سلايدر الرئيسيةالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطنفط

أنس الحجي: أوبك تأسست للتحرر من غطرسة شركات النفط العالمية (فيديو)

وهذه علاقة "روكفلر" وهيئة تكساس والأخوات الـ7

أحمد بدر

في الذكرى 62 لتأسيس منظمة الدول المصدّرة للنفط أوبك، تحدّث مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي عن تاريخ المنظمة وظروف إنشائها، وإنجازاتها الأولى.

وشدد الحجي، في الحلقة الجديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، الذي يقدّمه بموقع تويتر، على أن المعلومات الواردة خلال هذه المساحة ليست مرتبطة بالعاطفة، ولا تقوم إلّا على المعلومات والدراسات والرصد التاريخي، وذلك تجنبًا لخلط العاطفة بالمعلومات المثبتة.

وقال مستشار تحرير منصة الطاقة، إن أوبك خرجت للنور في 14 سبتمبر/أيلول من عام 1960، في بغداد، حيث تأسّست على يد 5 دول، هي فنزويلا والسعودية والكويت والعراق وإيران.

أسباب وظروف تأسيس منظمة أوبك

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي: "إذا درسنا سياسة كل بلد من الـ5 في ذلك الوقت، ومواقفها ووضعها السياسي والاقتصادي، لكنا استغربنا بشدة من تأسيس هذه الدول لذلك التحالف، فالاختلافات بينها كانت كثيرة جدًا، هناك أنظمة ثورية وأخرى ملكية، وأنظمة تابعة للقطب السوفييتي وأخرى تابعة للقطب الأميركي، وبعضها يدعو للقومية العربية وبعضها الآخر يرفضها".

الذكري 62 لتأسيس أوبك
شعار منظمة أوبك على برميل نفط - الصورة من إنرجي فويس

وأوضح الحجي أن الخلافات بين هذه الدول كانت شديدة جدًا، ولكنها اتفقت على تأسيس منظمة البلدان المصدّرة للنفط أوبك، لأنه كانت هناك حاجة إلى القيام بأيّ تصرف يوقف شركات النفط العالمية وحكوماتها، التي تعاملت مع حكومات الدول المنتجة للنفط بعنصرية وغطرسة.

وأضاف: "هذه الشركات وحكوماتها تعاملت بأسلوب الاستعمار نفسه، وفي الأساس بعض دول أوبك كانت مستعمرة في ذلك الوقت، حتى إن اكتشاف النفط لدى بعض الدول حدث خلال وجود الاستعمار فيها".

ولكن، وفق الحجي، لا يمكن الحديث عن تأسيس منظمة أوبك دون الحديث عن شركة "جون روكفلر"، التي كانت اسمها "ستاندرد أويل"، وأيضًا الحديث عن هيئة تكساس للسكك الحديدية والأخوات الـ7، لأن لها دورًا كبيرًا في تأسيس المنظمة.

كما لا يمكن الحديث، بحسب مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، عن هيئة السكك الحديدية في تكساس والأخوات السبع دون الإجابة عن سؤال مهم جدًا، ما زال مطروحًا، وهو: هل تحتاج سوق النفط العالمية إلى إدارة، أم إنها تُترك للأسواق الحرة؟

تعريفات قديمة لم تعد متداولة

قدّم مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، تعريفات وصفها بأنها لم تعد تُستَخدَم، وأولها هو "ستاندرد أويل"، وهي شركة أسسها جون روكفلر عام 1870، أي بعد عام واحد من اكتشاف النفط في بنسلفانيا.

وأوضح أن هذه الشركة انتهت بأمر من المحكمة الأميركية العليا عام 1911، التي أيّدت حكمًا من محكمة أدنى، قال، إن "ستاندرد أويل" مارست الاحتكار، وبموجب قانون "شيرمان" اتُّهمَت بأنها محتكرة ويجب تقسيمها إلى شركات متعددة.

التعريف الثاني، وفق الحجي، هو هيئة تكساس للسكك الحديدية، التي تأسست عام 1891 هيئةً حكومية تتولى الإشراف على السكك الحديدية وكل عمليات محطات القطارات والتحميل والتفريغ، إذ كان الاعتماد على القطارات كبيرًا وقتها في الشحن والنقل والسفر نسبةً من الأنشطة الاقتصادية.

وأضاف الدكتور أنس الحجي أن وجود القطارات والسكك الحديدية في أميركا كان مهمًا جدًا، حتى إن من يعرفون التاريخ الأميركي يعرفون أن أحد أسباب النهضة الضخمة التي حققتها الولايات المتحدة كان وجود شبكة القطارات.

وتابع: "كانت مهمة هيئة تكساس مراقبة السكك الحديدية من جميع جوانبها، ولها صلاحيات تحديد أسعار الشحن وما يمكن تحميله وكل ما يتعلق بالأمور القانونية الأخرى المرتبطة بمنع الاحتكار وعدم التمييز بين العملاء".

ويوضح الإنفوغرافيك التالي أبرز المحطات التاريخية منذ تأسيس منظمة البلدان المصدّرة للنفط أوبك، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة:

أوبك

وقال، إن السياسيين في تكساس، المسيطرين على الهيئات التشريعية، شعروا أن هناك حاجة إلى تنظيم صناعة النفط والغاز -التي كانت مزدهرة بشكل كبير- بسبب العشوائية التي انتشرت وقتها، خاصة أنه كانت هناك اكتشافات نفطية أدت لوجود مدن كبيرة خلال عدّة أشهر.

وأشار إلى أنهم رأوا ضرورة توسيع سلطات هيئة تكساس للسكك الحديدية، بدلًا من إنشاء هيئة جديدة تختص بتنظيم صناعة النفط والغاز في الولاية، إذ حصلت الهيئة في عام 1917 على صلاحية تنظيم خطوط أنابيب النفط، ثم صلاحية الإشراف على إنتاج النفط والغاز في عام 1919، ثم صلاحية تنظيم أنابيب الغاز وتوصيل الغاز الطبيعي إلى البيوت في المدن عام 1920.

وأوضح الحجي أن هيئة تكساس للسكك الحديدية أصبحت بفضل هذه الصلاحيات الكبيرة، واحدة من أقوى الهيئات في العالم كله، خاصة أن ولايتي أوكلاهوما ولويزيانا -وهما ولايتان نفطيتان- أنشأتا هيئتان مماثلتان بمهام قريبة من مهام هيئة تكساس.

الأخوات الـ7 والاكتشافات العالمية

أمّا التعريف الثالث الذي يأتي ضمن الظروف المؤدية لإنشاء منظمة أوبك، بحسب مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، فهو "الأخوات الـ7"، إذ أدت الاكتشافات الكبرى حول العالم، وخاصة في شرق تكساس وبورما، إلى منافسة شديدة بين شركات النفط الكبرى، التي دمرت رأس المال بشكل أدى إلى خسارة الجميع.

وأضاف الحجي: "بدأت أكبر الشركات التواطؤ مع بعضها، ومع مرور الزمن توسّع هذا التواطؤ ليشمل عدّة شركات، مما حدا ببعض المشاهير إلى تسمية هذه الشركات باسم "الأخوات الـ7"، لأنها كانت 7 شركات متحالفة مع بعضها، قبل أن يطلَق عليها الأخوات الـ8، بعد إضافة شركة النفط الفرنسية، التي تحمل الآن اسم توتال".

الذكرى 62 لتأسيس منظمة أوبك
شركة توتال الفرنسية انضمت للأخوات الـ7 - الصورة من إنرجي فويس

وأوضح الحجي، أن هذه الشركات الـ7، 5 منها أميركية، وشركتان أوروبيتان، إلّا أن الشركات الأميركية الـ5، 3 منها الآن جزء من شركة "شيفرون"، وشركتان جزء من "إكسون موبيل"، وكلها أجزاء من شركة "ستاندرد أويل" التي حُلَّت في 1911، وكان يملكها روكفلر، الذي كان "قارون العصر"، وأحد أغنى الناس في تاريخ البشرية.

أمّا الشركتان الأوروبيتان، فهما شركة النفط البريطانية "بي بي"، التي يخبرنا التاريخ أنها في الأصل كانت شركة إيرانية قبل أن تتطور وتصبح شركة بريطانية، والشركة الأخرى هي "شل"، وفق تصريحات الدكتور أنس الحجي.

السيطرة على أسواق النفط العالمية

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هذه الشركات، أو الأخوات الـ7، سيطرت على معظم أسواق النفط حول العالم، إذ بلغ حجم هذه السيطرة نحو 90%، وهي سيطرة كانت عمودية وأفقية، أي تمّت السيطرة على كل شيء في أسواق النفط بالكامل، بداية من التنقيب عن النفط، وصولًا إلى بيع البنزين في المحطات.

لذلك، بحسب الحجي، نرى أن محطات البنزين في مختلف أنحاء العالم تحمل أسماء هذه الشركات، على الرغم من أن هذه الشركات لم تعد تملكها حاليًا، ولكنها في الأصل كانت تسيطر عليها.

وأضاف مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي أنه عند السيطرة على كل شيء، بداية من التنقيب، وصولًا لبيع البنزين، يسمى ذلك "تكاملًا عموديًا"، أمّا التكامل الأفقي فهو كل ما يرتبط بالصناعة من العوامل الأفقية.

ولفت الحجي إلى أن سيطرة الأخوات الـ7 بلغت حدّ أنه في حالة رغبة شركة في التنقيب والحفر، لا يمكنها تصنيع الحفارات قبل أن تسأل الشركات الأخرى إن كانت لديها حفارات زائدة.

لذلك، أصبح موضوع كفاءة الاستخدام مميزًا في تاريخ الاحتكار العالمي، فقد قسموا العالم بحيث يسيطرون على الأسواق، فإذا حدث فائض في سوق معينة، لا يؤثّر ذلك بالأسعار في الأسواق الأخرى.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق