الفحم الإندونيسي ينقذ بنغلاديش من انقطاع الكهرباء.. هل تكون الأزمة الأخيرة؟

أسماء السعداوي

2023-08-16

0 539

محطة رامبال تستقبل شحنة من الفحم الإندونيسي — محطة رامبال الحرارية – الصورة من موقع داكا نيوز

أعطى الفحم الإندونيسي دفعة قوية لقطاع الكهرباء في بنغلاديش؛ إذ نجحت إمدادات الجارة الأسيوية في استئناف تشغيل محطة رئيسة.

ومع ذلك، مازال شبح انقطاع الكهرباء يحوم في البلد الأسيوي، رغم جهود الحكومة المضنية لاستيراد الإمدادات اللازمة لتشغيل المحطات، مع شحّ الدولار وتراجع قيمة العملة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

واستأنفت محطة رامبال الحرارية عملها بعد توقّف دام 16 يومًا بسبب نقص الفحم يوم أمس الإثنين 14 أغسطس/آب 2023، حسب تقرير نشرته صحيفة "ذا بيزنس ستاندرد" (The business standard).

وكان نقص الفحم السبب الرئيس لتوقّف الوحدة الأولى في محطة رامبال نهاية يوليو/تموز المنصرم، وأعلنت السلطات بدء إجراءات استيراد الفحم الإندونيسي من أجل عودتها للعمل.

أزمة محطة رامبال الحرارية

تصل القدرة الإنتاجية لمحطة رامبال الحرارية إلى 1320 ميغاواط من الكهرباء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبعد وصول إمدادات الفحم الإندونيسي، قال نائب المدير العام لشركة كهرباء الصداقة البنغلاديشية الهندية المحدودة، أنور العظيم، إن المحطة أضافت إجمالي 400 ميغاواط لشبكة الكهرباء في بنغلاديش منذ استئناف تشغيلها.

ووصلت أولى إمدادات الفحم الإندونيسي إلى بنغلاديش على متن السفينة "إم في باشاندهارا إمبريس"، إذ وصلت ميناء مونغلا يوم 13 أغسطس/آب الجاري 2023، وعلى متنها 31 ألفًا و700 طن متري من الفحم.

ومنذ وصول الشحنة في الصباح، تواصلت أعمال تفريغ الفحم الإندونيسي ونقله وتخزينه على قدم وساق، لتبدأ المحطة عملها في الساعة الثالثة عصر يوم الإثنين 14 أغسطس/آب 2023.

ومن المتوقع وصول سفينتين إضافيتين محملتين بالفحم الإندونيسي إلى ميناء مونغلا خلال شهر أغسطس/آب الجاري؛ لتشغيل محطة رامبال الحرارية.

ومنذ بدء تشغيلها لأول مرة في 17 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي 2022، توقّفت محطة الكهرباء العاملة بالفحم 6 مرات على مدار 7 أشهر ونصف.

وأغلقت المحطة أبوابها في 14 يناير/كانون الثاني، و15 أبريل/نيسان، و23 يونيو/حزيران، و30 يونيو/حزيران، و30 يوليو/تموز من هذا العام (2023).

حكومة رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة واجد تبذل جهودا مضنية لاستيراد الفحم الإندونيسي — رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة واجد - الصورة من "the print"

أزمة الكهرباء في بنغلاديش

تُعدّ محطة رامبال الحرارية إحدى ضحايا شُح إمدادات الوقود في بنغلاديش، إلى جانب نظيراتها العاملة بالغاز المسال.

ويهيمن الغاز على النسبة الأكبر بتوليد الكهرباء في بنغلاديش بنسبة 50%، في حين تصل نسبة الفحم إلى 7.89%.

وتستورد بنغلاديش معظم واردات الوقود من الخارج لتشغيل محطات الكهرباء، لكن ارتفاع الأسعار وشحّ الدولار وضعا قطاع الكهرباء في موقف صعب.

في هذا الصدد، تبذل الحكومة -بقيادة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد- جهودًا مضنية للحيلولة دون انقطاع التيار الكهربائي في البلد الوقعة جنوب آسيا.

آخر تلك الجهود كان إعلان خطط لإغلاق 6 محطات كهرباء تعمل بالديزل بحلول نهاية العام الجاري 2023.

وكان الهدف من إغلاق المحطات الـ3، بسعة ألف ميغاواط، خفض تكاليف التشغيل بعد زيادة سعر صرف الدولار، وأسعار الديزل.

ولم تقف جهود الحكومة عند هذا الحدّ، بل أعلنت اعتزامها إبرام 3 عقود جديدة لاستيراد الغاز المسال من الخارج.

وتستورد دكا حاليًا أقلّ من 4 ملايين طن يوميًا، بموجب اتفاق مع قطر وسلطنة عمان، لمدة 15 عامًا و10 أعوام على الترتيب.

كما أبرمت بنغلاديش اتفاقًا لاستيراد 1.8 مليون طن سنويًا من الغاز المسال من قطر بدءًا من عام 2026، واتفاقية أخرى مع عُمان لاستيراد ما بين 0.25 و1.5 مليون طن من الغاز المسال سنويًا، بدءًا من عام 2026.

وداخليًا، سعت بنغلاديش إلى زيادة الإنتاج المحلي من النفط والغاز، فأعلنت إطلاق جولة عطاءات جديدة للتنقيب عن الهيدروكربونات قبالة سواحل البلاد.

واستعانت في ذلك بنموذج جديد للعقود يُغري الشركات العالمية بحصص إنتاج أكبر، وأسعار غاز أعلى، بالإضافة لتصدير الغاز الطبيعي بعد تلبية الاحتياجات المحلية.

كما دخلت بنغلاديش مؤخّرًا في مفاوضات للحصول على قروض من مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الإسلامي للتنمية؛ لتسديد ديون واردات الطاقة.

وقال وزير الطاقة والثروات المعدنية نصر الحميد، إن بلاده ستدفع نحو 960 مليون دولار شهريًا، بدءًا من يوليو/تموز المنصرم 2023؛ لتسديد مستحقات واجبة السداد لمزوّدي الغاز المسال، وشركات النفط، ومالكي محطات الكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..