تقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

إسبانيا تقود التحول الأخضر في أوروبا.. ما دور المغرب؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • وتيرة التحول الأخضر تتسارع في إسبانيا.
  • إسبانيا تستهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
  • تزخر إسبانيا بمصادر الطاقة المتجددة العديدة.
  • تعول إسبانيا كثيرًا في مسارها نحو التحول الأخضر على المغرب.
  • إسبانيا تجربة ملهمة للبلدان الأوروبية الساعية إلى المضي في مسار تحول الطاقة.

تمضي إسبانيا بسرعة البرق في مسار تحوّل الطاقة عبر تبني المصادر المتجددة لتوليد الكهرباء النظيفة، في إطار خططها لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول أواسط القرن الجاري (2050)؛ ما يجعل البلاد تجربةً مُلهمةً لأقرانها الأوروبيين.

وتتطلب تلك الأهداف المناخية من مدريد إحراز تقدم ملموس في استكشاف حلول الطاقة البديلة؛ ما يمكنها من خلق فرص العمل والنمو الاقتصادي المستدام.

وفي هذا المسار، يحظى تحول الطاقة في إسبانيا باهتمام منقطع النظير؛ إذ إنه يمثّل حجر الزاوية في مسار التنمية الشاملة في البلد الواقع جنوب غرب أوروبا، في وقت تتباطأ فيه الاقتصادات العالمية، وتتنامى الاضطرابات في أسواق الطاقة، حسب تقرير لموقع إنرجي بورتال. إي يو (EnergyPortal.eu) المتخصص.

هدف مزدوج

تخطو إسبانيا خطوات واسعة في استعمال مصادر الطاقة المتجددة، بدعم من الهدف المزدوج المتمثل في خفض انبعاثات غازات الدفيئة، وتحقيق أمن الطاقة.

إلا أن مسار التحول الأخضر الذي تمضي فيه مدريد بقوة لم يكن مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالتحديات الصعبة.

فالتزام إسبانيا بالتحوّل إلى مصادر بديلة نظيفة للوقود تخلف المصادر التقليدية الملوثة للبيئة، ينبُع من إقرارها بحاجتها الملحة لمكافحة التغيرات المناخية.

وفي هذا المسار، وضعت إسبانيا مجموعة من الأهداف الطموحة، في مقدمتها توليد 70% من احتياجاتها من الكهرباء من المصادر النظيفة بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، وبنسبة 100% بحلول عام 2050.

سياسات داعمة

تبني مدريد التزامها على إستراتيجية شاملة تشتمل على تعزيز طاقتي الشمس والرياح، وتوسيع سوق السيارات الكهربائية وتحسين كفاءة الطاقة في المباني.

وتنعم إسبانيا بموقع جغرافي وظروف مناخية يمنحانها وفرة من موارد الطاقة المتجددة، علمًا بأن إسبانيا تُصنف واحدة من أكثر البلدان المشمسة في أوروبا؛ ما يجعلها مثالية جدًا لإنتاج الطاقة الشمسية.

وعلاوة على ذلك، تُعَد إسبانيا لاعبًا رئيسًا في قطاع طاقة الرياح، مع انتشار مزارع الرياح من جبال البرانس إلى سهول كاستيا لا مانشا؛ ما ساعد القطاع على جذب استثمارات ضخمة، وأسهم في خلق الوظائف والنمو الاقتصادي.

ولاقى تحول الطاقة في إسبانيا -أيضًا- دعمًا من قبل السياسات الحكومية التي تظهر في سلسلة من الإجراءات الرامية لتعزيز الطاقة المتجددة؛ من بينها تعرفة التغذية، والتحفيزات الضريبية، والمنح لمشروعات الطاقة المتجددة.

وتساعد تلك السياسات على خلق بيئة مواتية لنمو قطاع الطاقة المتجددة.

محطة طاقة شمسية في إسبانيا
محطة طاقة شمسية في إسبانيا - الصورة من energytransition

تحديات صعبة

رغم التقدم الكبير، تبرز مجموعة من التحديات التي تعوق جهود التحول الأخضر في إسبانيا؛ أبرزها الطبيعة المتقطعة للمصادر النظيفة.

وتعتمد طاقتا الشمس والرياح على ظروف الطقس التي لا يمكن أبدًا التنبؤ بها؛ ما يفرض تحديًا لاستقرار شبكة الكهرباء، ومن ثم يتطلب تطوير حلول تخزين فاعلة.

هناك تحدٍّ آخر يتمثّل في حاجة مدريد لضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية للطاقة المتجددة، ويحتاج تحول الطاقة إلى تحديث شبكة الكهرباء وتطوير خطوط جديدة لنقل الكهرباء من المحطات إلى المستهلك النهائي.

ويستلزم هذا -بطبيعة الحال- موارد مالية ضخمة، ويفرض بدوره تحديات لوجستية عدة.

ويبرز القبول العام تحديًا ثالثًا في تحول إسبانيا نحو الطاقة المتجددة؛ فبينما هناك دعم واسع لجهود إسبانيا في هذا المسار، تبرز مخاوف كبيرة إزاء آثار مشروعات الطاقة المتجددة في المجتمعات المحلية، والطبيعة.

ويتطلب هذا تخطيطًا حذرًا، ومشاورات لضمان الاستدامة الاجتماعية للطاقة المتجددة.

رغم تلك التحديات، تحرز إسبانيا تقدمًا ملحوظًا في جهود تحول الطاقة؛ إذ تبرز أحد رواد تلك الصناعة في أوروبا، وهو ما يتجسّد عمليًا في التزاماتها المناخية التي لا تحيد عنها مدريد بمرور الوقت.

وتقدم تجربة إسبانيا دروسًا قيمة للبلدان الأخرى الساعية للمضي في مسار الطاقة المتجددة، لتثبت عمليًا أنه ومن خلال الجمع بين الموارد والسياسات والدعم العام، يمكن تحقيق تقدم كبير في الطاقة المستدامة.

تعاون إسباني مغربي

تعول إسبانيا كثيرًا في مسارها نحو التحول الأخضر على المغرب؛ ما يتضح في سلسلة الاتفاقيات التي أبرمها البلدان في الأشهر الأخيرة، والتي لامست قيمتها 800 مليون يورو (نحو 871 مليون دولار أميركي)، بحسب ما ذكره موقع أفريك 21 "Afric 21".

(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا).

وشملت الاتفاقيات قطاعات الطاقة والمياه، وتنص على تأسيس بنية تحتية "خضراء" في المغرب، والمساهمة في تعزيز التعاون بين البلدين اللذين يشتركان في واحدة من أقصر الحدود الدولية التي لا يتجاوز طولها 14 كيلومترًا.

ففي أعقاب أزمة دبلوماسية حول قضية الصحراء الغربية، شرعت مدريد والرباط في تطبيع العلاقات الثنائية بينهما؛ حيث التزمت الأولى بتقديم 800 مليون يورو لدعم النمو المستدام في البلد العربي.

ويُخصص جزء من هذا التمويل الضخم لمشروعات إزالة الكربون من الاقتصاد، والنهوض بمشروعات الطاقة المتجددة، وتعزيز كفاءة الطاقة بوجه عام، إلى جانب تأسيس بنية تحتية لتطوير الهيدروجين الأخضر.

ويكتسب التعاون الإسباني-المغربي زخمًا كبيرًا في وقت ينفذ فيه الاتحاد الأوروبي "شراكة خضراء" في المغرب.

وتركز تلك الشراكة على تطوير الطاقة المتجددة، ولا سيما الكتلة الحيوية والهيدروجين الأخضر والطاقة الكهرومائية.

وستسهم تلك الشراكة التي تركز كذلك على إزالة الكربون من الصناعة المغربية في خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45.5% بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، تماشيًا مع بنود اتفاقية باريس للمناخ 2015.

الإنفوغرافيك أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضّح أرقام ترصد نمو الطاقة المتجددة في المغرب خلال عام 2022:

الطاقة المتجددة في المغرب

الغاز المسال يفتح الطريق

تعززت العلاقات بين إسبانيا والمغرب في مجال الطاقة مع بدء الأخير استيراد الغاز المسال من مدريد في العام الماضي (2022).

ونمت واردات الغاز المسال المغربية بوتيرة متسارعة منذ يونيو/حزيران (2022)؛ حيث وصلت إلى 536 غيغاواط/ساعة في يناير/كانون الثاني (2023)، وفق موقع موروكو وورلد نيوز، نقلًا عن وسائل إعلام إسبانية.

ولجأ المغرب إلى واردات الغاز المسال في العام الماضي (2022) لتعزيز أمن الطاقة، في أعقاب القرار الذي اتخذته الجزائر في أكتوبر/تشرين الأول (2021) بوقف صادرات الغاز إلى أوروبا عبر خط الغاز المغاربي الأوروبي الذي يتدفق عبر المغرب إلى إسبانيا.

وجاء قرار الجزائر في إطار توتر العلاقات بينها وبين المغرب، ما دفعها إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط.

وفي فبراير/شباط (2022)، أعلن المغرب اقتحام سوق الغاز الطبيعي المسال رغم التكلفة العالية جدًا لاستيراد تلك السلعة الحيوية.

وترجع التكلفة العالية للغاز المسال إلى البنية التحتية الخاصة التي تتطلبها عملية إنتاجه، والتي تجري عبر ضغط الغاز وتحويله إلى سائل من أجل نقله بسهولة وبأسعار أرخص.

كما يتطلب الغاز المسال بنية تحتية خاصة من أجل إعادة تغويزه في البلد المستقبِل لتلك الواردات.

ويشير مصطلح إعادة التغويز إلى إعادة الغاز الطبيعي المسال إلى الحالة الغازية.

ونظرًا إلى افتقاره للبنية التحتية اللازمة لإعادة تغويز الغاز المسال، أبرم المغرب اتفاقية مع إسبانيا لمعالجة الغاز الطبيعي المسال في محطات الأخيرة، ثم إعادة إرساله إلى الرباط عبر خط الغاز المغاربي الأوروبي في الاتجاه المعاكس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. المغرب كان يمني النفس بالطاقة الشمسية. والريح والهيدروجين فسبقتهم اسبانيا وطبعا اروبا ستعتمد اولا على ما تنتجه اسبانيا في الطاقة وماينتجه النرويج من فوسفاطوما يرخص به البوليزاريوا من صيد الاسماك دب العياشة ومن يولي امره لكيان الصوص اسود على المغاربة الاحرار الدفاع عن بلدهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق