رئيسيةأخبار الغازأخبار النفطغازنفط

كشف تفاصيل صفقة مقايضة النفط العراقي بالغاز الإيراني

لا يزال الكثير من الغموض يكتنف صفقة مقايضة النفط العراقي بالغاز الإيراني، التي جرى توقيعها قبل أيام، في محاولة من بغداد لتأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.

ومن المقرر أن صفقة مقايضة النفط الخام مقابل الغاز، التي اتفق عليها العراق وإيران في وقت سابق من هذا الأسبوع، ستشمل كمية من زيت الوقود عالي الكبريت، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ووقّعت حكومة بغداد، يوم 11 يوليو/تموز الجاري، صفقة من شأنها إنهاء أزمة انقطاعات التيار الكهربائي من خلال مقايضة النفط العراقي بالغاز الإيراني.

ويأتي الاتفاق في إطار جهود الحكومة العراقية لمعالجة أزمة توريد الغاز المشغّل لمحطات الكهرباء، وتفادي مشكلات التمويل وتعقيدات العقوبات الأميركية التي حالت دون استمرارية تسديد متطلبات الاستيرادات؛ إذ سيُسهِم الاتفاق في توفير مرونة أكثر لعملية توريد الغاز وتشغيل المحطات واستقرار إنتاج الكهرباء.

تفاصيل الاتفاق

من المقرر بموجب الصفقة أن يقوم العراق بتزويد طهران بمليوني طن من زيت الوقود عالي الكبريت و30 ألف برميل يوميًا من الخام، ابتداء من أغسطس/آب ولمدة 6 أشهر مقابل الغاز الإيراني.

وتعادل كمية زيت الوقود نحو 71 برميل يوميًا، وهو ما يعادل تقريبًا الجزء الأكبر من فائض إنتاج زيت الوقود عالي الكبريت في العراق.

من مراسم توقيع صفقة مقايضة النفط العراقي بالغاز الإيراني
من مراسم توقيع صفقة مقايضة النفط العراقي بالغاز الإيراني - الصورة من وزارة النفط العراقية

وسيأتي النفط الخام من حقل القيارة النفطي الذي أعيد تشغيله مؤخرًا و"يمكن أن تزيد الكميات بشكل تدريجي"، حسبما ذكرت منصة آرغوس.

وقالت وزارة النفط العراقية إن الصادرات استؤنفت من الحقل، عبر الشاحنات في الغالب، عند نحو 34 ألف برميل يوميًا في يونيو/حزيران.

مديونيات العراق

يهدف الاتفاق إلى السماح لإيران بالحصول على أموال مقابل الغاز الذي تسلمه إلى العراق، بعد أن واجهت صعوبات في القيام بذلك بسبب العقوبات الأميركية.

العراق مدين إلى إيران بنحو 12.12 مليار دولار؛ إذ أدى عدم قدرة طهران على الوصول إلى ما هو مستحق لها إلى خفض إمدادات الغاز إلى العراق بأكثر من 50% بدءًا من 1 يوليو/تموز، حسبما قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في 11 يوليو/تموز، عندما أعلن صفقة المبادلة.

ورد وزير الكهرباء زياد علي فاضل، أمس الأربعاء، على الأنباء التي تفيد بالسماح للعراق بدفع مستحقات الغاز الإيراني.

وقال إن موضوع سماح الولايات المتحدة للعراق بدفع مستحقات الغاز الإيراني لمدة 120 يومًا، نُشِر في الإعلام فقط ولم يصل إلينا أي شيء رسمي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.

وأضاف أن هناك مبالغ محجوزة تابعة للجانب الإيراني وتسديدها إما بالمال وإما من خلال النفط، موضحًا أنه في حال منح الولايات المتحدة الموافقة على صرف المستحقات؛ فمن الممكن أن تصرف جزءًا منها أموالًا والجزء الآخر وقودًا، في إشارة إلى صفقة المقايضة التي جرى توقيعها قبل أيام.

وكانت وسائل إعلامية قد أشارت إلى أن الولايات المتحدة منحت إعفاءً للعراق لمدة 120 يومًا بدفع مستحقات الغاز المستورد من إيران.

أزمة الكهرباء في العراق

تسبب خفض طهران في أزمة إمداد بالكهرباء في العراق خلال وقت تجاوزت فيه درجات الحرارة 50 درجة مئوية، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال السوداني إن اتفاق المقايضة يضمن استئناف إمدادات الغاز الإيراني عند 10 ملايين متر مكعب يوميًا، والتي سترتفع إلى المستويات السابقة.

وضخت إيران نحو 21 مليون متر مكعب يوميًا إلى العراق خلال فصل الشتاء، وما يتراوح بين 50 مليونًا و55 مليون متر مكعب يوميًا خلال موسم الصيف.

وتسمح صفقة المقايضة لطهران بتجنب رؤية إيراداتها مركونة في المصرف المركزي العراقي؛ ما يخلق آلية لتجاوز العقوبات.

كما أنها تناسب إستراتيجية إضعاف نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، ولا سيما في العراق المجاور؛ إذ تضغط واشنطن على بغداد منذ سنوات للتخلي عن واردات الغاز الإيراني، وأشادت مؤخرًا بتوقيع اتفاق توتال إنرجي للاستثمار في الطاقة، في إشادة نادرة بمشروع للنفط والغاز بقيادة أجنبية.

أحد حقول النفط والغاز الإيرانية
أحد حقول النفط والغاز الإيرانية

إمدادات زيت الوقود

تُعَد إيران منتجًا ومصدرًا رئيسًا لزيت الوقود عالي الكبريت، وسبب إدراج المنتج في الصفقة غير واضح، حسبما ذكرت آرغوس ميديا.

وزيت الوقود العراقي عادةً ما تبحث عنه بشدة المصافي في آسيا والمحيط الهادئ والهند والولايات المتحدة للمعالجة من خلال الوحدات الثانوية لمزيد من المنتجات عالية القيمة.

وتنفذ إيران عددًا من مشروعات التوسع في مصافيها بهدف خفض إنتاج زيت الوقود، بينما يعمل العراق على خفض صادراته لمواجهة الطلب على توليد الكهرباء خلال أشهر الصيف، حسبما ذكرت آرغوس ميديا.

وأشارت المصادر إلى أن إدراج طرف ثالث لتحميل النفط العراقي وزيت الوقود عالي الكبريت يبدو أنه سيناريو محتمل.

وقال المصدر: "ستقرر إيران الشركة التي ستشحن الكميات، وبعد كل شيء، إنها أموال إيران، دون تقديم أي معلومات عن كيفية إجراء الصفقات".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق