طاقة متجددةأخبار الطاقة المتجددةرئيسية

أكبر مزرعة رياح في أوكرانيا تتحدى صواريخ بوتين

تدشين مرحلتها الأولى بـ19 توربينًا

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • يتكلف بناء المزرعة 450 مليون يورو.
  • المشروع خُطوة مهمة لتقليص الانبعاثات الكربونية.
  • المشروع يساعد أوكرانيا على تعزيز إمدادات الكهرباء التي عطلتها الحرب الروسية.
  • تقع مزرعة الرياح الجديدة على بُعد 100 كيلومتر من خط المواجهة.

جرى تدشين أكبر مزرعة رياح في أوكرانيا بنجاح في أحدث علامة على الجهود المتواصلة في البلد الذي مزقته الحرب لتعزيز إمدادات الكهرباء، التي شحت في الشهور الأخيرة بسبب استهداف البنية التحتية للطاقة في البلاد.

وتواصل قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجماتها الصاروخية على محطات الكهرباء ومنشآت الغاز الطبيعي في أوكرانيا، ضمن مساعي موسكو لتقويض قدرة كييف على القتال ودفعها لرفع الراية البيضاء.

وفي ضوء هذا السيناريو، دشنت أكبر شركة خاصة لإنتاج الكهرباء في أوكرانيا "دتيك" المرحلة الأولى من مزرعة رياح جديدة سعة 500 ميغاواط، في مسعى لتعزيز قطاع الكهرباء، حسبما أوردت وكالة رويترز.

وأحدثت الهجمات الصاروخية المتلاحقة التي تشنها روسيا على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا خسائر فادحة، وتركت ملايين الأشخاص يعانون الأمرّين من انقطاع الكهرباء، ووسائل التدفئة خلال فصل الشتاء.

سباق مع الزمن

تسابق أوكرانيا الزمن -حاليًا- لإصلاح قطاع الكهرباء وتعزيزه قبل قدوم أشهر الشتاء الباردة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "دتيك" ماكسيم تيمشينكو: "نحن هنا كي نحتفل بإنجاز المرحلة الأولى من أكبر مزرعة رياح في أوكرانيا، وقد نجحنا في بناء سعة تُقدر بـ114 ميغاواط خلال وقت الحرب". وفق تصريحات صحفية تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح تيمشينكو أمس 18 مايو/آيار (2023) خلال وجوده في موقع مزرعة رياح تايليغول في منطقة ميكولايف جنوب أوكرانيا: "لقد استثمرنا ما يربو على 200 مليون يورو (220 مليون دولار أميركي) في بناء مزرعة الرياح، ونحن الآن نستعد للمرحلة الثاني التي ستضيف سعة أخرى قدرها 384 ميغاواط".

(اليورو = 1.08 دولارًا أميركيًا).

وأشار إلى أن مشروع أكبر مزرعة رياح في أوكرانيا سيتكلف بناؤه 450 مليون يورو.

وما إن يكتمل بناؤها، ستكون مزرعة رياح تايليغول الأكبر من نوعها في أوكرانيا، وحتى هذه اللحظة، سيعمل 19 توربينًا على توليد الكهرباء لدعم أمن الطاقة في أوكرانيا.

شعار شركة دتيك على مقرها في أوكرانيا
شعار شركة دتيك على مقرها في أوكرانيا - الصور من رويترز

توقف العمل واستئنافه

شرعت "دتيك" في بناء أكبر مزرعة رياح في أوكرانيا في العام قبل الماضي (2021)، إلا أن أعمال البناء توقفت فور اندلاع الشرارة الأولى للغزو الروسي لكييف في 24 فبراير/شباط (2022).

وتقع مزرعة الرياح الجديدة على بُعد 100 كيلومتر (62 ميلًا) من خط المواجهة.

ثم استُؤنفت أعمال البناء في أبريل/نيسان (2022)، حيث استطاع مهندسو الشركة وعمالها بناء 13 توربين رياح منذ ذلك الحين، علمًا بأن هناك 6 توربينات رياح كان قد جرى بناؤها قبل اندلاع الحرب.

من جهته قال الرئيس الإقليمي في شركة فارهيند المتخصصة في تركيب توربينات الرياح هنريك مونيفيلدت: "هذا المشروع ذو طبيعة خاصة جدًا، لأنه بُني في وقت الحرب".

وأوضح مونيفيلدت: "كان الأمر شاقًا حقًا على القائمين على بناء مزرعة الرياح، إذ توقف المشروع مرات عدة، وأجهزة الإنذار الجوية والصواريخ تُحلق فوق رؤوسنا، لكن رجالنا كانوا يتباهون بما يُنجزونه في هذا المشروع، لسبب بسيط: أننا نساعد في تزويد أوكرانيا بالكهرباء".

خفض الانبعاثات

قال مسؤولو "دتيك" إن مشروع أكبر مزرعة رياح في أوكرانيا كان خٌطوة رئيسة في مسار خفض غازات الدفيئة.

يُشار إلى أن شركة الكهرباء الخاصة الأوكرانية تمتلك عددًا من محطات الطاقة الحرارية في عموم البلاد، والتي عانت الأمرّين هي الأخرى جرّاء الهجمات الروسية على أوكرانيا.

وفي هذا السياق قالت "دتيك" في بيان إنها ضخّت استثمارات بقيمة 890 مليون هريفنا (24.34 مليون دولار أميركي) لإصلاح محطات الطاقة الحرارية في الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري (2023).

(1 هريفنا أوكرانية = 0.027 دولارًا أميركيًا)

وقالت الشركة إن هناك حاجة لـ7 مليارات هريفنا لتعويض جميع الأجهزة والمعدات التي دُمرت في محطات الطاقة الحرارية.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- خريطة إمدادات الكهرباء في أوكرانيا ضمن سيناريو تحول الطاقة خلال المدة من 2020 حتى 2030:

إمدادات الكهرباء في أوكرانيا ضمن سيناريو تحول الطاقة

استئناف صادرات الكهرباء

لم يتوقف إنتاج شبكة الكهرباء الأوكرانية منذ نحو شهرين، رغم استهداف القصف الروسي المتواصل للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا؛ وذلك بفضل نجاح حكومة الأخيرة وشركائها الغربيين في إصلاح الأعطال التي لحقت بالشبكة، وفق ما أوردته وكالة رويترز.

وأضحى بمقدور كييف الآن تصدير الكهرباء لبلدان الاتحاد الأوروبي بسعة إجمالية لامست 400 ميغاواط، وجني عائدات ضخمة من وراء تلك الصادرات، بحسب معلومات تثبتت منها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا السياق قال وزير الطاقة الأوكراني، هيرمان غالوشينكو، إن بلاده تستطيع -الآن- استئناف تصدير الكهرباء لدول الاتحاد الأوروبي بعد نجاحها في اجتياز اختبار شُح الكهرباء لديها لمدة 6 أشهر، الذي قاد إلى تجميد الصادرات من تلك السلعة الحيوية، وفق ما ورد في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الطاقة الأوكرانية في أبريل/نيسان (2023).

وأوضخ غالوشينكو أنه أصدر قرارًا تستأنف كييف بموجبه تصدير الكهرباء، في ظل وجود فائض في الإمدادات المحلية.

وشدد على أن قطاع الكهرباء في كييف يمكنه الآن تصدير نحو 400 ميغاواط لدول الاتحاد الأوروبي.

وأشار وزير الطاقة الأوكراني إلى أن استعادة بلاده مكانتها بصفتها قوة تصديرية للكهرباء إلى دول الاتحاد من شأنه تعزيز الموارد المالية اللازمة لإعادة بناء البنية التحتية المتهالكة.

وكانت الحكومة الأوكرانية تعوّل على جني 1.5 مليار يورو (1.64 مليار دولار أميركي) من عائدات تصدير الكهرباء إلى دول التكتل الأوروبي بنهاية عام 2022، حسبما أعلنت في يونيو/حزيران (2022).

ومن المعلوم أن حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي كانت قد أوقفت صادرات الكهرباء إلى دول الاتحاد الأوروبي في شهر أكتوبر/تشرين الأول (2022).

وتحل بلدان الاتحاد الأوروبي على رأس قائمة البلدان المستوردة للكهرباء الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي لكييف قبل أكثر من عام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق