كهرباءأخبار الكهرباءأخبار منوعةرئيسيةمنوعات

مجددًا.. الصين تتوسع في استخدام الفحم لتوليد الكهرباء

أمل نبيل

في خُطوة جديدة تناقض تعهداتها السابقة بتقليص الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء للحد من الانبعاثات الكربونية، أعلنت الصين، أمس الجمعة، اعتزامها الاستمرار في الاعتماد الكامل على الفحم باعتباره جزءًا حيويًا من إستراتيجيتها للطاقة.

وتعهّدت الصين -أكبر مصدر لانبعاثات غاز الاحتباس الحراري في العالم، وأكبر مستهلك للفحم- بالتحكم في استهلاك الوقود الجاف خلال المدة من عام 2021 إلى 2025، والخفض التدريجي لاستهلاك الفحم في عام 2026، ضمن مساهمتها في محاربة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتسعى الصين لتحقيق التوازن بين الاستقرار الاقتصادي للبلاد وأهدافها المناخية طويلة المدى، بحسب تصريحات مسؤولين خلال الاجتماع السنوي للبرلمان هذا الأسبوع.

ووفقًا لبيانات المكتب الوطني للإحصاء، استهلكت الصين 5.24 مليار طن من مكافئ الفحم، خلال العام الماضي، بزيادة قدرها 5.2% عن عام 2020.

مزيد من الاستثمارات في الفحم

في أعقاب كلمة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في الاجتماع السنوي للبرلمان الذي عُقد هذا الأسبوع، وأكد فيها أهمية الفحم للبلاد مرارًا وتكرارًا، دعت الوفود البرلمانية من جميع أنحاء البلاد إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في التقنيات والسياسات الجديدة للفحم لتعزيز ربحية شركات الوقود الجاف.

وقال الرئيس بينغ، أثناء كلمته لوفد من نواب أكبر إقليم مُنتج للفحم في منغوليا الداخلية: "إن الصين غنية بالفحم، وفقيرة في النفط وتفتقر إلى الغاز".

وأضاف: "لا يمكن أن ننفصل عن الواقع، التحول الأخضر مجرد عملية، ولا يمكن للصين ببساطة التوقف فجأة عن إنتاج الفحم"، وفقًا لرويترز.

الصين تتوسع في استخدام الفحم لتوليد الكهرباء
جانب من عمليات نقل الفحم داخل ميناء تشينغداو الصيني - الصورة من وكالة رويترز

وتخطط الصين لتحقيق الحياد الكربوني في البلاد بحلول عام 2060، من خلال إحلال مصادر الطاقة المتجددة محل الفحم في توليد الكهرباء، لكن المخاوف المتزايدة بشأن أمن الطاقة، دفعت إنتاج الفحم إلى مستويات قياسية، بالإضافة إلى إنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم.

وتتصاعد حدة المخاوف العالمية من ارتفاع أسعار الغاز والنفط، جراء الهجوم الروسي على أوكرانيا، ووصلت أسعار النفط إلى مستويات قياسية فوق 139 دولارًا للبرميل، يوم الإثنين الماضي 7 مارس/آذار، قبل أن تقلص مكاسبها.

وفي محاولة لسد الفجوة بين تطوير الفحم والحد من الانبعاثات، دعت الوفود البرلمانية إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في التكنولوجيا النظيفة والذكية للفحم، بما في ذلك احتجاز الكربون وتخزينه.

وخلال عام 2021، ارتفع استهلاك الصين من الفحم بنسبة 4.6% وهو أعلى مستوى خلال 10 سنوات.

تحويل الفحم لمصدر منخفض الكربون

دعت الوفود البرلمانية الصينية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق المزيد من الإمدادات في السوق ومواصلة تطوير صناعة الفحم الكيماوية.

وقال مندوب الهيئة الاستشارية المعروفة باسم المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، شو يينبياو: "إن الدعم مطلوب -أيضًا- لتشجيع الابتكارات التكنولوجية التي يمكن أن تحول طاقة الفحم إلى مصدر طاقة منخفض الكربون".

ونقلت صحيفة الشعب اليومية الرسمية عن شو قوله، إن الصين بحاجة -أيضًا- إلى إنشاء آلية طويلة الأجل لضمان استمرار أرباح شركات الفحم والطاقة وضمان الإمدادات.

وتؤرق المخاوف من نقص الطاقة صانعي السياسات في البلاد، بعد موجة من انقطاعات التيار الكهربائي اجتاحت بعض المناطق الصناعية في الصين العام الماضي.

ووافقت الحكومة الصينية، العام الماضي، على التوسع في مئات من مناجم الفحم؛ لزيادة الطاقة الإنتاجية في البلاد إلى 420 مليون طن.

أهمية الفحم لتوليد الكهرباء في الصين

دعا ممثل آخر للوفد البرلماني ورئيس مصرف البنك المركزي في شنغهاي، جين بينغهوي، إلى توفير الأموال العامة لتعزيز كفاءة محطات الفحم وتقليل الانبعاثات الصادرة عنها.

وقال رئيس وكالة التخطيط الصينية، هوا ليفنغ: "على الرغم من اعتزام الحكومة بناء محطات للطاقة المتجددة في المناطق الصحراوية بقدرة إنتاجية 450 غيغاواط؛ فإن الصين ستظل في احتياج إلى توليد الكهرباء من الفحم للحفاظ على استقرار الشبكة".

وتستهدف الصين إنتاج 1200 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وخلال العام الماضي أضافت الصين لشبكة الكهرباء في البلاد، 306 غيغاواط من الطاقة الشمسية و328 غيغاواط من طاقة الرياح.

وقال محلل بمركز إمبر البريطاني المتخصص في أبحاث البيئة، موي يانغ: "إن النظام الكهربائي في الصين ما زال عاجزًا عن التعامل مع حالات الطوارئ؛ بما في ذلك الطقس العاصف".

وأضاف: "ما زالت أهداف الصين المناخية طويلة الأجل كما هي دون تغيير، بينما تشير التصريحات الأخيرة إلى أن الفحم سيصبح عنصرًا داعمًا للحفاظ على أمن الطاقة في البلاد خلال المدة المقبلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق