أنسيات الطاقةتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

هكذا تقود عمليات غسل النفط شحنات الخام الإيراني والروسي للصين (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصاديات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن عمليات غسل النفط، التي سبق تشبيهها بعمليات غسل الأموال ولكن في مجال النفط، تحدث في أماكن كثيرة على مستوى العالم.

وأوضح الحجي، في حلقة من برنامجه "أنسيات الطاقة"، قدّمها بموقع تويتر تحت عنوان "النفط والصين بين دول الخليج العربي وإيران"، أن هذه العمليات أصبحت تجري بقوة في ظل العقوبات الموجودة على إيران وفنزويلا قديمًا، وعلى روسيا الآن.

وأضاف: "تجري الآن حول العالم كثير من عمليات غسل النفط، لا سيما أن الإنتاج الروسي لم ينخفض بشكل كبير كما كان متوقعًا، وأيضًا لم تنخفض الصادرات الروسية رغم كل العقوبات ورغم السقف السعري".

الصين والنفط الروسي

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الصين لديها نوعان من الشركات، النوع الأول هو شركات ضخمة عملاقة تعدّ الأكبر عالميًا، وتملك الحكومة أغلبها، وتُتداوَل أسهمها في البورصات العالمية.

غسل النفط
مصافي النفط في الصين - الصورة من بلومبرغ

والنوع الثاني، وفق الحجي، هو شركات المصافي المحلية، وهذه لا علاقة لها بالأسواق الخارجية، ولا تُتداول أسهمها في البورصات العالمية.

وقررت الحكومة الصينية أن تنأى بالشركات الحكومية الكبرى عن موضوع استيراد النفط الروسي بشكل مباشر، بعبارة أخرى هذه الشركات تتعامل مع البورصات الأجنبية، وتستدين من البنوك الغربية، لذلك هناك تخوف من جانب الحكومة أن تُعاقب هذه الشركات، بحسب الحجي.

وأضاف: "لهذه الأسباب، أعطت الحكومة شركاتها تعليمات بعدم التعامل مع النفط الروسي بأيّ شكل يدينها في الدول الغربية، ولكنها في الوقت نفسه سمحت للشركات الداخلية التي لا تتعامل مع الأسواق الأجنبية باستيراد النفط الروسي على كل الحالات".

وتابع: "طبعًا هناك تلاعب كبير في هذه الموضوعات، منه، مثلًا، إن هذه الشركات الخاصة الصغيرة، وهي شركات المصافي، كانت تملك مخزونًا كبيرًا من النفط الخام، وأجبرتها الحكومة الصينية على بيعه للشركات الكبيرة التي تملكها، ثم قالت لها، اشتري النفط الروسي واملئي المخزون".

ومن ثم، بحسب الحجي، فإن هناك تلاعبًا، لأنه كلما ملأت شركات المصافي مخزونها، تبيعه إلى الشركات الكبرى داخل الصين، ومن ثم فإن هذه الشركات الكبرى تشتري النفط الروسي عن طريق الشركات الصغيرة، وهو ما يمكن وصفه بـ"غسل النفط".

طرق شراء النفط

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن النفط الروسي يُتَداول الآن داخل الصين، ولكن هناك طرقًا مختلفة لشرائه، لأن الصين بعد إنهاء الحظر المفروض بسبب جائحة كورنا بحاجة إلى كميات ضخمة من النفط.

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن ما يحدث الآن بالنسبة لإيران وروسيا، أن شركات النفط الكبرى المملوكة للحكومة الصينية تشتري النفط الروسي والإيراني، ولكن من خلال عمليات غسل النفط، إذ يأتي بشهادة منشأ من دولة أخرى.

وأضاف: "الشركات الكبرى ممنوعة من شراء النفط الإيراني بشكل مباشر -أيضًا-، ولكن الشركات الصغيرة يُسمح لها بشراء أيّ كميات تريدها منه وقتما تشاء، وما يحدث الآن أن إيران تصدّر النفط إلى ماليزيا، التي تمنحه شهادة منشأ جديدة، قبل تصديره إلى الصين في شكل شهير لأعمال غسل النفط".

غسل النفط
ناقلات نفط - الصورة من "بيب لاين أويل آند غاز جورنال"

وأشار الحجي إلى أن هذه الطريقة من أسهل طرق غسل النفط، إذ تشتري الشركات النفطية الصينية الكبيرة النفط الخام من إيران على أنه ماليزي، ورغم ذلك فهي عمليات مفضوحة لدرجة كبيرة، حتى أن الجميع يعرفون بذلك، بما فيهم الأميركيون.

وتابع مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة: "المخابرات الأميركية تعرف بشأن عمليات غسل النفط الإيراني، ولكن الجميع يغضون الطرف في محاولة للحفاظ على أسعار النفط منخفضة نسبيًا، بدلًا من ارتفاعها بشكل كبير".

صادرات ماليزيا من النفط

لفت مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي إلى أن صادرات ماليزيا من النفط الخام تبلغ نحو 680 ألف برميل يوميًا، بينما إنتاجها أقلّ من 500 ألف برميل يوميًا، مضيفًا: "بهذا الشكل صادرات ماليزيا أكبر من إنتاجها، وذلك في حالة عدم الأخذ في الحسبان الاستهلاك الداخلي".

ونبّه إلى أن اللعبة واضحة تمامًا، لا سيما أنه مع النظر إلى الأخبار، يتضح أن ماليزيا تصدّر بشكل عام نحو 1.1 مليون برميل يوميًا، ولكن إنتاجها أقلّ من نصف هذه الكمية، فمن أين تأتي هذه الكميات؟ موضحًا أن 950 ألف برميل يوميًا ذهبت إلى الصين.

وأوضح الحجي أن أغلب هذا النفط جاء من إيران، إذ إن ماليزيا استوردت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 2022 نحو 1.3 مليون برميل يوميًا، منها نحو 800 ألف برميل يوميًا من إيران، لذلك فإن عملية غسل النفط واضحة تمامًا.

وأضاف: "بالنسبة لإيران، فقد زادت صادراتها مؤخرًا بشكل كبير تحت مرأى الأميركيين وبضوء أخضر منهم، والمتوقع الآن -حسب تصريح لوزير النفط الإيراني- أن تبلغ الصادرات نحو مليون و400 ألف برميل يوميًا، وهي أكبر كمية منذ عام 2018".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق