التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

خليج المكسيك محور جديد لاحتجاز الكربون وتخزينه

أسماء السعداوي

تلقى تقنية احتجاز الكربون وتخزينه اهتمامًا متزايدًا حول العالم، وسط مساعٍ حثيثة تستهدف خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وتحقيق هدف الحياد الكربوني.

وفي هذا الصدد، توقعت شركة وود ماكنزي لأبحاث الطاقة والاستشارات أن يصبح خليج المكسيك في أميركا محورًا جديدًا لاحتجاز الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وكان خليج المكسيك، لمدّة طويلة، المصدر الرئيس للنفط الأميركي، إلّا أن بعض الشركات الكبرى العاملة هناك، ومنها إكسون موبيل، اتجهت للتخلّي عن أصولها لصالح احتجاز الكربون وتخزينه، بالإضافة للغازات الأخرى المسببة للاحتباس الحراري.

ويُقصد باحتجاز الكربون وتخزينه استخراج الانبعاثات من محطات الطاقة والمصانع، وتكثيفها، ثمّ ضخّ ثاني أكسيد الكربون الناتج في مخازن تحت الأرض.

اهتمام باحتجاز الكربون وتخزينه

يتوقع التقرير أن يحتلّ احتجاز الكربون وتخزينه في خليج المكسيك نصيبًا متزايدًا من مشروعات الشركات الرئيسة هناك، ومنها إكسون وبي بي وشل وشيفرون.

ويشير محللون بشركة الاستشارات "وود ماكنزي" إلى أن المنطقة ستصبح -قريبًا- ساحة مبارزة للتنقيب عن النفط واحتجاز الكربون والطاقة المتجددة أيضًا.

وبالفعل، يجذب احتجاز الكربون وتخزينه استثمارات جديدة، إذ اشترت شركات مثل إكسون موبيل وأوكسيدنتال بتروليوم وتالوس إنرجي، مواقع في خليج المكسيك لتخزين الكربون الناتج من مصافي تكرير النفط وشركات تصنيع الكيماويات وإنتاج الغاز الطبيعي المسال.

ويقول كبير المحللين في وود ماكنزي سكوت نانس، إن احتجاز الكربون وتخزينه يشكّل جزءًا مهمًا من أنشطة الشركات في حوض خليج المكسيك.

وأضاف أن تطوير النفط سيواصل هيمنته على خليج المكسيك، إلّا أنه ينبغي أن يتعايش مع احتجاز الكربون وتخزينه ومصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح البحرية والطاقة الشمسية.

في سياق متصل، احتلّت موضوعات احتجاز الكربون وطاقة الرياح البحرية والطاقة المتجددة وتحول الطاقة اهتمامًا كبيرًا ضمن أروقة مؤتمر التكنولوجيا البحرية، الذي عُقد هذا الأسبوع.

وفي علامة على قرب مشروعات النفط من نهايتها هناك، شكّلت موضوعات الرياح والطاقة المتجددة واحتجاز الكربون وتحول الطاقة 24% من جلسات مؤتمر العام الجاري (2023)، وفق منظّمي المعرض.

بينما استحوذت موضوعات التنقيب عن النفط وعمليات استكمال الآبار وهندسة المكامن على 15% فقط من المناقشات، وفي النهاية كانت موضوعات وقف تشغيل مشروعات النفط وإطالة العمر التشغيلي لآبار النفط الأقلّ إثارة للاهتمام.

ويقدّم الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة، معلومات عن مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه حول العالم:

اهتمام متزايد بمشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في خليج المكسيك
النفط والغاز في خليج المكسيك

أشارت وود ماكنزي إلى أن إنتاج النفط والغاز في خليج المكسيك يقترب من بلوغ ذروته، مع دخول منصات جديدة حيز الإنتاج.

وتتوقع شركة الأبحاث أن يسجل إنتاج النفط والغاز في خليج المكسيك مستويات قياسية بنسبة 17% بحلول عام 2025، ليبلغ 2.6 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا، مقارنة بنحو 2.2 مليون برميل من النفط المكافئ في العام الجاري (2023)، قبل أن يبدأ بالتراجع تدريجيًا.

تأتي هذه الزيادة القياسية مدفوعة بظهور منصات جديدة تابعة لشركات بي بي وشل وشيفرون، والتي كانت مُدرجة في الميزانية قبل أن تصيب جائحة كورونا الطلب العالمي بالشلل، وتدفع الشركات لخفض استثماراتها، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وستضيف 3 فقط من تلك المنصات الجديدة 315 برميلًا من النفط يوميًا، أي ما يعادل 360 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا الذي ستنتجه بايونير ناتشورال ريسورسز، ثالث أكبر منتج للنفط الصخري في أميركا.

إنتاج المنصات الجديدة

ترى شركة الأبحاث العالمية أن "الرمق الأخير" من إنتاج النفط في المنصات الجديدة سيكون مثيرًا للإعجاب؛ إذ من المنتظر أن تُنتج شركة شل 100 ألف برميل من النفط المكافئ من منصتها الجديدة "فيتو".

وستضيف شركة بي بي 140 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا من منصة أرغوس، وهي أولى منصاتها الجديدة منذ حادثة تسرب الغاز الشهيرة في منصة ديب ووتر هوريزون قبل 15 عامًا.

كما تتوقع شركتا شل وشيفرون بدء إنتاج 100 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا من مشروع الحوت في خليج المكسيك، وذلك خلال عام 2024 المقبل.

وستبدأ شركة شيفرون -أيضًا- تشغيل مشروع أنكور الذي سيضخ 75 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا خلال العام المقبل (2024)، وفق التقرير.

كما ستنتج منصة سلامانكا التابعة لشركتي ريبسول الإسبانية وإل إل أو جي الأميركية للتنقيب 60 ألف برميل من النفط المكافئ بحلول منتصف عام 2025.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق