تقارير التغير المناخيالتغير المناخيرئيسيةقمة المناخ كوب 27

قبل قمة المناخ كوب 27.. هل تتغلب الدول العربية على التحديات المناخية؟

داليا الهمشري

اقرأ في هذا المقال

  • مؤتمر المناخ كوب 27 فرصة لتسليط الضوء على ملف التغيرات المناخية في المنطقة العربية.
  • لا بد من دعم المشروعات البحثية في مجال المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
  • هناك إستراتيجيات جيدة تتبناها الحكومات في المنطقة العربية من أجل تنفيذ الأجندة المناخية.
  • هناك فرص كبيرة للتمويل من خلال الجهات المانحة وصناديق المناخ متاحة للدول العربية.

استعدادًا لقمة المناخ كوب 27، نظّم مشروع الطاقة والمناخ الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمؤسسة الألمانية فريدريش إيبرت بالتعاون مع منظمة كلايمت تراكر جلسة نقاشية -عبر تقنية التواصل المرئي- لإطلاق تقرير "مفاوضات الدول العربية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.. سبل الترابط والتوصيات".

وأكدت مديرة مشروعات الطاقة والمناخ في الوطن العربي بالمؤسسة الألمانية فريدريش إيبرت - فرع الأردن، سارة هيب، دعم مؤسستها لمنظمات المجتمع المدني في نقل آرائها حول قضية تغير المناخ، وتعريف الصحفيين بآخر المستجدات في هذا الملف المهم.

وقالت هيب -في كلمتها خلال الجلسة النقاشية التي حضرتها منصة الطاقة المتخصصة- إن هناك فرصًا كبيرة لتسليط الضوء على قضية التغيرات المناخية في ظل استضافة مصر مؤتمر المناخ كوب 27 هذا العام، واستضافة الإمارات مؤتمر كوب 28 العام المقبل (2023).

وأضافت أن المنطقة العربية تواجه عددًا من التحديات في ملف التغيرات المناخية؛ من بينها نقص التمويل وعدم العدالة المناخية.

كوب 27

أكدت سارة هيب أن عقد مؤتمر المناخ في المنطقة العربية يمثل فرصة جيدة لتوعية السكان حول التغير المناخي، وتبنّي أهداف طموحة.

واستطردت أن التقرير يفتح الصندوق الأسود للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ ومفاوضات الدول العربية حول المناخ والتحديات التي تواجه التقدم في هذا المجال.

ومن جانبه، سلّط ممثل منظمة كلايمت تراكر، كريس رايت، الضوء على جهود منظمته في منح فرص تدريب للصحفيين حول العالم -دون النظر للتوزيع الجغرافي- للكتابة حول التغيرات المناخية، ومساعدتهم على الوصول إلى المعلومات اللازمة حول هذه القضية.

وأشار كريس -في كلمته خلال الجلسة النقاشية- إلى أهمية دعم المشروعات البحثية في هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

قمة المناخ كوب 27
شعار قمة المناخ كوب 27 في مصر

دور فعال

ذكرت ممثلة المعهد الدولي للبيئة والتنمية، لينا ياسين، أنه كانت هناك فجوة بين الأوراق العملية والبحوث التي تتناول مؤتمرات المناخ والقضايا المناخية باللغة العربية ومثيلتها باللغة الإنجليزية.

وأوضحت أن الأبحاث تجاهلت المشكلات والتحديات المناخية التي تواجهها المنطقة العربية، وكان لا بد من مساعدة الصحفيين والمفاوضين المبتدئين ونشطاء المجتمع المدني العرب على أداء دور فعّال في توصيل أصواتهم وأزمات مجتماعاتهم خلال مؤتمر المناخ كوب 27 في مصر.

بينما طالب مستشار الحوكمة والتغير المناخي في المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي، أحد القائمين على التقرير، مصطفى هاشم، بضرورة إيجاد حلول سياسية للنزاعات والحروب في المنطقة العربية التي تحول دون تطور تعاطي الدول مع القضايا المناخية.

وأفاد بأن تقرير "مفاوضات الدول العربية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.. سبل الترابط والتوصيات" يتناول إجراءات التكيف والتخفيف التي يراها الخبراء ملائمة لطبيعة المنطقة العربية لتسليط الضوء عليها خلال قمة المناخ كوب 27 والمؤتمرات القادمة.

دعم المفاوضات المناخية

أبرز هاشم -خلال كلمته في الحلقة النقاشية- أن التقرير يتضمن التحليل السياسي والبيئي والاجتماعي والتكنولوجي والاقتصادي والقانوني لإجراءات التخفيف والتكيف، ومدى انعكاس ذلك على المفاوضات المناخية، وانتقال الطاقة في إطار المنطقة العربية.

وقال إن التقرير يسلط الضوء على الفرص والتهديدات التي تواجه المنطقة في الملف المناخي لمساعدة المفاوضين خلال مؤتمر الأطراف على النظر فيها وشمولها في إستراتيجيات التفاوض الخاصة بهم.

وأضاف مستشار الحوكمة والتغير المناخي أن التقرير وُضع بناءً على مقابلات أُجريت مع خبراء من القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والنطاق الأكاديمي من مستويات وقطاعات مختلفة في إطار المنطقة العربية من شمال أفريقيا والسودان وبلاد الشام والعراق ومجموعة دول التعاون الخليجي واليمن.

وأوضح -في كلمته خلال الجلسة النقاشية التي حضرتها منصة الطاقة المتخصصة- أن التقرير قد أخذ في الاعتبار توصيات الخبراء وآراءهم حول أكثر العوامل تأثيرًا في مفاوضات المناخ.

حملة علاقات عامة

أفاد الخبير المناخي، مصطفى هاشم، بأنه -على المستوى السياسي- ذكر الخبراء أن الحوكمة الفعالة وصياغة السياسات تشكلان الأساس الجيد الذي يجب أن يبدأ به المفاوضون؛ لذا لا بد من مواصلة البناء عليهما بشكل مستمر.

وسلّط الضوء على ضرورة التوسع في حملات العلاقات العامة الأكثر حكمة، موضحًا أن هناك إستراتيجيات جيدة تتبنّاها الحكومات والقطاع الخاص في المنطقة العربية من أجل تنفيذ إجراءات تكيف وتخفيف مناخية ملائمة، وهناك الكثير من الفرص لنشر الأخبار وإشراك وثقيف مواطني الدول العربية ضمن هذه الإستراتيجيات وبرامج التنفيذ.

لذا أكد هاشم ضرورة تنظيم حملة علاقات عامة جيدة تربط الحكومات بالمجتمع المدني والمواطنين.

 التحديات المناخية في المنطقة العربية قبل قمة المناخ كوب 27
ندوة تسلط الضوء على التحديات المناخية في المنطقة العربية استعدادًا لكوب 27

النزاعات السياسية

قال مستشار الحوكمة والتغير المناخي، مصطفى هاشم، إن هناك نزاعات سياسية داخل العديد من الأقاليم في الدول العربية لا تزال تؤثر في برامج ومفاوضات التغير المناخي.

وطالب -في كلمته خلال الجلسة النقاشية التي حضرتها منصة الطاقة المتخصصة- بضرورة إيجاد حلول لهذه الأزمات على المستوى السياسي من أجل خفض تبعات هذه الحروب والنزاعات على القضية المناخية.

وأوضح أن تغيير الوزراء والمسؤولين الحكوميين بصفة مستمرة في الدول العربية يقوّض التطوير في أجندة ومفاوضات العمل المناخي؛ لأنه يتسبب في تغيير متواصل للإستراتيجيات والخطاب الخاص بالمفاوضات، مؤكدًا أن هذا أحد أوجه التهديدات أيضًا.

واقترح هاشم حل هذه القضية من خلال بناء مزيد من الفهم ووضع أجندة واحدة أو نهج مشترك يتبعه المسؤولون على رأس السلطة، ولا يتأثر بالتغيرات على المستوى الرفيع، مشيرًا إلى ضرورة أن يحكم هذه القضية إطار مؤسسي وإلا تخضع للأشخاص.

وعلى الصعيد الاقتصادي، يرى التقرير وجود فرص كبيرة للتمويل والموارد المالية من خلال الكثير من المؤتمرات الدولية والجهات المانحة وصناديق المناخ المتاحة للدول العربية.

وأشار هاشم إلى أنه على الرغم من أن إجراءات التخفيف والتكيف قد تكون باهظة ومُكلّفة؛ فإن هناك فرصًا طيبة متاحة للمساهمات المالية من قبل العديد من المؤسسات.

تقنيات إزالة الكربون

وجد تقرير "مفاوضات الدول العربية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.. سبل الترابط والتوصيات" أن تقنيات وآليات إزالة الكربون تُعَد فرصًا طيبة للنمو الاقتصادي بطريقة مستدامة وشاملة ولا سيما بالنسبة لقطاع النفط والغاز في المنطقة.

وطالب هاشم بضرورة الحرص على وجود إشراك كامل لكل أصحاب المصلحة الذين يسهمون في قضية التغير المناخي، ومن بينهم قطاع النفط والغاز.

وحول التهديدات، أوضح أنه لا يزال هناك العديد من المشكلات ذات الصلة بسياسات التأمين المتعلقة بالمناخ، لافتًا إلى أن المنطقة تواجه موجات حارة وعديدًا من إشارات التصحر وما إلى ذلك من تبعات التغير المناخي.

ويرى هاشم أن المنطقة العربية لا تزال غير مستعدة من حيث التأمينات الاقتصادية للتخفيف من المخاطر المناخية التي تواجهها، داعيًا إلى ضرورة النظر في هذا التهديد في المستقبل.

قمة المناخ كوب 27

التكنولوجيا المستدامة

على المستوى الاجتماعي والثقافي، أكد التقرير أن هناك فرصة كبيرة لتحسين المناهج التعليمية على المستوى المدرسي والجامعي والدراسات العليا من أجل ترسيخ ثقافة التغير المناخي وتحول الطاقة.

وطالب التقرير بإدماج هذه المفاهيم داخل المناهج التربوية ليس على شكل مساق منفرد، ولكن ضمن مساقات التخصصات التعليمية المختلفة التي يدرسها الطلاب في المدارس والجامعات.

وأوضح التقرير أن التوسع في التكنولوجيا المستدامة يمكن أن يسهم في زيادة فرص العمل والتوظيف، مع الأخذ في الاعتبار تطوير القدرات للتماشي مع العمل في مشروعات التكنولوجيا المستدامة.

ويرى الخبير المناخي، مصطفى هاشم -في كلمته خلال الجلسة النقاشية التي حضرتها منصة الطاقة المتخصصة، استعدادًا لقمة المناخ كوب 27- أن هذا الإجراء يساعد على فهم اجتماعي أوسع لظاهرة التغيرات المناخية.

وعلى مستوى التهديدات، لفت هاشم إلى أنه لا يزال هناك ارتفاع في عدم المساواة بين الجنسين في العالم العربي، وهذا يحول دون تبني إجراءات وتدابير التكيف والتخفيف، ولا سيما في مجالات الزراعة والطهي.

وأوضح أن المشروعات التي تعتمد على التكنولوجيا في حاجة إلى زيادة أعداد النساء، ولا بد من التركيز على النوع الاجتماعي من أجل الحيلولة دون أي آثار اجتماعية سلبية في أجندة المناخ.

وأضاف هاشم أنه على الرغم من تخفيف القيود الخاصة بكورونا؛ فإن تبعات الوباء لا تزال تلقي بآثارها على النظام الصحي والطبي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق