تقارير النفطروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةنفط

الصين تواصل استيراد النفط الخام من روسيا رغم تراجع معالجة المصافي

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • أضافت الصين نحو مليوني برميل يوميًا إلى مخزونات النفط في أبريل/نيسان الماضي
  • الصين تتفاوض لشراء الخام الروسي لتعزيز احتياطياتها النفطية الإستراتيجية
  • يتجنب المشترون الغربيون شراء النفط الروسي في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا
  • كانت إنتاجية المصافي في أبريل/نيسان هي الأدنى منذ مارس/آذار 2020

في أبريل/نيسان الماضي، أضافت الصين -أكبر مستورد للخام في العالم- نحو مليوني برميل يوميًا إلى مخزونات النفط وفقًا لحسابات تستند إلى بيانات رسمية.

وتواصل الصين استيراد النفط الخام أكثر مما تحتاجه مع ضعف معدلات معالجة المصافي وانخفاض الطلب المحلي وتقييد الصادرات من الوقود المكرر لتعزيز بناء المخزونات.

وارتفعت واردات الصين من نحو 610 آلاف برميل يوميًا أُضيفت إلى المخزونات التجارية أو الإستراتيجية في مارس/آذار، ووصلت تدفقات التخزين إلى نحو 960 ألف برميل يوميًا للأشهر الـ4 الأولى من عام 2022، وفقًا لما أوردته وكالة رويترز في 20 مايو/أيار الجاري.

ويأتي تدفق البراميل إلى صهاريج التخزين وسط تقارير تفيد بأن الصين تتفاوض لشراء الخام الروسي، لتعزيز احتياطياتها النفطية الإستراتيجية، مستفيدة من التخفيضات الهائلة، إذ يتجنّب المشترون الغربيون الآخرون النفط الروسي في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا.

وعلاوة على ذلك، لا تكشف الصين عن أحجام النفط الخام المتدفقة إلى أو خارج المخزونات الإستراتيجية والتجارية، حسبما أشار الكاتب المتخصص في شؤون الطاقة، كلايد راسل، في مقال نشرته وكالة رويترز.

وأوضح كلايد راسل أنه يمكن إجراء تقدير عن طريق خصم إجمالي كمية الخام المتاحة من الواردات والإنتاج المحلي من كمية الخام المعالج.

الصين
مصفاة نفط في الصين (الصورة من رويترز)

مصافي التكرير في الصين

أشار الكاتب المتخصص في شؤون الطاقة، كلايد راسل، إلى أن واردات النفط الخام بلغت 10.47 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان، في حين بلغ الإنتاج المحلي 4.14 مليون برميل يوميًا، وحصلت المصافي على إجمالي 14.61 مليون برميل يوميًا.

وبلغت إنتاجية المصافي 12.61 مليون برميل يوميًا في أبريل/ نيسان، ما يعني أن المصافي عالجت نحو مليوني برميل يوميًا أقل من المعروض المتاح لها.

وكانت إنتاجية مصافي الصين في أبريل/نيسان هي الأدنى منذ مارس/آذار 2020، ما يعكس ضعف الطلب على الوقود في ظل عمليات الإغلاق المستمرة التي تهدف إلى القضاء على انتشار وباء كوفيد-19 في العديد من المدن، بما في ذلك المركز المالي وميناء شنغهاي.

ونظرًا إلى وجود العديد من العوامل التي تؤثر -حاليًا- في أسواق النفط، فإن السؤال المطروح هو ما إذا كان من المرجح أن يكون لتخزين الصين النفط الخام تأثير كبير في الأشهر المقبلة.

ويرى راسل أن شراء الصين مليوني برميل يوميًا أكثر مما احتاجته في أبريل/نيسان يمثل اتجاهًا صعوديًا لأسعار النفط الخام، لأن الصين إذا لم تستورد هذا الخام، فمن المحتمل أن يكون العرض الإضافي قد وضع حدًا للأسعار.

تُجدر الإشارة إلى أن ترتيبات شحنات النفط الخام تتم قبل أشهر؛ لذلك تم شراء واردات أبريل/نيسان إلى حد كبير قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط، وفي وقت لم تكن فيه مصافي النفط الصينية تتوقع مثل هذا الإغلاق الطويل في شنغهاي.

ويُتَوقَّع أن تزيد واردات الصين من النفط الخام بصفة طفيفة في مايو/أيار، مقارنة بمستوى أبريل/نيسان، إذ قدرت شركة البيانات المالية "ريفينيتيف أويل ريسرتش" الواردات بـ10.53 مليون برميل يوميًا، ارتفاعًا من 10.47 مليون برميل يوميًا في الشهر السابق.

ومن المحتمل أن يشهد شهر مايو/أيار انتعاش معدلات معالجة المصافي إلى حد ما، بالنظر إلى بعض الدلائل على إعادة افتتاح شنغهاي والمدن الأخرى تدريجيًا.

يأتي ذلك على الرغم من أن سياسة بكين الصارمة الخاصة بمكافحة انتشار فيروس كورونا الجديد تعني استمرار خطر عمليات الإغلاق الجديدة.

الشحنات الروسية

يتوقع المحلل المتخصص في شؤون الطاقة، كلايد راسل، أن تعزز الصين واردات النفط الخام في الأشهر المقبلة، خصوصًا من روسيا، من أجل الاستفادة من الخصومات الحادة في الأسعار، وفقًا لوكالة رويترز.

ومن المرجح أن يؤدي هذا بدوره إلى إجبار الموردين الآخرين للصين، خصوصًا إيران وفنزويلا، على إتاحة نفطهم الخام بأسعار أرخص، لأن الصين تُعدّ زبونهما الرئيس، لكونها مستعدة لتحدي العقوبات الأميركية المفروضة على الشراء من هذين البلديْن.

الصين
عامل يمر من أمام أنابيب نفط في مصفاة بمدينة ووهان الصينية (الصورة من رويترز)

ويتمثل الإشكال الآخر فيما إذا كانت المصافي الصينية ستعود بقوة إلى سوق تصدير الوقود المكرر.

فقد خفضت المصافي صادراتها بصورة كبيرة في الأشهر الأخيرة وسط نقص حصص التصدير المتاحة لديها.

وفي المقابل، تراجعت صادرات الديزل إلى 530 ألف طن في أبريل/نيسان، انخفاضًا من 2.72 مليون طن في الشهر نفسه من العام الماضي، في حين تراجعت الشحنات في الأشهر الـ4 الأولى من العام بنسبة 82% إلى 1.61 مليون طن.

وبلغت صادرات البنزين 980 ألف طن في أبريل/نيسان، انخفاضًا من 1.47 مليون طن في الشهر نفسه من عام 2021، في حين أن الشحنات في الأشهر الـ4 الأولى أقل بنسبة 38.7% عن مستوى المدة نفسها من العام الماضي.

ولا توجد حتى الآن إشارات رسمية على منح المزيد من حصص التصدير، وتقدر شركة البيانات المالية الأنجلو-أميركية "ريفينيتيف" أن المخصصات الحالية قد استنفدت تقريبًا.

ويشير ذلك إلى أن الصين ستبتعد إلى حد كبير عن أسواق المنتجات الآسيوية في الأشهر المقبلة، ما قد يثبط واردات النفط الخام من هؤلاء الموردين الذين لا يقدمون خصومات كبيرة على الأسعار.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق