافسة في البلاد فإن موافقتها شرط رئيس لتوزيع أسهم الشركتين الفرعيتين للحديد والبلاتين.

منجم في جنوب أفريقيا
منجم في جنوب أفريقيا - الصورة من World Finance

وإذا أقدمت أكبر شركة تعدين في العالم على شراء أصول تعدين في جنوب أفريقيا -مثل مناجم منغنيز وماس- ضمن إجراءات صفقة الاستحواذ، فإنها ستحتاج -أيضًا- إلى موافقة الجهات التنظيمية، التي يمكن أن تضمن حق العمالة.

ولا تُعد "بي إتش بي" حديثة العهد بالعمل في قطاع التعدين بجنوب أفريقيا، لكنها قلصت نشاطها مع اتساع نطاق أصول "أنغلو أميركان" في البلاد، وشهدت الأعوام اللاحقة لتأسيس الأخيرة عام 1917 توسعها في تعدين الذهب والألماس في مناجم الدولة الأفريقية.

وتوسعت -أيضًا- خارج القارة السمراء، في مشروعات فحم في أستراليا، وحديد في البرازيل، بالتوازي مع التنقيب عن معدن النحاس في بيرو وتشيلي بأميركا الجنوبية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق