رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

خبير: قدرات مصر كبيرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر.. وهذا موقف السعودية

الطاقة

أكد الزميل بمعهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، الدكتور علي عبدالحفيظ، أن مصر تمتلك مقومات عدّة لإنتاج الهيدروجين الأخضر أعلى بكثير من دول كثيرة، وفي مقدّمتها دول أوروبية.

ودعا -خلال مشاركته في ندون بعنوان "مستقبل إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصنيع خلايا الوقود" استضافَتْها جامعة القاهرة- إلى عدم اقتصار العمل على فكرة الاكتفاء الذاتي من الطاقة النظيفة فقط، بل إنتاج كميات كبيرة من هذه الطاقة، وتصديرها مستقبلًا.

وقال، إن إنتاج الهيدروجين الأخضر يعدّ أحد الحلول المثالية لأزمة الطاقة المتجددة، إذ لا يمكن تخزينها أكثر من 8 ساعات، مما يتطلب ضرورة استغلال هذه الطاقة سريعًا في وقت إنتاجها نفسه، وهو أمر غير منطقي.

وأشار إلى أن العالم يتجه إلى استغلال الطاقة الكهربائية الناتجة من الرياح وفصلها عن طريق المياه إلى هيدروجين وأكسجين، إذ يسمّى الهيدروجين الذي ينتج من المياه بالهيدروجين الأخضر، لأن العملية الإنتاجية الخاصة به خالية تمامًا من الكربون.

وأكد أن الهيدروجين الأخضر يمكن تخزينه لمدة طويلة بالساعات والأيام والشهور في محطات التخزين الخاصة به، حتى يُستَعمَل وقت الاحتياج عن طريق إعادة تفاعل الهيدروجين مع الأكسجين الموجود في الهواء لتوليد الكهرباء التي نستطيع استعمالها في كل استعمالات الطاقة، كالسيارات والإنارة عن طريق خلايا الطاقة التي تساعد على عدم إنتاج الكربون.

جانب من ندون بعنوان "مستقبل إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصنيع خلايا الوقود"
جانب من ندوة بعنوان "مستقبل إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصنيع خلايا الوقود"

أزمة الطاقة

استعرض الدكتو علي عبدالحفيظ الأزمات التي تواجه العالم في قطاع الطاقة، موضحًا أن دول العالم تتعرض حاليًا لأزمتين، تتمثل أولاهما في الطاقة، والتي تتمركز في أن المصدر الأهم لهذه الطاقة هو النفط، والذي تتحكم به مجموعة معينة من الدول عالميًا، مما يعطي الأفضلية لبعض الدول، ويعرِّض دولًا أخرى للضرر.

وقال، إن مصر تعدّ من الدول المستهلكة وليست المنتجة لهذه الطاقة، وهو ما يعرّضها كثيرًا للضرر بسبب تغيرات سعر الصرف الخاص بالدولار، بالإضافة إلى التغيرات العالمية لأسعار النفط.

وأشار إلى أن الأزمة الأخرى تتمثل في مشكلات التلوث والانبعاثات الحرارية الناتجة عن ارتفاع معدل ثاني أكسيد الكربون، والذي يصاحبه ارتفاع شديد في درجات الحرارة، إذ من الممكن أن تزداد درجة حرارة الأرض بمعدل 5 درجات كل 100 عام، وهو يمثّل خطرًا كبيرًا لتأثيره في عمليات ذوبان الجليد، ومن ثم ارتفاع معدلات منسوب البحار، وهو ما سيؤدي لغرق مدن بأكملها.

وقال، إنه على الرغم من أن ذلك الخطر قد يبدو بعيدًا، أي من الممكن أن يحدث خلال الـ 60 عامًا المقبلة، "فإنه يحتّم علينا سرعة البدء في التحرك من الآن لإيجاد مصادر طاقة بديلة لا يصدر عنها ثاني أكسيد الكربون، الذي يزيد من هذه الانبعاثات".

جانب من ندون بعنوان "مستقبل إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصنيع خلايا الوقود"
جانب من ندوة بعنوان "مستقبل إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصنيع خلايا الوقود"

الكهرباء النظيفة

أوضح الزميل بمعهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا أن العالم يتجه حاليًا لإنتاج كهرباء خالية تمامًا من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وخفض معدلات الكربون الموجودة حاليًا.

وأكد أن هناك دولًا أوروبية بدأت بالفعل في إقرار التشريعات التي تشجع علي التحول من مصادر الوقود الأحفوري إلى إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر وإنتاج السيارات الكهربائية فقط بدءًا من عام 2030.

وقال: "في الولايات المتحدة تمنح الحكومة دعم من 5-6 آلاف دولار لكل فرد يشتري سيارة كهربائية في صورة خصم من ثمن السيارة".

وأضاف أن دول الشرق الأوسط، ومن ضمنها مصر، بالإضافة إلى دول الخليج عمومًا، لديها ميزة كبيرة وهي حيازتها أعلى معدلات لسطوع الشمس طوال العام، خاصة مصر، التي تتمتع بمعدل سرعة كبيرة للرياح خاصة في منطقة جنوب سيناء، ورأس محمد، ورأس غارب، الأمر الذي يستلزم استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إنتاج الطاقة الكهربائية البديلة للطاقة الأحفورية.

وأشار إلى أن التوجه العام لدولة مثل السعودية هو كيفية استغلال الطاقة الشمسية أو الرياح لإنتاج الهيدروجين الأخضر بصفته مصدرًا للطاقة خلال السنوات المقبلة، بحيث تصبح هذه الطاقة مصدرًا للدخل، لأن أغلب اقتصاد السعودية ودول الخليج قائم على النفط.

جانب من ندون بعنوان "مستقبل إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصنيع خلايا الوقود"
جانب من ندوة بعنوان "مستقبل إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصنيع خلايا الوقود"

تحديات إنتاج الهيدروجين الأخضر

أوضح عبدالحفيظ أن هناك بعض التحديات التي تواجه التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر، تتمثل في أن نقص كفاءة عملية تحويل الطاقة المتجددة إلى هيدروجين يؤثّر بسعر الهيدروجين الأخضر حاليًا في السوق، مما يجعل سعره مقارنة بالنفط مرتفعًا للغاية، يتخطى 3 أضعاف سعر المشتقات النفطية.

وأشار إلى أن المستهدف خلال المدة المقبلة هو تخفيض سعر الهيدروجين الأخضر حتى يصبح مثل سعر النفط، لتستطيع هذه التكنولوجيا الدخول في الأسواق، وتُستَبدَل وقتها طاقة الهيدروجين المتجددة بكل مصادر الطاقة، سواء النفط أو الغاز الطبيعي.

وقال: "إن الدور الذي نقوم به حاليًا في البحث العلمي يتمثل في اكتشاف وإيجاد المواد المحفزة لهذه التفاعلات، بحيث تستطيع زيادة الكفاءة الخاصة بعملية إنتاج الهيدروجين، وفي الوقت نفسه تكون هذه المواد التفاعلية ناتجة من مواد رخيصة الثمن من أجل خفض التكلفة اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الأستاذ الفاضل والأخ الكريم
    نشكركم على ثقتكم في منصة الطاقة، ومتابعتكم لنا
    نرشح لكم هذا الرابط، ونأمل أن تجدوا مبتغاكم
    https://attaqa.net/?p=172563

  2. تحية و بعد :
    يرجى ايفادنا بمقال يوضح شرح مبسط لعملية إنتاج الهيدروجين الأخضر و كيف يمكن استغلال الطاقة الشمسية أو الرياح لهذه الغاية .
    و شكرا لكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق