أوابك تكشف بالأرقام موقف العرب من سباق الهيدروجين.. مصر في المقدمة وهذا موقع المغرب
ياسر نصر
كشف تقرير رسمي لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول أوابك، عن موقف الدول العربية في المنافسة على سوق الهيدروجين، الذي تعوّل عليه غالبية دول العالم بصفته وقود المستقبل.
وأشار تقرير صادر اليوم الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول، بعنوان "تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربعين الثاني والثالث من 2022"، وأعدّه الخبير المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إلى أنه خلال عام 2022 شهدت الدول العربية نشاطًا غير مسبوق في سبيل تعزيز التعاون والشراكة الدولية في مجال الهيدروجين.
وأوضح تقرير أوابك أن عددًا كبيرًا من الدول العربية يسعى نحو تنفيذ مشروعات عملاقة، ووقّع عدّة مذكرات تفاهم، منها ما يقوم على إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بينما يقوم بعضها الآخر على التوسع في إنتاج الهيدروجين الأزرق أو مشتقاته، مثل الأمونيا الزرقاء، بالإضافة إلى تطبيقات الهيدروجين في مجال النقل البري والبحري والجوي.
سباق وقود المستقبل
أكد تقرير أوابك أن عدّة دول عربية وضعت أهدافًا محددة بأطر زمنية لإنتاج الهيدروجين والحصة المستهدفة من التجارة العالمية، الأمر الذي يعكس حرصها على الوجود في السوق الواعدة مستقبلًا، والظفر بحصّة سوقية مهمة.
وأشار التقرير إلى أنه بنهاية الربع الثالث من العام الجاري (2022)، ارتفع عدد مشروعات إنتاج واستعمال الهيدروجين المعلنة في الدول العربية إلى 61 مشروعًا.
وقال معدّ التقرير الخبير وائل عبدالمعطي، إن غالبية المشروعات العربية تتركز على إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بإجمالي 45 مشروعًا، بينما خُصّص 11 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء، و5 مشروعات لتطبيقات الهيدروجين في مجال النقل البري والبحري والجوي.
جاءت مصر في مقدمة الدول العربية من حيث عدد مشروعات الهيدروجين المعلنة، بإجمالي 23 مشروعًا حتى نهاية سبتمبر/أيلول (2022)، تليها الإمارات بـ12 مشروعًا، ثم سلطنة عمان 9 مشروعات، والسعودية بـ8 مشروعات.
في المرتبة الخامسة جاءت المغرب بـ3 مشروعات، بعدها موريتانيا والعراق بمشروعين، في حين أعلنت كل من الجزائر وجيبوتي والأردن وقطر مشروعًا واحدًا.
الهيدروجين في الإمارات
تستهدف الإمارات الاستحواذ على حصة 25% من السوق العالمية للهيدروجين بحلول عام 2030، إذ أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 خريطة وطنية للهيدروجين من أجل تحقيق الريادة في هذا المجال.
وبدأت الإمارات- وفقًا لتقرير أوابك حصلت الطاقة على نسخة منه- تخطو خطوة جديدة نحو إعداد الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين عبر توقيع شراكة إستراتيجية مع الشركة الأسترالية "جي إتش دي" للاستشارات الهندسية، ومركز الأبحاث الألماني " فراونهوفر"، لوضع الاتجاه العام نحو بناء اقتصاد للهيدروجين في الإمارات.
وفي سياق متصل، شهد الربع الثاني والثالث من عام 2022 إعلان حزمة مشروعات جديدة مع شركات كورية ويابانية، إذ وقّعت شركة بترولين كيمي الإماراتية، في شهر يونيو/حزيران 2022، اتفاقية مع تحالف مكون من 3 شركات كورية لبناء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الإمارات، بقدرة إنتاجية تبلغ 200 ألف طن سنويًا من الأمونيا الخضراء.
وبحسب الاتفاق، سيُنَفَّذ المشروع على مرحلتين في مدينة خليفة الصناعية في أبوظبي (كيزاد)، إذ ستنتج المرحلة الأولى 35 ألف طن سنويًا، بينما ستسهم المرحلة الثانية المشروع في رفع الطاقة الإجمالية للمشروع إلى 200 ألف طن سنويًا.
كما وقّعت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" مع شركتي " إينوس" و" ميتسوي" اليابانيتين مذكرة تفاهم لإجراء دراسة جدوى حول فرص إنشاء سلسلة توريد للهيدروجين بين الإمارات واليابان، بطاقة إنتاجية تبلغ 200 ألف طن سنويًا.
وبحسب مذكرة التفاهم، سيُقَيَّم إمكان تحويل الهيدروجين الناتج ثانويًا من عمليات التكرير والبتروكيماويات في شركات "أدنوك"، والهيدروجين الأزرق المنتج من الغاز الطبيعي إلى مادة "ميثيل سيكلوهكسان"، بصفته وسيلة فعالة لنقل الهيدروجين وتصديره إلى اليابان.
مشروعات الهيدروجين في السعودية
تستهدف السعودية إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق بمعدل 2.9 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، وسط خطط لزيادة الحصة 4 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2035، و11 مليون طن سنويًا من الأمونيا الزرقاء بحلول عام 2030.
وأعلنت شركة "أكوا باور" توقيع مذكّرة تفاهم مع بوسكو الكورية في شهر يوليو/تموز 2022، لدراسة الفرص المتاحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته مثل الأمونيا الخضراء، بهدف إزالة الكربون من عمليات توليد الطاقة وتصنيع الحديد في مجموعة "بوسكو".
الهيدروجين في قطر
وقّعت شركة "قطر للطاقة للحلول المتجددة" وشركة "قطر للأسمدة الكيماوية (قافكو)"، التابعتان لشركة "قطر للطاقة"، في شهر أغسطس/آب 2022 اتفاقيات لبناء منشأة لتصنيع الأمونيا الزرقاء بطاقة إنتاج تبلغ 1.2 مليون طن سنويًا في مدينة مسيعيد الصناعية.
ومن المقرر أن يدخل المشروع طور الإنتاج في الربع الأول من عام 2026، إذ يعدّ المشروع أكبر منشأة لتصنيع الأمونيا الزرقاء في العالم من حيث الطاقة الإنتاجية.
الهيدروجين في سلطنة عمان
تستهدف سلطنة عمان إنتاج الهيدروجين الأخضر بمعدل 1 إلى 1.25 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، وزيادة الطاقة إلى 3.25 و3.75 مليون طن سنويًا بحلول 2040، وسط خطط للوصول إلى حصة 8.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050
وقّعت مجموعة "أوكيو" العمانية، في شهر يونيو/حزيران 2022، اتفاقية للتطوير المشترك مع شركة "أكوا باور" السعودية، وآير برودكتس الأميركية، لتنفيذ مشروع ضخم لإنتاج الهيدروجين في محافظة "ظفار"، بغرض تطوير مصادر الطاقة البديلة والتكامل المبتكر للطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية والرياح في سلطنة عمان.
مشروعات الهيدروجين في مصر
وقّعت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مصر خلال الربع الثاني والثالث من عام 2022 عددًا غير مسبوق من مذكرات التفاهم مع عدّة شركات إقليمية وعالمية لتنفيذ مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بإجمالي 15 مذكرة تفاهم واتفاقية.
رفعت مذكرات التفاهم والاتفاقيات عدد مشروعات الهيدروجين المعلنة في مصر حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2022 إلى 23 مشروعُا، غالبيتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.
وقال تقرير أوبك، الذي أعدّه الخبير وائل عبدالمعطي، أن مصر تتصدر قائمة الدول العربية من حيث عدد المشروعات المعلنة، ما يؤكد أهميتها بصفتها وجهة استثمارية رئيسة للشركات الراغبة في الاستثمار في هذا القطاع الواعد، مستفيدة من مواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي القريب من الأسواق الأوروبية.
مشروعات موريتانيا
في موريتانيا، أعلنت شركة شاريوت البريطانية، وهي الشركة المطورة لمشروع "نور"-أحد أكبر مشروعات الهيدروجين المقترحة في أفريقيا- التوصل إلى اتفاق شراكة مناصفةً مع شركة توتال إيرين لتنفيذ المشروع الذي يمتد على مساحة 8600 كيلومتر مربع.
يقوم المشروع الموريتاني على استعمال نحو 10 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة، بغرض إنتاج نحو 600 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر. وأوضحت شاريوت أنه وفقًا لدراسة الجدوى الأولية، يمكن أن يصبح مشروع "نور" للهيدروجين الأخضر من أكثر المشروعات تنافسية في العالم؛ بسبب وفرة الموارد الطبيعية في موريتانيا، وأنها ستعمل على إجراء دراسة جدوى متعمقة للمشروع، وإمكان تصدير الهيدروجين إلى أوروبا.
جيبوتي أحدث المنضمين للسباق
تعدّ جيبوتي، أحدث الدول العربية التي أعلنت نيتها الدخول في مجال الهيدروجين، إذ وقّعت الحكومة في شهر يونيو/حزيران 2022 اتفاقية إطارية مع شركة فورتسكو ماتلس غروب لإجراء الدراسات اللازمة لتقييم إنتاج الهيدروجين الأخضر.
جذبت إمكانات جيبوتي شركة فورتسكو؛ نظرًا لما تتمتع به من توافر مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية، إلى جانب البنية التحتية للمواني، مما يجعلها موقعًا جذابًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
موضوعات متعلقة..
- تحويل الهيدروجين إلى أمونيا.. خبير أوابك يكشف الخيارات الأفضل لأوروبا
- أوابك تعلن أرقام مشروعات الهيدروجين العربية.. مصر والسعودية في المقدمة
اقرأ أيضًا..
- متى ينتهي التسجيل بمنظومة دعم الكهرباء في الأردن؟.. هيئة تنظيم الطاقة تجيب
- لماذا ارتفعت أسعار النفط الخام.. وما علاقة الأزمة التركية؟ أنس الحجي يجيب
- أوروبا حائرة بين خفض أسعار الغاز وضمان أمن الإمدادات