أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

إنتاج النفط الأميركي يرتفع.. ولهذه الأسباب لا تهتم "أوبك" ببياناته (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن إنتاج النفط الأميركي يشهد خلافًا كبيرًا، ولكن هذا الخلاف يُعد غير منطقي.

وأوضح الحجي -في حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها بعنوان "مفاجآت أسواق النفط.. لا تتوقف"-، أن من ينادي بفكرة انخفاض إنتاج النفط في الولايات المتحدة، أو أنه وصل إلى ذروته؛ هم من يتاجرون أو يستثمرون في هذا النفط، بناء على فكرة أن الأسعار قد ترتفع إلى 100 دولار أو أكثر.

وأضاف أن هناك أسبابًا تخص من يتحدثون عن الانخفاض، ولكنها لا تكون قائمة على الأرقام والحقائق، فعندما تصدر الأرقام عن إدارة معلومات الطاقة، ويكون هناك انخفاض في الإنتاج، فإنهم يتبنون فكرة: "كما ذكرنا لكم فإن إنتاج النفط الأميركي بلغ ذروته ولن يزيد مرة أخرى".

ولفت الحجي إلى أن ولاية نورث داكوتا شهدت في فبراير/شباط عاصفة ثلجية تاريخية، وهذه الولاية من أكبر منتجي النفط الأميركي، وتسببت في وقف الإنتاج ببعض الأماكن، كما شهدت ولايتا تكساس وأوكلاهوما في الشهر نفسه عواصف خفّضت الإنتاج، وهو أمر ارتبط بالطقس فقط.

الآبار في خليج المكسيك

أوضح خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الآبار في خليج المكسيك كبيرة، وعندما تتوقف الصيانة ينخفض الإنتاج في البئر، التي تنتج 50 ألف برميل يوميًا، فعندما تجرى الصيانة ينخفض الإنتاج بالقيمة نفسها، لذلك هناك أثر.

منصات النفط في خليج المكسيك بالقرب من بورت فورشون بولاية لويزيانا الأميركية
منصات النفط في خليج المكسيك بالقرب من بورت فورشون بولاية لويزيانا الأميركية - الصورة من رويترز

وأضاف: "هناك عمليات صيانة في خليج المكسيك، وهناك عوامل الطقس، ولكن بالنظر إلى البيانات نجد أن إنتاج النفط الأميركي يشهد زيادة، ولكنها ليست في مستويات الزيادات القديمة، التي كانت 700 ألف وأحياناً مليونًا و1.1 مليونًا".

وقال الدكتور أنس الحجي، إن هذه الزيادات البسيطة غير مهمة، لذلك حتى أوبك غير مهتمة بمسألة الإنتاج الأميركي، لأنه بالنظر إلى الزيادات نجد أغلبها تأتي من حقول النفط الصخري وأحواضه، لذلك فإن أغلبها ليس نفطًا وإنما مكثفات وسوائل غازية، تصنفها إدارة معلومات الطاقة على أنها نفط.

وأشار الحجي إلى أن هناك إشكالية كبيرة في بيانات أوبك، لأن كل ما يُنشر في تقاريرها عن إنتاج النفط الأميركي يكون من إدارة معلومات الطاقة، ومن ثم تكون هناك أخطاء، وهناك معلومات خاصة تتبناها بيانات المنظمة كما هي.

على سبيل المثال -وفق الحجي- يحصل تقرير أوبك على بيانات الحفارات من شركة "بيكر هيوز"، والجميع يعرفون أن بياناتها بالنسبة إلى دول أوبك بالذات كلها خاطئة، لذلك فإن هناك مشكلات كبيرة في نوعية البيانات بوجه عام.

وتابع: "هناك زيادة في إنتاج النفط الأميركي، ولكن أغلب هذه الزيادات ليست نفطًا، ومن ثم عدم زيادة الإنتاج لن يرفع الأسعار، لأنه بالأصل ليس نفطًا، ولا يؤثر في الأسعار، وهذا الكلام كان متوقعًا من 2017، وبالتالي لا أثر له في السوق".

الحفر في المياه العميقة

شدد مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، على أن ما يجب الانتباه إليه أن هناك موجة جديدة وتوجهًا جديدًا للاستثمار بالحقول البحرية العميقة حول العالم، ومن ثم هناك أنشطة حفر متخصصة في المياه العميقة.إنتاج النفط الأميركي

وأردف: "بالنسبة إلى من يريد أن يستثمر في هذه الحقول البحرية العميقة، فإن الاتجاه واضح تمامًا، ولعل المثال على ذلك في خليج المكسيك فقط هو تضاعف عدد الحفارات من 4 فقط في عام 2020، إلى 20 حفارًا في الوقت الحالي".

وقال الدكتور أنس الحجي، إن الحديث هنا ليس عن الحفارات العادية، وإنما عن منصات الحفر العملاقة، التي يتكلف بناؤها مئات الملايين من الدولار، وهي التي زاد عددها من 4 إلى 20 الآن، ويجري التوسع فيها حاليًا.

وأضاف: "إذا نظرنا إلى غايانا، كان إنتاج النفط فيها صفرًا، والآن ارتفع إلى نحو 400 ألف برميل يوميًا، وخلال عامين فقط من المنتظر أن يقفز إلى مليون برميل يوميًا، وهناك أيضًا البرازيل وبعض المناطق في الخليج العربي، إذ هناك حقلان بحريان كبيران في السعودية.

وأوضح أن من ضمن الأماكن التي يجب التركيز عليها أيضًا، شرق أفريقيا، في المياه العميقة، خاصة في دول مثل موزمبيق وتنزانيا، وحتى أراضي الصومال الآن فيها تحرك كبير، ونتمنى أن يرزقهم الله بعض الاكتشافات التي يستفيدون منها.

وتابع: "الإجابة النهائية هنا -فيما يتعلق بانخفاض إنتاج النفط الأميركي- هي أنه إذا تحدثنا عن إجمالي الإنتاج كما تعرفه إدارة معلومات الطاقة فهناك معايير تشير إلى أنه بلغ ذروته منذ مدة، ولكنّ هناك إنتاجًا كبيرًا للتوسع إذا أتيح الأمر، وهناك أماكن لم تُكتشف بعد".

ولفت إلى أن هناك مجالًا للحرب ضد النفط، وهو ما يمنع اكتشاف المناطق الجديدة في عهد بايدن، إلا أنه أوضح أن زيادة إنتاج النفط الأميركي في عهد بايدن كانت كبيرة جدًا، سواء بزيادة الإنتاج نفسه أو زيادة عدد الحفارات، وهو ما يفوق ما حدث في عهد سلفه دونالد ترمب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق