التقاريرتقارير الغازتقارير الكهرباءتقارير النفطتقارير منوعةرئيسيةروسيا وأوكرانياغازكهرباءمنوعاتنفط

صادرات الطاقة الروسية إلى الصين تنقذ اقتصاد البلدين (تقرير)

خلال العام الجاري (2022) ومرحلة ما بعد حرب أوكرانيا

هبة مصطفى

أنعشت صادرات الطاقة الروسية إلى الصين خلال العام الجاري (2022) اقتصاد البلدين في وقت حرج تمر به الأسواق العالمية متخبطة ما بين الركود والتضخم وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.

وكانت إمدادات موسكو بالنسبة إلى الصين بمثابة "كنز"؛ إذ استفادت بكين من العقوبات الأميركية والأوروبية وخفض أسعار الشحنات الروسية، لشراء المزيد منها وتعزيز اقتصادها الذي يسعى للتعافي من تداعيات موجات جائحة كورونا، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى الجانب الآخر، وجدت إمدادات الطاقة الروسية في أكبر الاقتصادات الآسيوية ملاذًا يخرجها من دائرة خسارة المشترين الأوروبية وحالة العزوف عن الشراء خوفًا من العقوبات، وينعش خزائنها التي تأثرت بالحرب على أوكرانيا الدائرة منذ ما يقرب من الأشهر الـ7، بحسب ما أوردته رويترز في تقرير نشرته اليوم الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول.

إنعاش للاقتصاد والعملات

اقتنصت الصين فرصة تراجع عمليات الشراء الأوروبية من صادرات الطاقة الروسية خلال العام الجاري (2022)، وقررت زيادة إمداداتها من موسكو بمعدل أكبر من حيث الكميات وأقل من حيث الأسعار.

وفي ظل دفع تداعيات الحرب الأوكرانية لموسكو نحو فتح المجال أمام أسواق بديلة تنعش اقتصادها وتعوّض خسائرها كانت المكاسب لكل من روسيا والصين مزدوجة.

صادرات الطاقة الروسية إلى الصين
الرئيسان الروسي والصيني - الصورة من (CNBC)

ومن زاوية أخرى، تلقت عُملتا البلدين "الروبل الروسي" و"اليوان الصيني" دعمًا قويًا من تعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية بين البلدين؛ ما قد يلقي بظلاله على الدولار الأميركي.

ومن المقرر أن يتخذ حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين عمقًا أكبر غدًا الخميس لدى لقاء الرئيسين الصيني والروسي في أوزبكستان.

ورجح مدير تحليلات النفط الآسيوي في ستاندرد آند بورز غلوبال كومودتي إنسايتس، زوي وانغ، أن اللقاء المرتقب بين الرئيسين من شأنه تعزيز معدل صادرات الطاقة الروسية إلى الصين وتحقيق منافع مزدوجة للطرفين.

وأضاف أن تعميق التعاون التجاري في مجال الطاقة بينهما يتزامن مع مواجهة روسيا عقوبات أميركية وأوروبية تحد من عائداتها، بالإضافة إلى سعي بكين لتعزيز مخزوناتها بإمدادات طاقة منخفضة التكلفة لإنعاش الاقتصاد المتأثر بتداعيات الجائحة.

حجم الصادرات

بالنظر إلى حجم صادرات الطاقة الروسية إلى الصين خلال العام الجاري (2022) نجد أن بكين -التي تشتهر بوصفها أكبر مستهلكي الطاقة بالعالم وأكبر المشترين- زادت من حجم شحنات النفط من موسكو بمعدل 17% على أساس سنوي خلال الربع الثاني من العام (من أبريل/نيسان حتى يوليو/تموز).

ولم تكن الزيادة من نصيب النفط الروسي وحده، إذ زادت واردات الصين من الغاز المسال الروسي بنسبة تتجاوز 50%، كما زادت شحنات الفحم بنحو 6% خلال المدة ذاتها.

وأسهم خط عابر للحدود لنقل الكهرباء يربط شمال شرق الصين بشرق روسيا في زيادة صادرات الكهرباء الروسية إلى الصين بنسبة 39%.

وبصورة إجمالية بلغت المشتريات الصينية من إمدادات الطاقة الروسية (بما يتضمن النفط والغاز والفحم والكهرباء) منذ بداية العام الجاري (2022) حتى الآن ما يُقدّر بنحو 43.68 مليار دولار.

ويوضح التصميم أدناه حجم الصادرات الروسية من النفط والمشتقات، وفق بيانات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية العام الجاري (2022) رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

النفط الروسي

أرباح أكبر وتعزيز للمخزونات

قال المدير التنفيذي لشركة دوشي للحلول الاستشارية تيلاك دوشي إن روسيا أدركت جيدًا أن أسواق الطاقة الأوروبية لم تعد تتسع لشحناتها، ولا تؤمّن لها مستقبل صادرات جيدًا للاقتصاد، وأنها تتجه إلى التركيز على منافذ أخرى.

وتسببت صادرات الطاقة الروسية إلى الصين خلال المدة من شهر مايو/أيار حتى يوليو/تموز في تربع موسكو على عرش موردي النفط إلى بكين بحصة قدرها 19% من إجمالي صادرات الدولة الواقعة شرق آسيا، وفق بيانات جمركية.

وترتفع الشحنات الروسية خلال الأشهر الـ3 المذكورة عن المدة ذاتها من العام الماضي (2021)، إذ بلغت خلالها 15% من واردات الصين.

وتوقع بنك "آي إن جي" الهولندي تجاوز حصة إمدادات الطاقة من موسكو إلى الصين 20% العام الجاري (2022)، لا سيما أن ترجيحات المحللين ذهبت إلى استفادة روسيا من استمرار تدفقات تجارة الطاقة مع الصين يفوق تحقيق بكين مكاسب اقتصادية من وراء أسعار الشحنات المنخفضة.

المدفوعات وبيانات الشراء

بصورة عامة انخفضت أسعار الطاقة الروسية خلال مرحلة ما بعد الحرب الأوكرانية، وبلغت المدفوعات الصينية مقابل النفط الروسي وحده -خلال المدة بين شهري أبريل/نيسان ويوليو/تموز- ما يصل إلى 708 دولارات/طن، في حين كان سعر الطن من المنافذ الأخرى يصل إلى 816 دولارًا/طن.

وتسبّب فارق السعر وانخفاض سعر شحنات النفط الروسي في توفير بكين لما يقرب من 3 مليارات دولار خلال تلك المدة.

صادرات الطاقة الروسية إلى الصين
مرافق تابعة لشركة غازبروم الروسية - الصورة من (Radio Free Europe)

وحول الغاز المسال، صدّرت روسيا تدفقات إلى الصين بارتفاع 26% خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري (2022) مقارنة بالأشهر ذاتها العام الماضي (2021).

وفي شهر يوليو/تموز الماضي وحده سجّلت شحنات الغاز الروسي إلى الصين قفزة، إذ قُدرت بنحو 66 ألفًا و798 طنًا، وهي أعلى المستويات منذ عام 2019.

وخلال الشهر ذاته، انخفضت أسعار الفحم الروسي تزامنًا مع استعدادات دخول قرار الحظر الأوروبي له حيز التنفيذ، ودفع ذلك إلى تسجيل صادرات موسكو من الفحم إلى الصين أعلى مستوياتها خلال 5 سنوات؛ ما يشكل قفزة كبيرة عززت مخزونات الدولة الآسيوية وأنقذت اقتصاد الدب الروسي.

وسجّل الفحم الحراري الروسي (ذو القدرة على التدفئة بمعدل 5 آلاف و500 كيلوكالوري) بما يعادل 150 دولارًا/طن، مقارنة بأسعار الفحم الأسترالي البالغة 210 دولارات/طن.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق