طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

خطة الطاقة المتجددة في إسبانيا تترك فجوة بين المجتمعات الغنية والفقيرة

مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • معضلة تواجه صانعي السياسات لضمان عدم تخلّف فئات الدخل المنخفض عن الركب خلال تنفيذ خطة انتقال الطاقة
  • إسبانيا تستهدف تحسين كفاءة الطاقة في 510 آلاف مسكن بحلول عام 2026
  • انتعاش تجارة الألواح الشمسية في إسبانيا بفضل الضواحي الأكثر ثراءً
  • رغم تميز الخطة الإيطالية، فإنها فشلت في تحقيق عدالة الطاقة

تهدف إسبانيا إلى توفير 60 ألف ميغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، لكن صانعي السياسات يواجهون صعوبات لضمان انتقال عادل للطاقة.

فبينما تُضاعف أوروبا من طموحاتها الخضراء بسبب أزمة الوقود وتكلفة المعيشة، فإن الفجوة بين ضواحي مدريد تسلّط الضوء على معضلة أكبر لصانعي السياسات، وهي كيفية ضمان عدم تخلّف فئات الدخل المنخفض عن الركب خلال المضي قدمًا في خطة انتقال الطاقة، حسب وكالة رويترز.

يشار هنا إلى الشكاوى المتعلقة بالعدالة الاجتماعية التي كانت ضمن مطالب احتجاجات "حركة السترات الصفراء" في فرنسا عام 2018، ودفعت الرئيس إيمانويل ماكرون إلى التخلي عن فرض ضريبة بيئية على البنزين والديزل، والتي كانت من المفترض أن تحدّ من استخدام الوقود الأحفوري، لكن كان يُنظر إليها على أنها تزيد من معاناة الفئات البسيطة.

وعلى نحو مشابه، تظهر تساؤلات تتعلق بالعدالة عندما تقدّم الحكومة الإسبانية الدعم لمحاولة تقليل الانبعاثات، وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي المستورد من خلال زيادة استخدام الطاقة المتجددة وتحسين تقنيات العزل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

توفير الدعم

تستفيد إسبانيا من منح الاتحاد الأوروبي لزيادة كفاءة الطاقة في 510 آلاف مسكن بحلول عام 2026، وتستهدف المباني السكنية سيئة العزل، والتي يزيد عمرها عن عقدين.

وفي حالات معينة، يمكن أن يغطي الدعم قرابة 80% من التكاليف، ويشمل الدفع مقدمًا أو إعفاءات ضريبية.

الطاقة المتجددة
ألواح شمسية على أسطح المنازل في مدريد- الصورة من رويترز

كما تشجع مجموعات البناء، مثل مؤسسة فيروفيال لإنتاج معدات السكة الحديدية، والبنوك، مثل بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا، المشاركة من خلال تسهيل أوراق التقديم والتمويل.

وأوضح المهندس المتقاعد خوان مانويل كوزمس كويستا أنه سيحصل على أكثر من 30% من الدعم الحكومي لتركيب الألواح الشمسية داخل منزله بإحدى ضواحي مدريد ميسورة الحال، إذ خفضت فواتير الكهرباء الشهرية بأكثر من النصف.

وقال: "كثير من الجيران والأصدقاء في المنطقة يفعلون ذلك والجميع سعداء".

في الوقت نفسه، يختلف الوضع في المناطق الأقلّ ثراءً، وتواجه مشكلة، إذ يتعين على السكان دفع جزء من المال أولًا، وهو قدر كبير بالنسبة للكثير منهم، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويرى سكان هذه المناطق أن الأولوية القصوى كانت لتركيب المصاعد، لا سيما أن السكان يعانون من طول درجات السلالم في المباني السكنية القديمة.

وأكد سكان هذه المناطق حاجتهم الملحّة للمصاعد؛ أملاً في مساعدة كبار السن.

اهتمام ضئيل

ما تزال المساعدات المخصصة للممرات المائلة والمصاعد في المباني هي الأكثر طلبًا من مكتب الإسكان بمدريد.

ووفقًا للأرقام الرسمية، 40% من المباني السكنية بإسبانيا المكونة من 4 طوابق أو أكثر لا تحتوي على مصعد.

وبالنسبة للدعم الجديد، ترى رابطات السكان والمستشارون والباحثون أن أصحاب الشقق من ذوي الدخل المنخفض لم يكونوا على علم بها، أو مترددون في التسجيل.

وقال رئيس الرابطة الوطنية لمشرفي المباني، سلفادور دييز لوريس، إن اهتمام السكان بالدعم ضئيل.

وقدّرت الرابطة الوطنية للشركات المسؤولة عن بيع معدّات العزل، الدعم لتجديد مبنى مكون من 6 طوابق -تغيير النوافذ والواجهات والأسقف- بنسبة 65% من التكلفة البالغة 159 ألف يورو (167 ألف و363 دولارًا).

(اليورو = 1.06 دولارًا أميركيًا)

وسينتج عن ذلك خفض في استهلاك الطاقة بنسبة 59%، لكن سيتعين على كل أسرة دفع مبلغ 4 آلاف و600 يورو مقدمًا.

ومع ذلك، لا يوجد طفرة في مبيعات عمليات الترميم والتجديد، وفقًا لمدير الرابطة، لويس ماتيو.

الاعتماد على الطاقة الشمسية

على النقيض من ذلك، تشهد تجارة الألواح الشمسية -إحدى مصادر الطاقة المتجددة- رواجًا؛ نظرًا لدعمها من الضواحي الأكثر ثراءً في مدريد وبرشلونة.

ويتوقع الرئيس التنفيذي لشركة "صن هيرو"، كريستوفر سيدرسكوغ، زيادة عمليات التركيب بنسبة 30% على الأقلّ خلال العام الجاري (2022)، قائلًا، إن عملاءه يسألون كثيرًا عن الدعم.

ويعني الإقبال المتفاوت عمليًا أنه في الوقت الذي تتضاعف فيه فاتورة الكهرباء بنحو 270 يورو شهريًا في الشتاء، تنخفض من 120 يورو في ديسمبر/كانون الأول إلى 43 يورو فقط في أبريل/نيسان، بعد تركيب الألواح.

وفي هذا الشأن، أشارت المديرة العامة للإسكان والتعمير بمنطقة مدريد، ماريا خوسيه بيتشيو مارشيني، إلى أن المجتمع الإسباني لم يستوعب مفهوم تحسين كفاءة الطاقة بالقدر الكافي.

الطاقة المتجددة
جانب من تركيب الألواح الشمسية في مدريد -الصورة من رويترز

وبينما تسعى بلجيكا وفرنسا وإيطاليا ودول أخرى لتحسين كفاءة الطاقة وزيادة الفواتير، قالت الزميلة المنتسبة في معهد بروغل -ومقرّه بروكسل- ماري لو مويل، إن الوقت حان لتقديم المنح، لكن التحدي يكمن في وضع مخططات مناسبة.

وتابعت: "كفاءة الطاقة في المباني السكنية هي عنصر مهم في خطة إزالة الكربون.. وتكافح كل دولة في أوروبا لإيجاد الآليات المناسبة لتحقيقها".

تميز الخطة الإيطالية

خطة حافز "المكافأة الفائقة" بإيطاليا أكثر سخاءً من خطة إسبانيا.

فالدولة تدفع 110% من تكلفة تحويل المباني إلى الطاقة المتجددة، بداية من العزل إلى الألواح الشمسية؛ بهدف استبدال الغلايات وتركيبات النوافذ، ورغم أنها خلقت وظائف وعززت الاقتصاد، فإنها واجهت مشكلات متعلقة بتحقيق العدالة.

وذهبت المزايا إلى نسبة قليلة من الناس، وخاصة الأثرياء وبعض المنازل المؤهلة في المدن الكبرى، ولا سيما في النصف الشمالي من البلاد.

وتعترف حكومة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بالمشكلة، لكنها تقول، إن المخطط فريد، ومن الضروري البدء.

وتراهن السلطات ورجال الأعمال أنه فور بدء المباني في دفع تكاليف أقلّ للكهرباء بعد عمليات الترميم والدعم، سيتجه المزيد من الملّاك للحصول على هذه المساعدات.

وقدّر الأمين العامّ للإسكان وخطة التنمية الحضرية بوزارة النقل، ديفيد لوكاس، إنفاق 4 مليارات يورو المخصصة لهذه الخطة بحلول عام 2026، إذ يحتاج 9.3 مليون منزل في البلاد إلى الترميم والتجديد.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق