التقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةروسيا وأوكرانياكهرباء

الكهرباء في أوكرانيا تجتاز اختبارًا صعبًا وتستأنف صادراتها للاتحاد الأوروبي

بقدرة 400 ميغاواط

أحمد أيوب

اجتاز قطاع الكهرباء في أوكرانيا محنته الصعبة، وأعلنت السلطات إمكان استئناف صادراته لدول الاتحاد الأوربي بعد توقّفها لمدة 6 أشهر، إذ وُصفت بأنها الأصعب منذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا، لا سيما أن من بينها شهور فصل الشتاء القاسية.

وتعمل شبكة الكهرباء الأوكرانية بصورة طبيعية منذ نحو شهرين، بعد نجاح الحكومة وشركائها الغربيين في إصلاح الأعطال التي ضربت الشبكة جراء الهجوم الروسي المتتالي على بنيتها التحتية، بحسب ما نشرته رويترز في تقرير لها.

ويمكن لكييف الآن تصدير الكهرباء لدول الاتحاد الأوروبي بإجمالي 400 ميغاواط، ومواصلة جني عائدات ضخمة من وراء تصدير الإمدادات، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

استئناف الصادرات

الكهرباء في أوكرانيا
وزير الطاقة الأوكراني - الصورة من رويترز

قال وزير الطاقة الأوكراني، هيرمان غالوشينكو، إن بلاده بإمكانها الآن استئناف تصدير الكهرباء لدول الاتحاد الأوروبي بعد نجاحها في اجتياز تحدي نقص الكهرباء في أوكرانيا لمدة 6 أشهر، والذي أدى إلى توقّف الصادرات، بحسب بيان نُشر بالموقع الإلكتروني لوزارة الطاقة في كييف.

وأضاف غالوشينكو أنه أصدر قرارًا يسمح باستئناف تصدير الكهرباء، في ظل وجود فائض في الإمدادات المحلية.

وأكد أن قطاع الكهرباء في كييف يمكنه الآن تصدير نحو 400 ميغاواط لدول الاتحاد الأوروبي.

وأشار وزير الطاقة الأوكراني إلى أن استعادة تصدير الكهرباء من بلاده إلى دول الاتحاد من شأنها تعزيز الموارد المالية اللازمة لإعادة إحياء البنية التحتية المتهالكة.

وكانت الحكومة الأوكرانية قد أعربت عن أملها في جني 1.5 مليار يورو (1.64 مليار دولار أميركي) من عائدات تصدير الكهرباء إلى دول الاتحاد الأوربي بنهاية عام 2022، حسبما أعلنت في يونيو/حزيران العام الماضي (2022).

تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا كانت قد أوقفت صادرات الكهرباء إلى دول الاتحاد الأوروبي في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويعدّ الاتحاد الأوروبي المستورد الرئيس للكهرباء الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي للبلاد قبل ما يزيد عن عام.

(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا)

كيف تعافى القطاع؟

أرجع وزير الطاقة الأوكراني أسباب قدرة قطاع الكهرباء في أوكرانيا على استرداد عافيته إلى تنفيذ برنامج لإصلاح الأعطال التي خلّفتها الضربات الروسية على البنية التحتية بدعم من شركاء كييف الغربيين.

وفي هذا السياق، قال غالوشينكو: "أتوجه بالشكر إلى المهندسين والشركاء الدوليين على هذا الإنجاز الكبير في إصلاح منظومة الكهرباء في أوكرانيا".

وأوضح مُشغّل شبكة الكهرباء الأوكرانية "يوكرينيرغو" التابع للحكومة أن فِرَق إصلاح -تضم أكثر من 1000 فني- شاركت في إصلاح المحطات الفرعية وخطوط الكهرباء، بحسب ما نشره موقع إن بي سي نيوز (NBC News) في وقت سابق من شهر يناير/كانون الثاني 2023.

وواجهت الحكومة تحديًا كبيرًا تَمثَّل في الحصول على المحولات الآلية لشبكة الكهرباء في البلاد، وهي عبارة عن قطعة تزن 200 طن من المعدّات التي تحوّل الكهرباء ذات الجهد العالي من محطة توليد الكهرباء إلى جهد أقلّ للمستعمِل النهائي.

ومن جانب آخر، قال رئيس مجلس إدارة شركة "يوكرينيرغيو" -مُشغّل الشبكة- فولوديمير كودريستسكي، إنه ليس من السهل الحصول على المحولات الآلية، وليس لدى شركات المرافق الأجنبية فائض كبير منها.

وأضاف أن الشركة تواصلت مع الحكومات في جميع أنحاء العالم ومئات الشركات الخاصة، في أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا، لتأمين المعدّات الخاصة بإصلاح الأضرار التي لحقت بالشبكة.

الكهرباء في أوكرانيا
موقع خطوط كهربائية أوكرانية - الصورة من The Economic times

دعم أميركي للبنية التحتية

أعلنت الإدارة الأميركية -في يناير/كانون الثاني الماضي- أنها تعمل مع الكونغرس لتوفير تمويل إضافي بقيمة 125 مليون دولار، لدعم شبكة الكهرباء في أوكرانيا ضد الهجمات الروسية المستمرة على المرافق والبنية التحتية المدنية الأخرى.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي (2022)، قالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن واشنطن تعتزم تقديم 53 مليون دولار للمساعدة في تأمين معدّات البنية التحتية المهمة لأوكرانيا، ووصلت الدفعة الأولى خلال شهر ديسمبر/كانون الأول.

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية -حينها-، إن مصير شبكة الكهرباء الأوكرانية أصبح أولوية قصوى لدى البيت الأبيض.

وأوضح أن المسؤولين في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووزارة الطاقة يسرّعون الخطى لإرسال معدّات لإعادة تشغيل البنية التحتية للكهرباء في أوكرانيا من الولايات المتحدة الأميركية أو من بلدان أخرى إلى كييف.

الشتاء الأول بعد الحرب

مرَّ الشتاء الأول بعد الحرب قاسيًا على قاطني كييف والمدن المجاورة لها، بسبب الدمار الذي خلّفته الضربات الروسية على البنية التحتية لقطاع الكهرباء في أوكرانيا.

واضطر الأوكرانيون -خلال فصل الشتاء الماضي- إلى استعمال ما سُمِّي بـ "مراكز الصمود" من أجل التدفئة في أثناء انقطاع التيار الكهرباء ولتفادي درجات الحرارة المنخفضة.

وفي هذا الصدد، قال وزير الطاقة الأوكراني "هيرمان غالوشينكو"، إن الشتاء الأصعب قد مضى، مشيرًا إلى أن صادرات الكهرباء للدول الأخرى من المقرر أن تستمر، ويمكن تعليقها إذا ما اقتضت الضرورة، لكن الأولوية تظل لإمداد المستهلكين الأوكرانيين بالكهرباء.

وعلى الصعيد المدني، أعربت أسر أوكرانية عن سعادتها بانتهاء أزمة انقطاع الكهرباء في البلاد، وقال سكان من أنحاء متفرقة بالبلاد، إنهم يثقون في إمدادات الكهرباء المحلية بصورة أكبر، بحسب ما أورده موقع بي بي سي (BBC).

وقالت إحدى الأمهات من مدينة دينبرو وتدعى إينا شتانكو: "لقد تغيرت المدينة، أخيرًا عادت أضواء الشوارع، ولم يعد السير في شوارع المدينة مخيفًا".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- خريطة إمدادات الكهرباء في أوكرانيا ضمن سيناريو تحول الطاقة خلال المدة من 2020 حتى 2030:

الكهرباء في أوكرانيا

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق