التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الهيدروجينتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

أكبر شركات الصلب الآسيوية تخطط لإزالة الكربون.. ما دور الهيدروجين؟

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • اليابان تطور قدراتها في تطوير تقنيات الأفران العالية منذ 2013
  • شركات كوريا الجنوبية تتجه للهيدروجين الأخضر أكثر من غيرها
  • استثمارات خارجية في الشرق الأوسط وأستراليا والبرازيل وكندا
  • شركة بوسكو الكورية تستثمر 40 مليار دولار في أستراليا
  • شركة نيبون اليابانية تستحوذ على شركتين في تايلاند، وتتوسع في أميركا

تتجه أكبر شركات الصلب الآسيوية لزيادة رهاناتها على مشروعات إنتاج الهيدروجين واحتجاز الكربون، لا سيما في اليابان وكوريا الجنوبية، وذلك في إطار التزامها بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.

ورغم اتفاق كبريات شركات الحديد والصلب اليابانية والكورية الرائدة في آسيا على أهمية تحقيق أهداف خفض الانبعاثات في عمليات الصناعة، فإن طريقتها في الوصول إلى هذا الهدف تبدو مختلفة.

وتعوّل أكبر شركات الصلب الآسيوية في اليابان على دور مركزي للأفران العالية، مع استعمال احتجاز الكربون في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات والحياد الكربوني بحلول 2050، في حين تستهدف نظيرتها بكوريا الجنوبية اعتماد الهيدروجين في عملياتها الإنتاجية بصورة كاملة بحلول هذا التاريخ، وفقًا لشركة الأبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس المتخصصة (BloombergNEF).

وتعدّ شركتا "نيبون ستيل" و "جي إف إي ستيل" اليابانيتان من أكبر شركات الصلب الآسيوية، إلى جانب شركة بوسكو الكورية، مع تقارب هذه الشركات في أحجام وهياكل الإنتاج، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتختلف الشركات الـ3 في اليابان وكوريا الجنوبية حول حجم الدور الذي سيؤديه الهيدروجين في الإنتاج على المدى الطويل، لكنها مشتركة في التركيز على تكثيف دور أفران القوس الكهربائي بحلول 2030.

شركات الصلب اليابانية تطور تقنيات الأفران منذ 2013

تعمل أكبر شركات الصلب اليابانية لمعالجة التقنيات القائمة على الأفران العالية منذ عام 2013، أملًا بتمديد عمر أساطيل الأفران العاملة بالفحم منذ عقود، مع الاستفادة بخبرتها العميقة في تطوير هذه المعدّات المعقدة.

على الجانب الآخر، ألزمت شركة بوسكو في كوريا الجنوبية نفسها بتحويل قدرتها المحلية في صناعة الصلب إلى الهيدروجين بالكامل، مستفيدةً من خبرتها الحالية في خلايا الوقود وتطوير تفاعلات الاختزال المباشر القائم على الهيدروجين لتصنيع الحديد الإسفنجي (الحديد الناتج عن عملية الاختزال المباشر).

شركة بوسكو الكورية
معرض لشركة بوسكو الكورية- الصورة من موقع الشركة

كما تسعى الشركة الكورية الرائدة إلى البحث عن شركاء في الخارج لتعزيز طموح التحول إلى إنتاج الهيدروجين عبر مزيج مناسب للموارد، يجمع بين الطاقة منخفضة الكربون والتكلفة، وخام الحديد عالي الجودة.

وتسيطر الأفران العالية على أساطيل الإنتاج في الشركات الـ3 حاليًا، إلّا أن هناك إجماعًا بينها على زيادة استعمال أفران القوس الكهربائي، بوصفها أفضل خطوة أولية لإزالة الكربون من عمليات صناعة الصلب المعقدة.

وتعمل هذه الشركات في الوقت الحالي على بناء أفران القوس الكهربائي المتقدمة ذات القدرات الإنتاجية الواسعة عالية الجودة، إلى جانب الاستثمار في مجالاتها بالأسواق الناشئة ضمن إطار تحقيق أهداف انتقال الطاقة لعام 2030.

مشروع مشترك مع "حديد الإمارات أركان"

أعلنت الشركات الـ3 المصنّعة للصلب بناء مصانع في الخارج معتمدة على أفران القوس الكهربائي لتأمين المواد الأولية المعدنية والطاقة النظيفة، ما يمكّنها من تنويع سلسلة القيمة المستقبلية في عالم مرتقب خالٍ من الكربون.

وتركّز أكبر شركات الصلب الآسيوية على أسواق الشرق الأوسط وأستراليا والبرازيل وكندا لما تتمتع به من موارد متجددة ممتازة، إلى جانب احتياطيات غنية من خام الحديد.

في هذا السياق، اتفقت شركة "جى إف إي ستيل " اليابانية مع شركة "حديد الإمارات أركان" على استكشاف إنتاج الحديد الإسفنجي أو الحديد المضغوط الساخن -مادة خام تُستخلص من عملية معالجة الحديد- في أبو ظبي.

وسيعتمد هذا المشروع المشترك على الغاز الطبيعي المحلي المتوافر بتكلفة منخفضة، ليحلّ محلّ الفحم في عملية اختزال خام الحديد عالي الجودة، الذي ستوفره شركة إتوتشو اليابانية المشاركة في المشروع.

استثمارات صناعة الصلب في أستراليا

أعلنت شركة نيبون ستيل اليابانية -مؤخرًا- خططها لاستثمار 700 مليون دولار في مشروع لإنتاج الصلب قائم على الهيدروجين، من المحتمل أن يكون في أستراليا أو البرازيل، حيث تدرس الشركة فرصًا خارجية متنوعة، لم تحسمها بعد.

وكانت شركة بوسكو الكورية المنافسة قد أعلنت في 2022 خططًا استثمارية مكثفة في أستراليا، إذ تعهدت بتخصيص 28 مليار دولار لتطوير المصادر المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر لاستعماله في إنتاج الحديد المضغوط الساخن.

كما تخطط بوسكو لضخّ استثمارات أخرى لتحديث معدّات الإنتاج بقيمة 12 مليار دولار، ليصل إجمالي استثماراتها في أستراليا إلى 40 مليار دولار بحلول 2040، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

على الجانب الآخر، تتسارع أكبر شركات الصلب الآسيوية في اليابان وكوريا على تحسين الإنتاج الحالي، عبر دمج مزيد من أفران القوس الكهربائي بأساطيل الأفران العالية لديها.

ويلاحَظ ذلك من خلال استثمارات الشركات الـ3 -المذكورة في التقرير- بأفران القوس الكهربائي محليًا، إلى جانب الاستحواذ عليها في الخارج، لا سيما في جنوب شرق آسيا وأميركا الشمالية.

استحواذ في تايلاند وتوسع في أميركا

اشترت شركة نيبون ستيل اليابانية في عام 2022 حصص الأغلبية في شركتين مصنّعتين للصلب في تايلاند، تستعملان أفران القوس الكهربائي، بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 3.3 مليون طن متري سنويًا.

كما توسعت الشركة اليابانية في الولايات المتحدة من خلال مصنع مشترك مع شركة " أرسليور ميتال" -أكبر شركة منتجة للحديد والصلب في العالم، ومقرّها لوكسمبورغ-.

ويقع هذا المصنع المشترك في ولاية ألاباما الأميركية، باستثمارات تصل إلى 775 مليون دولار، وطاقة إنتاجية تصل إلى 1.5 مليون طن سنويًا، وسط توقعات ببدء إنتاجه خلال النصف الثاني من 2023.

على الجانب المقابل، بدأت شركة بوسكو الكورية المنافسة ببناء مصنع لإنتاج الصلب في المكسيك عام 2022، معتمدًا على أفران القوس الكهربائي، باستثمارات فعلية بلغت 43 مليون دولار.

وتركّز أكبر شركات الصلب الآسيوية في اليابان وكوريا الجنوبية على بناء قدرات إنتاج الصلب القريبة من سوق الاستعمال النهائي، لتلبية الطلب المتزايد في الأسواق الناشئة، ما يرجّح أن تصبح عملياتها في الأسواق المحلية أصغر حجمًا وأقلّ انبعاثًا وتنوعًا في المستقبل.

لماذا تفضل اليابان الأفران العالية على غيرها؟

تفضّل أكبر شركات الصلب الآسيوية واليابانية -تحديدًا- خطط خفض الانبعاثات القائمة على أفران الصهر عن غيرها من البدائل المطروحة بصناعة الصلب العالمية، لسبيين، يتصل أولهما بما تتمتع به اليابان من خبرة فنية فائقة في مجال أفران الصهر الأكثر فاعلية في صنع الحديد اللازم لإنتاج الصلب على نطاق واسع وجودة عالية.

نتيجة لذلك، استبعدت صناعة الصلب اليابانية أفران القوس الكهربائي القائمة على الخردة، لصغر حجمها وانخفاض كفاءة إنتاجها وضعف أدائها في إزالة الشوائب.

أمّا السبب الثاني، فيرجع إلى افتقار اليابان لمصادر الطاقة المتجددة، والرخيصة، والتي تعدّ مفتاح الوصول إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر المرشح لإزالة الكربون في صناعة الصلب العالمية ضمن بدائل أخرى.

أفران الصهر العالي
أفران الصهر العالي للحديد- الصورة من speeda

ويعنى تحول اليابان إلى طرق إنتاج الصلب المعتمدة على الهيدروجين تضخُّم تكلفة الإنتاج بصورة كبيرة، على خلاف الاحتفاظ بأساطيل الأفران العالية وتحديثها مع استعمال تقنية احتجاز الكربون.

لهذا السبب، تعتقد شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس صعوبة تخلّي الشركات اليابانية عن الميزة التنافسية في الأفران العالية، والتحول إلى نمط الإنتاج القائم على الهيدروجين الذي ينطوي على مخاطر قد تهدد وضعها على خريطة الإنتاج المحلي في اليابان.

استنادًا إلى ذلك، تسعى أكبر شركات الصلب في اليابان للتوسع في نشر أفران القوس الكهربائي بالصناعة ضمن خططها طويلة الأمد للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، بالتوازي مع التوسع في البدائل الأخرى، مثل الهيدروجين.

ويظل ترجيح أكبر شركات الصلب الآسيوية بين خيارات خفض الانبعاثات مختلفًا من دولة إلى أخرى، حسب حجم الموارد والبنية التحتية وظروف السوق وسياسات كل دولة في دعم هذا الخيار على المستوى التجاري أو غيره.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا...

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق