المقالاتسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةغازمقالات الطاقة المتجددةمقالات الغازمقالات النفطنفط

3 تحديات أمام وزير الطاقة التركي الجديد.. هل ينجح؟ (مقال)

أومود شوكري - ترجمة: نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • الوزير بيرقدار يتمتع بالقدرة على قيادة صناعة الطاقة في تركيا نحو مستقبل أكثر مرونة
  • • الموقع الفريد لتركيا يقدّم آفاقًا للتعاون الإقليمي في مجال الطاقة
  • • يمكن للوزير الجديد تحفيز البحث والتطوير والشراكات المبتكرة ونقل التكنولوجيا
  • • يجب أن تقلل تركيا اعتمادها على الوقود الأحفوري واستعمال المزيد من الطاقة المتجددة
  • • يجب على الوزير الجديد أن يدافع عن حلول موفرة للطاقة في جميع الصناعات

ينطوي تعيين وزير الطاقة التركي الجديد، ألب أرسلان بيرقدار، على فرص وصعوبات لقطاع الطاقة التركي، ومن الضروري توفير إمدادات طاقة موثوقة ومستدامة وبأسعار معقولة، لكي تدعم تركيا اقتصادها الآخذ في التوسع، وتلتزم بالتزاماتها البيئية.

من المتوقع أن يواجه قطاع الطاقة كلًا من الفرص والمشكلات، مع تولّي ألب أرسلان بيرقدار مهام منصبه، وسوف يتطلب الأمر تخطيطًا إستراتيجيًا وسياسات قوية ومشاركة أصحاب المصلحة لمعالجة القضايا المرتبطة بتحوّل الطاقة وكفاءتها وتطوير البنية التحتية.

إضافة إلى ذلك، فإن الآفاق التي توفرها إمكانات تركيا للطاقة المتجددة والتعاون الإقليمي في مجال الطاقة، وخلق فرص العمل، والتقدم التكنولوجي، يمكن أن تكون مفيدة أيضًا.

ويتمتع وزير الطاقة التركي الجديد بالقدرة على قيادة صناعة الطاقة في تركيا نحو مستقبل أكثر مرونة واستدامة وازدهارًا، من خلال الاستفادة من هذه الفرص ومعالجة المشكلات بنجاح.

ونظرًا لبيئة الطاقة المتغيرة والأهداف الحكومية، يوجد العديد من المجالات المهمة، التي من المحتمل أن تواجه فيها صناعة الطاقة في تركيا صعوبات بالإضافة إلى فرص النمو والتنمية.

وعلى الرغم من اختلاف المشكلات والفرص المحددة، يمكننا توقّع ما ستكون عليه في كل حالة، ويمكن لتركيا، من خلال معالجة هذه القضايا والاستفادة من الإمكانات، أن تعمل على تحسين أمن الطاقة لديها، وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، والمساعدة في مكافحة التغير المناخي العالمي.

الفُرص

يتيح الموقع الفريد لتركيا آفاقًا للتعاون الإقليمي في مجال الطاقة، ويمكن أن يؤدي تعزيز العلاقات مع الجيران من خلال تجارة الطاقة والمشروعات المشتركة والربط البَيْني إلى تحسين أمن الطاقة وزيادة استعمال الموارد وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

ويمكن تسهيل تحقيق اتفاقيات التعاون في مجال الطاقة ذات المنفعة المتبادلة بمساعدة أصحاب المصلحة الإقليميين وخبرة الوزير بيرقدار في علاقات الطاقة الدولية.

مراسم تسلُّم وزير الطاقة التركي الجديد ألب أرسلان بيرقدار (يسار الصورة) مهامه من سَلَفه فاتح دونماز
مراسم تسلُّم وزير الطاقة التركي الجديد ألب أرسلان بيرقدار (يسار الصورة) مهامه من سَلَفه فاتح دونماز – المصدر وكالة الأناضول

تحديث قطاع الطاقة: يعتمد نظام الطاقة الموثوق به والقوي والفعال في تركيا على تحديث البنية التحتية للطاقة وتنفيذ التقنيات المتطورة، ويمكن تسهيل تكامل مصادر الطاقة المتجددة من خلال تشجيع تكنولوجيا الشبكة الذكية، وتحديث شبكات النقل والتوزيع، وتعزيز إدارة الطاقة.

الابتكار والتقدم التكنولوجي: لدى تركيا فرصة لتحسين كفاءة الطاقة والاعتماد على الشبكة وإدماج مصادر الطاقة المتجددة بفضل التطورات في تكنولوجيا الطاقة، بما في ذلك تخزين الكهرباء والشبكات الذكية والحلول الرقمية.

ويمكن لوزير الطاقة التركي الجديد، ألب أرسلان بيرقدار، تحفيز البحث والتطوير والشراكات المبتكرة ونقل التكنولوجيا بهدف تعزيز ثقافة التقدم التقني ووضع تركيا بصفتها دولة رائدة في تقنيات الطاقة النظيفة.

تجدر الإشارة إلى أن تركيا تمتلك الكثير من الإمكانات لتطوير مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية.

ويمكن لزيادة الاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة وقدرة مصادر الطاقة المتجددة أن تفتح طرقًا جديدة للنمو الاقتصادي المستدام، وخلق فرص العمل، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

ويمكن أن تصبح تركيا رائدة إقليمية في مجال الطاقة النظيفة بسبب تركيز الوزير بيرقدار على تطوير مصادر الطاقة المتجددة.

تدابير كفاءة الطاقة: يمكن زيادة توفير الطاقة واستدامتها بشكل كبير من خلال تنفيذ تدابير كفاءة الطاقة في جميع الصناعات.

وقد ينخفض الطلب على الطاقة، ويمكن تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتحسين أمن الطاقة من خلال زيادة كفاءة الطاقة في المباني والصناعات والنقل، ويمكن أن تؤدي الممارسات والتقنيات الموفرة للطاقة إلى تقليل التكاليف وزيادة القدرة التنافسية.

التحديات

تحول الطاقة: ستكون إدارة تحوُّل تركيا إلى نظام طاقة أكثر استدامة ومنخفضة الكربون إحدى أكبر الصعوبات التي يواجهها وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي الجديد، ألب أرسلان بيرقدار.

للقيام بذلك، يجب أن تقلل تركيا اعتمادها على الوقود الأحفوري واستعمال المزيد من الطاقة المتجددة، وتتطلب عملية التحول تخطيطًا دقيقا واستثمارات كبيرة وإزالة العوائق الفنية والاقتصادية والحكومية.

توربينات الرياح ومصادر الطاقة المتجددة في منطقة باليكسير الغربية التركية
الطاقة المتجددة في منطقة باليكسير الغربية التركية – الصورة من إيتالجن

تطوير البنية التحتية: لتمكين مزيج طاقة أكثر تنوعًا وقابلية للتكيف، يجب على تركيا الاستثمار في تحديث البنية التحتية للطاقة.

ويستلزم ذلك تحديث شبكات التخزين والنقل، بالإضافة إلى دمج تقنية الشبكة الذكية، ويُعدّ التمويل، والإدارة المستدامة للموقع، وإجراءات الترخيص والموافقة، في كثير من الأحيان، عقبات تواجه مبادرات تطوير البنية التحتية هذه.

كفاءة الطاقة: يعتمد خفض استهلاك الطاقة، وتعزيز أمنها، وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، على تحسينات كفاءة الطاقة.

ويُؤمَل من وزير الطاقة التركي الجديد أن يدافع عن حلول موفرة للطاقة في جميع الصناعات، بما في ذلك المباني والأعمال والمواصلات، ومن الضروري تشجيع التغييرات السلوكية، ووضع معايير كفاءة الطاقة، ووضع أنظمة حوافز فعالة، للتغلب على العقبات في هذا القطاع.

ومن المهم أن مراعاة خطة تركيا لتصبح مركزًا لتجارة الغاز الطبيعي وتوسعة دور الطاقة في الأمن الإقليمي تتطلب مراجعة شاملة لسياسة تركيا الخارجية.

يمكن لوزير الطاقة التركي الجديد، ألب أرسلان بيرقدار، تعزيز الأهداف التي حددتها وزارة الطاقة التركية، ومن المهم أن نفهم أن الوزير لا يستطيع معالجة جميع الصعوبات والتعقيدات التي تواجه قطاع الطاقة التركي بنفسه.

ولكي تنجح صناعة الطاقة في تركيا، من الضروري وجود إستراتيجية تعاونية تشمل مجموعة من اللاعبين، بما في ذلك الهيئات الحكومية الأخرى والشركات والشركاء الدوليين.

ويتطلب الأمر خطة سياسة خارجية قوية تأخذ في الحسبان الديناميكيات الإقليمية والصعوبات الجيوسياسية واتجاهات سوق الطاقة من أجل تحقيق الهدف المتمثل في أن يصبح مركزًا لتجارة الغاز الطبيعي.

تطوير العلاقات وتشجيع الاتفاقيات

على ضوء ذلك، يجب أن يسعى وزير الطاقة التركي إلى تطوير علاقات دبلوماسية بنّاءة وتحالفات في مجال الطاقة مع الدول المجاورة والجهات الفاعلة الدولية الرئيسة في مجال الطاقة، بالتنسيق مع وزارة الخارجية والوكالات الأخرى ذات الصلة.

ويشمل ذلك تشجيع اتفاقيات التعاون في مجال الطاقة، والتفاوض بشأن اتفاقيات توريد الغاز، وتشجيع تطوير البنية التحتية لنقل الغاز الطبيعي.

ومن الضروري أن نفهم أن الصعوبات التي يواجهها قطاع الطاقة التركي تتجاوز مسائل السياسة الخارجية.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، الإجراءات المطلوبة ومكاسب انتقال الطاقة في تركيا:

انتقال الطاقة في تركيا

يتطلب الأمر تعاونًا وثيقًا بين العديد من الوكالات الحكومية وأصحاب المصلحة في الصناعة والمجتمع المدني لمعالجة الشواغل المحلية مثل إصلاحات سوق الطاقة والأطر التنظيمية وحوافز الاستثمار وتطوير البنية التحتية.

ويجب أن يسعى وزير الطاقة التركي الجديد إلى خلق بيئة تدعم مشاركة القطاع الخاص والابتكار والالتزامات المالية طويلة الأجل لقطاع الطاقة.

ويمكن لتركيا زيادة استقلالها في مجال الطاقة، وخفض بصمتها الكربونية، وضمان مستقبل للطاقة المستدامة من خلال معالجة قضايا أمن الطاقة، وتنويع المصادر، والاستدامة البيئية، واتّساق السياسات.

كما يمكن لتركيا أخذ زمام المبادرة في تطوير أنظمة طاقة نظيفة وموثوقة من خلال الاستفادة من الفرص التي يوفرها نمو مصادر الطاقة المتجددة، ومبادرات كفاءة الطاقة، والتعاون الإقليمي في مجال الطاقة، وتحديث القطاع.

بفضل خبرته ودرايته، فإن وزير الطاقة التركي الجديد بيرقدار في وضع جيد لمواجهة هذه الصعوبات واغتنام الفرص.

* الدكتور أومود شوكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين: الاتجاهات المتغيرة منذ عام 2001".

*هذا المقال يمثّل رأي الكاتب، ولا يعبّر بالضرورة عن رأي منصة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق