تقارير منوعةرئيسيةمنوعات

تمويلات خضراء تنتظر محطات الفحم في إندونيسيا.. ورفض بيئي قاطع

أسماء السعداوي

تترقب محطات توليد الكهرباء من الفحم في إندونيسيا تطورًا جديدًا يؤهلها للحصول على تمويلات خضراء، وهو ما قابلته انتقادات لاذعة من جانب أنصار البيئة.

وتدرس هيئة الخدمات المالية إدراج محطات الكهرباء العاملة بالفحم التي تزوّد مصنعي بطاريات السيارات الكهربائية بالكهرباء، على قوائم المؤهلين للحصول على تمويلات خضراء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويقول رئيس الهيئة ماهيندرا سيرغار، إنه يجري حاليًا تعديل إطار العمل الذي يحدد الاستثمارات الصديقة للبيئة، ليشمل تمويل محطات الكهرباء العاملة بالفحم التي ستخرج من نطاق الخدمة مبكرًا، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

وتُعد إندونيسيا أكبر مصدّري الفحم في العالم، وأحد أكبر مطلقي انبعاثات الكربون في العالم، ورغم إعلانها أهدافًا لتحقيق تحول الطاقة فإنها تواجه عقبات عدة.

البنوك ومشروعات الفحم في إندونيسيا

على عكس البنوك العالمية التي توقفت عن تمويل مشروعات الفحم، ما زالت معظم البنوك الإندونيسية تمول مشروعات هذا الوقود الأحفوري.

وكشف رئيس الهيئة المالية ماهيندرا سيرغار، عن خطط لتوسيع نطاق تصنيف المشروعات المؤهلة للحصول على تمويلات خضراء، لتضم محطات الكهرباء العاملة بالفحم في إندونيسيا، التي تزوّد الصناعة بمنتجات مستدامة مثل بطاريات السيارات الكهربائية.

ويُقصد بالتمويلات الخضراء تلك التي تستهدف تحقيق النمو الاقتصادي والحد من التلوث وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتقليل النفايات إلى حدها الأدنى، مع تحسين كفاءة استغلال الثروات الطبيعية.

وفي معرض رده على سؤال بشأن لماذا تُعد تمويلات محطات الفحم صديقة للبيئة، قال سيرغار: "في نهاية المطاف، نحتاج إلى رؤية النتيجة كاملة والمنتج النهائي لسلسلة التوريد بأكملها".

ردًا على ذلك، يقول محللون في معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي (IEEFA)، إن تمويل محطات الكهرباء العاملة بالفحم التي تزوّد مصانع بطاريات السيارات الكهربائية بالكهرباء، سيهوي بإندونيسيا إلى أسفل قائمة التصنيفات العالمية الخاصة بالتمويلات الخضراء أو المستدامة.

وفي بيان، أعرب المحللون عن قلقهم الكبير إزاء اعتبار محطات الكهرباء العاملة بالفحم -سواء الحالية أو الجديدة- تحمي البيئة، مؤكدين أن الخطوة تتعارض ببساطة مع الأدلة العلمية.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- وجود إندونيسيا بين أكبر مصدري الفحم في العالم:

أكبر مصدري الفحم في العالم

تحول الطاقة في إندونيسيا

أعلنت جاكرتا مساعي لخفض الاعتماد على الفحم الذي يشكّل أكثر من نصف قدرات توليد الكهرباء، فضلًا عن زيادة إسهامات الطاقة المتجددة، سعيًا إلى خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وصولًا إلى تحقيق الحياد الكربوني في عام 2060.

وحصلت إندونيسيا على تمويل بقيمة 20 مليار دولار خلال فعاليات مجموعة الـ20 في عام 2022 المنصرم، لتمويل تحول الطاقة بقيمة 20 مليار دولار أميركي في إطار خطة شراكة انتقال الطاقة العادل.

وتتضمّن الخطة مضاعفة إسهامات مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء في إندونيسيا خلال السنوات الـ3 إلى الـ5 المقبلة إلى 34%، بالإضافة إلى التقاعد المبكر لمحطات الفحم في إندونيسيا.

لكن الخطة واجهت عقبة صادمة، إذ قال أحد أعضاء مجموعة العمل الإندونيسية في الشراكة، إن نشر الخطة الاستثمارية لتنفيذ التمويل التي كان مقررًا لها أغسطس/آب المنصرم 2023 قد تأجل إلى وقت لاحق من هذا العام.

وبحسب المسؤول، فإن سبب التأجيل هو إدراج تمويل محطات الكهرباء الخاصة العاملة بالفحم، لاستعمالها في أغراض صناعية خاصة بأصحابها.

تحديات تبحث عن حلول

في المقابل، يحذّر محللون من أن الاتفاق مع الدول الكبرى بشأن تحول الطاقة في إندونيسيا يواجه تحديات خطيرة، بحسب تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية (Associated Press)، الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب المحللين، فإن إغلاق شبكة الفحم في إندونيسيا الجديدة نسبيًا وتأمين التمويل اللازم لتحول الطاقة بعيدًا عن الوقود الأحفوري وضمان عدم تضرر العاملين بالصناعة من التغييرات؛ سيكلّف البلاد مبلغًا ضخمًا.

كما تخطط الحكومة لبناء محطات كهرباء جديدة تعمل بالفحم لتمويل مشروعات البنية الأساسية الإستراتيجية مثل مصاهر المعادن.

وإلى ذلك، قالت مسؤولة تمويلات الطاقة الآسيوية في منظمة "ماركت فورسيس" غير الحكومية بينبين ماريانا، إن التوسع في إقامة محطات الكهرباء العاملة بالفحم سيُحبط أي تقدم للتقاعد المبكر للمحطات ضمن شراكة انتقال الطاقة العادل، كما سيعرّض للخطر أي مكاسب لنشر الطاقة المتجددة.

في السياق ذاته، أبدى أصحاب مصالح محليون قلقهم إزاء كيفية توفير الأموال عبر مجموعة من المنح والقروض الميسرة والقروض بأسعار السوق والضمانات والاستثمارات الخاصة.

من جانبها، أعربت الباحثة في المعهد الدولي للتنمية المستدامة أنيسا سوهارسونو، عن أملها في زيادة حجم المنح والقروض الميسرة، إذ إنها الجزء الأكبر من التمويل.

يُشار إلى أن تقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" تقول إن إندونيسيا ستحتاج إلى 163.5 مليار دولار حتى عام 2030، لتحقيق تحول الطاقة عبر زيادة قدرات الطاقة المتجددة وتوسيع نطاق شبكة الكهرباء وحلول تخزينها.

كما دعا بحث جامعي، صدر العام الماضي (2022)، إلى تنفيذ أهداف مناخية أكثر طموحًا من المُدرجة في خطة انتقال الطاقة العادل لتحقيق هدف الحفاظ على درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية وفق اتفاقية باريس للمناخ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق