التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

صناعة طاقة الرياح في أوروبا تتعثر بسبب المنافسة الصينية وارتفاع التكاليف (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • إسبانيا تتمتع بالصناعات القوية لطاقة الرياح، وتستفيد من تسريع الفرص الاقتصادية للطاقات المتجددة
  • فائض مصادر الطاقة المتجددة لن يكون مفيدًا دون ارتفاع الطلب على الكهرباء
  • رغبة أوروبا في المنافسة في مجال طاقة الرياح تتطلب التركيز على سلسلة القيمة
  • التركيز على الأسعار أحد الأسباب وراء حدوث الكثير من عمليات تسريح العمال والخسائر

تواجه صناعة طاقة الرياح في أوروبا عدّة عقبات، أبرزها منافسة الأسعار لدى الشركات الصينية، التي تحظى بدعم من حكومة بلادها، وارتفاع التكاليف، إلى جانب تعقيدات إجراءات الترخيص المتّبعة في دول القارة العجوز.

وتُعدّ أسعار توربينات الرياح الصينية أقل بنحو 20% من المنتجات الأميركية والأوروبية المنافسة، وفق ما أفادت به خدمة الأبحاث "بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس” (BloombergNEF).

بدورها، أدّت تداعيات أزمة تغير المناخ والحرب في أوكرانيا، والرغبة في عدم الاعتماد على إمدادات الوقود الروسية، إلى تسريع الفرص الاقتصادية للطاقات المتجددة، حسب تقرير نقلته منصة الطاقة المتخصصة.

ويرى محللون أن صور الزعماء السياسيين، الذين يرتدون الخوذات بجانب توربينات الرياح، لا تعني أن الأمور تسير كما ينبغي.

واقع قطاع طاقة الرياح في أوروبا

أشار الرئيس التنفيذي للجمعية الإسبانية لطاقة الرياح، خوان فيرجيليو ماركيز، في مقابلة مع موقع "إي في ويند" EV Wind، المعني بأخبار السيارات الكهربائية وطاقة الرياح، إلى نقاط القوة والصعوبات التي يواجهها قطاع طاقة الرياح في أوروبا، وتحديدًا في إسبانيا،

وقال، إن إسبانيا، التي تتمتع بالشمس والرياح والصناعات القوية، وخصوصًا طاقة الرياح، تستفيد من تسريع الفرص الاقتصادية لمصادر الطاقة المتجددة.

وأشار إلى صعوبة تحقيق ربحية شركات بناء مجمعات طاقة الرياح، بسبب التكاليف المرتفعة (التي ألغت مئات الوظائف في إسبانيا خلال السنوات الأخيرة)، والمنافسة الصينية المدعومة بشكل كبير، واختلال التوازن الإقليمي، وأداء كاتالونيا الهزيل.

وأوضح خوان فيرجيليو ماركيز أن "فائض مصادر الطاقة المتجددة لن يكون مفيدًا إذا لم يرتفع الطلب على الكهرباء، ولا يمكن أن يحدث هذا إلّا من خلال إزالة الكربون من القطاعات التي تستعمل الغاز والوقود الأحفوري، مثل التنقل أو تكييف الهواء المنزلي".

وألمح إلى أن التعافي من فيروس كورونا لدى جميع البلدان أدى إلى زيادة في الأسعار وتأخير في مواعيد التسليم، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ونتيجة لذلك، أصبح الامتثال للعقود معقّدًا، وكان على الشركة المصنّعة تحمُّل الخسائر بسبب التكاليف الإضافية المرتبطة بالمواد الخام.

في ذلك الوقت، أرادت الصناعة الصينية فتح الأسواق، وعرضت أوروبا حواجز أقل من البرازيل أو الولايات المتحدة، اللتين تتمتعان بمحتوى صناعي محلي أكثر حماية.

وكانت السوق الأوروبية الأكثر استعجالًا لدمج طاقة الرياح لديها، في وقت عانت الشركات الصناعية فيه من الضعف المالي.

طاقة الرياح في أوروبا

القدرة على المنافسة

قال الرئيس التنفيذي للجمعية الإسبانية لطاقة الرياح، خوان فيرجيليو ماركيز، في مقابلة مع موقع "إي في ويند" EV Wind، إن هناك عروضًا وخصومات تصل إلى 40% مع أوقات سماح للسداد تصل إلى عامين.

وأضاف أنه، في مقابل ذلك، لا تستطيع الصناعة الأوروبية منافسة نظيرتها الصينية، التي تحظى بدعم مالي من الدولة لا يوجد في أيّ بلد آخر، وقال: إنهم "يصنعون هناك ويتوسعون هنا".

وأشار إلى إستراتيجيتين: الأولى هي الحافز الضريبي لجلب المصانع إلى البلاد، ما يجعلها أكثر تنافسية وربحية، موضحًا أن أوروبا غير منافسة في هذا المجال.

والثانية هي التماسك الصناعي لسلسلة القيمة، الذي تشجعه بعض الدول دون غيرها.

وأوضح أن رغبة أوروبا بالمنافسة في مجال طاقة الرياح بصفتها سلعة، تتطلب التركيز على سلسلة القيمة.

من ناحية ثانية، يُعدّ هذا التركيز على الأسعار أحد الأسباب وراء حدوث الكثير من عمليات تسريح العمال والخسائر في هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة.

وألمح إلى أن الصناعة الصينية لديها إستراتيجية تتمثل بالافتتاح في بلد ما، والانتشار هناك بمساعدة مؤسسية، وبعد الفوز بالسوق، تُنقَل المصانع إلى بلد ثالث، وهو ما حدث مع الخلايا الكهروضوئية.

وقال خوان فيرجيليو ماركيز: "من يتصور أن افتتاح مصنع صيني في أوروبا يعني تنمية العمالة المحلية فهو مخطئ".

تشجيع التصنيع الأخضر في أوروبا

أوضح الرئيس التنفيذي للجمعية الإسبانية لطاقة الرياح، خوان فيرجيليو ماركيز، في مقابلة مع موقع "إي في ويند" EV Wind، أن "أوروبا تواجه قلة التماسك، وكل شيء أكثر تعقيدًا لأن هناك دولًا منفصلة".

وأضاف أنه في يونيو/حزيران من هذا العام، سيُوافَق على قانون الحياد الكربوني الصناعي الأوروبي، وأشار إلى أنه لدى قانون خفض التضخم الأميركي 50 ألف صفحة عندما تمّت الموافقة عليه، في حين إن القانون الصناعي الأوروبي يتألف من 36 صفحة، وأكد أن ما تحتاج إليه الصناعة هو مستوى التفاصيل.

وعلى الرغم من صدور خطاب أوروبي بشأن طاقة الرياح، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأول دولة وقّعته إسبانيا، مع التزام 36 دولة و300 شركة بتعزيز هذه الصناعة، فإنه ليس ملزمًا.

وأضاف أنه يجب ضمان أن السعر ليس هو الشيء الوحيد المهم عند إنتاج طاقة الرياح، وأن هناك آليات للتأهيل المسبق، ومن المهم إتاحة الفرصة للجميع للاستفادة من طاقة الرياح.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق