رئيسيةتقارير الغازتقارير الكهرباءغازكهرباء

استهلاك الكهرباء في إسبانيا ينخفض 3.7% رغم زيادة حرق الغاز

وتراجع إسهام الطاقة النظيفة

أمل نبيل

نجحت إسبانيا في خفض استهلاك الكهرباء بنسبة 3.7%، خلال الأسبوع الذي تلا إصدار البلاد حزمة من الإجراءات لتوفير استهلاك الغاز الذي شهد ذروة الطلب خلال شهر يوليو/تموز من العام الجاري (2022)، مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة استخدام مكيفات الهواء، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

وقالت وزيرة الطاقة والبيئة في إسبانيا، تيريزا ريبيرا، إن الضوابط الصارمة التي فرضتها البلاد على درجة الحرارة وإطفاء الأنوار في المباني العامة ونوافذ المتاجر، ستُسهم على ما يبدو في خفض استهلاك الكهرباء وتوفير أكثر من نصف الإمدادات التي وعدت بها مدريد في إطار حملة على مستوى الاتحاد الأوروبي لخفض استخدام الغاز قبل موسم الشتاء المقبل في ظل مخاوف من تراجع الإمدادات الروسية للقارة العجوز.

وأضافت الوزيرة، في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء 17 أغسطس/آب (2022): "سنكون في وضع يمكننا من الرد معًا على تهديدات بوتين"، بحسب رويترز.

محطات الكهرباء في إسبانيا

اتهم مسؤولو الاتحاد الأوروبي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باستخدام تدفقات الغاز أداة سياسية ردًا على العقوبات الغربية التي تلت هجومه على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022).

ووافقت دول الاتحاد الأوروبي على خفض استهلاك الغاز بنسبة 15% بداية من أغسطس/آب 2022 وحتى مارس/آذار 2023 وملء المخزونات استعدادًا لإيقاف محتمل للإمدادات من روسيا، التي مثّلت 40% من استهلاك الاتحاد الأوروبي، قبل أن تغزو أوكرانيا في فبراير/شباط (2022).

استهلاك الكهرباء
وزيرة الطاقة والبيئة الإسبانية، تيريزا ريبيرا

ومع قدرة محدودة على تصدير أي فائض من الغاز إلى جيرانها، وافقت إسبانيا على خفض الاستهلاك بنسبة 7%، الذي يؤدي دورًا رئيسًا في توليد الكهرباء في الدولة الواقعة جنوب غرب أوروبا.

وقالت وزيرة الطاقة والبيئة، تيريزا ريبيرا، إن إسبانيا والبرتغال طبقتا آلية في يونيو/حزيران الماضي، لدعم محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري مؤقتًا، مما أسهم في خفض الأسعار.

وأكدت الوزيرة أن المستهلكين الذين ترتبط فواتيرهم بسعر الجملة، أو الذين جدّدوا عقودهم في السوق الحرة مؤخرًا، وفّروا 1.38 مليار يورو (1.4 مليار دولار) خلال الشهرين الماضيين بفضل هذه الآلية.

الطلب على الغاز في إسبانيا

كان الطلب على الغاز المستخدم في توليد الكهرباء في إسبانيا قد ارتفع بنسبة 126% خلال يوليو/تموز (2022)، مقارنًة بالشهر ذاته من العام الماضي، بحسب بيانات مُشغل الشبكة (إيناغاز إس إيه)، في حين تراجع استخدام البلاد تقنية طاقة أقل تلويثًا للبيئة تسمى "سي إتش بي".

ومثلّت تقنية التوليد المزدوج للكهرباء والطاقة الحرارية "سي إتش بي" 4% فقط من مزيج الكهرباء في البلاد خلال شهر يوليو/تموز الماضي، مقارنة بـ10% خلال العام السابق (2021)، بحسب بلومبرغ.

ويرجع هذا الانخفاض إلى أن إسبانيا لم تُدرج تقنية سي إتش بي ضمن أولئك المستفيدين من الحد الأقصى على أسعار الغاز الذي دخل حيز التنفيذ في 15 يونيو/حزيران الماضي، ما أجبر مصانع التوليد المشترك للطاقة الكهربائية والحرارية على شراء الغاز بأسعار قياسية، بعد أن أدت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى تقليص إمدادات الوقود، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

وبينما توقفت بعض المنشآت عن الإنتاج، تمكنت محطات الدورة المركبة الأكثر تلويثًا من الاستفادة من انخفاض تكاليف الغاز في إطار برنامج الحد الأقصى للسعر.

وقال المدير العام لجمعية سي إتش بي الإسبانية، خافيير رودريغيز: "هذا هو السبب في إجبار أكثر من نصف محطات التوليد المشترك على التوقف، في حين يُنتج الباقي الكهرباء بخسارة".

ويؤدي الانخفاض في التوليد المشترك للكهرباء والطاقة الحرارية إلى الضغط على الصناعات بدءًا من المواد الغذائية والورق إلى صناعات التكرير والمواد الكيميائية.

إنتاج الكهرباء من الغاز والفحم

في الوقت نفسه، يُعوّض الإنتاج المنخفض من تقنية "سي إتش بي" من خلال زيادة توليد الكهرباء من تقنيات أقل كفاءة وأكثر تلويثًا، مثل محطات الدورة المركبة التي تعمل بالغاز، وبدرجة أقل، الفحم.

استهلاك الكهرباء
حرق الغاز لتوليد الكهرباء - الصورة من jadaliyya

وزادت نسبة إسهام الغاز والفحم في إجمالي توليد الكهرباء في إسبانيا، بأكثر من الضعف خلال يوليو/تموز (2022)، لتصل إلى 32% و3.3% على التوالي.

وارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة من توليد الكهرباء في إسبانيا إلى 42% خلال شهر يوليو/تموز الماضي بزيادة 11% عن معدلات الشهر ذاته من العام السابق.

وتتناقض هذه النسب مع الهدف المعلن للحكومة في جعل توليد الكهرباء في إسبانيا أكثر نظافة وكفاءة، وتستهدف الدولة الأوروبية توفير 60 ألف ميغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030

ففي خطتها للطاقة والمناح خلال المدة من 2021 -2030، تستهدف إسبانيا خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 23% مقارنة بمستويات عام 1990.

وقال الخبير الاقتصادي في كلية برشلونة للاقتصاد، روغر مدينا: "الموقف خطير، انخفاض التوليد المشترك يقلل من الكفاءة ويزيد من التلوث، وله تأثير مباشر في الإنتاج الصناعي".

وأدى الجفاف الشديد طويل الأمد في إسبانيا والبرتغال إلى تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية إلى أدنى مستوياته، ما أدّى إلى زيادة الدعوات التي تطالب بتوليد الكهرباء من حرق الغاز.

أسباب تراجع الإنتاج

وفقًا للمدير العام لجمعية سي إتش بي الإسبانية، خافيير رودريغيز، يعود السبب الذي قدمته إسبانيا لاستبعاد محطات التوليد المشترك للكهرباء والطاقة الحرارية من الحد الأقصى لسعر الغاز، إلى أنها تعمل بموجب نظام تعويض منفصل.

وأكد رودريغيز، أن هناك مشكلة أخرى تواجه محطات توليد الكهرباء والطاقة الحرارية تتمثّل في أن الحكومة الإسبانية لم تحدث صيغة التعويض الخاصة بها منذ النصف الأول من عام 2020، على الرغم من أنها يجب أن تفعل ذلك كل 6 أشهر.

وقال إنه ينبغي على الحكومة، إما السماح لمحطات التوليد المشترك بالاستفادة من سقف أسعار الغاز وإما تعديل نظام الحوافز لمراعاة الوضع الجيوسياسي الحالي؛ "وإلا فلن تكون هناك طريقة لنكون قادرين على المنافسة"، بحسب خافيير رودريغيز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق