التقاريررئيسيةروسيا وأوكرانيا

روسيا تتبنى إستراتيجية جديدة في استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية

بهدف تعطيل الأنشطة الصناعية

أحمد أيوب

تتسع دائرة هجمات روسيا على منشآت الطاقة الأوكرانية ضمن توجه جديد يستهدف بشكل أساسي الإضرار بالبنية التحتية لقطاع الطاقة الذي يُعَد بمثابة عصب الاقتصاد، بوصفه المُشغل للأنشطة المختلفة.

وأثارت هجمات موسكو قلق المسئولين الأوكرانيين، مُحذرين من أن هجمات موسكو الأخيرة على كييف تستهدف قطع الكهرباء عن المناطق الصناعية، التي تُعول عليها أوكرانيا كثيرًا بوصفها أحد أعمدة اقتصادها الوطني، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقبل 4 أيام، وبالتحديد في 13 فبراير/شباط 2024، استهدفت روسيا محطة دنيبرو للكهرباء ضمن عدد من المرافق العامة الأخرى، وقالت الشركة المشغلة للمحطة إن الهجمة الروسية تسببت في أضرار كبيرة بالمحطة.

قطع الكهرباء عن المناطق الصناعية

قال نائب رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون إعادة الإعمار ووزير المجتمعات والأقاليم وتطوير البنية التحتية أولكسندر كوبراكوف، إن الضربات الروسية الأخيرة تُركز على أهداف محددة وهي قطع الكهرباء عن مناطق الصناعات الرئيسة في أوكرانيا.

عمال الإطفاء يحاولون السيطرة على حريق بمحطة كهرباء أوكرانية
عمال الإطفاء يحاولون السيطرة على حريق بمحطة كهرباء أوكرانية تعرّضت للقصف الروسي - الصورة من خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية

وأشار إلى أن هدف هجمات روسيا على منشآت الطاقة الأوكرانية هو إيقاع أقصى ضرر بالبنية التحتية للطاقة، وفقًا لما نشرته وكالة إنترفاكس أوكرانيا (Interfax Ukraine)، في 17 فبراير/شباط 2024.

وأضاف "كوبراكوف" -في مؤتمر ميونيخ الأمني الذي تضمّن مائدة مستديرة خصصت للشأن الأوكراني-: "أثبتت الهجمات الأخيرة من قِبل الروس على منشآت قطاع الطاقة الأوكراني أنهم يحاولون تحقيق هدف مختلف في الوقت الحالي، وهو الإضرار باقتصادنا".

وتابع أن الروس تسببوا في تجميد ملايين الأوكرانيين خلال موسم الشتاء الماضي، والآن يحاولون تدمير الاقتصاد الأوكراني.

استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية

يستمر مسلسل استهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، عندما شنّت موسكو هجومها الأول على 30% من البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا خلال يوم واحد.

وخلال الأشهر الـ7 التالية، أطلقت روسيا الصواريخ والطائرات دون طيار ضمن تزايد وتيرة هجمات روسيا على منشآت الطاقة الأوكرانية، متسببة في تعطيل جميع محطات الطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية.

ونتيجة لذلك، لم تتمكن بعض المناطق من الوصول إلى الكهرباء والتدفئة والإنترنت إلا لبضع ساعات في اليوم، واضطرت المستشفيات والشركات والأسر إلى اللجوء إلى مولدات الديزل باهظة الثمن بوصفها بديلةً احتياطيةً.

وتضرر أكثر من 50% من البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، بحسب ما نشرته وكالة الطاقة الدولية.

وعلى مدار المدة الماضية، زادت هجمات روسيا على منشآت الطاقة الأوكرانية؛ بما في ذلك محطات الكهرباء ومصافي التكرير ومرافق التدفئة بهدف تدميرها؛ على غرار ما حدث خلال موسم الشتاء الماضي.

وقدّر البنك الدولي مؤخرًا أن قطاع الطاقة في أوكرانيا تعرّض لأضرار بقيمة 12 مليار دولار أمريكي منذ بدء الحرب.

كيف استعدّت أوكرانيا؟

أشار نائب رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون إعادة الإعمار ووزير المجتمعات والأقاليم وتطوير البنية التحتية أولكسندر كوبراكوف، إلى أن أوكرانيا بدعم من شركائها استطاعت اتخاذ الاحتياطات اللازمة في إطار الاستعداد لصد هجمات روسيا على منشآت الطاقة الأوكرانية.

وأوضح أن هذا الدعم تضمّن الحصول على المحولات الكهربائية الذاتية، والمولدات الكهربائية.

وبذلت أوكرانيا جهودًا حثيثة لتحسين مستويات أمن الطاقة لديها قبل فصل الشتاء الحالي.

آثار تدمير شبكات الكهرباء في أوكرانيا
آثار تدمير شبكات الكهرباء في أوكرانيا - الصورة من NBC News

ونجحت الحكومة من خلال المنح والقروض والاستثمارات الكبيرة من مجموعة واسعة من الحكومات والجهات المانحة متعددة الأطراف والقطاع الخاص في تنفيذ أكبر حملة لإصلاح وصيانة البنية التحتية للطاقة في تاريخ البلاد.

كما عززت الحكومة الأوكرانية أنظمة الدفاع الجوي لديها لتعزيز مستويات الحماية ضد هجمات روسيا على منشآت الطاقة الأوكرانية.

وفي هذا السياق، قال نائب رئيس الوزراء الأوكراني: "نحن أقوى بكثير هذا الشتاء، رغم كل هذه المشكلات والهجمات".

وأكد كوبراكوف أن قطاع الطاقة هو الأهم لكي يمضي الاقتصاد الوطني بشكل مستدام، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على استمراريته، بما يضمن استدامة باقي الأنشطة الاقتصادية الأخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق