أخبار النفطالنشرة الاسبوعيةرئيسيةعاجلنفط

أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تهدد أوروبا بخسارة 17 مليار دولار سنويًا

أسماء السعداوي

تحمل أكبر مصفاة نفط في أفريقيا إمكانات واعدة لتقليل واردات الوقود الباهظة، وتحقيق استقلال الطاقة وجذب النقد الأجنبي الذي تشتد الحاجة إليه.

هذه المصفاة الضخمة هي مصفاة دانغوتي في نيجيريا، بقدرة تكرير 650 ألف برميل يوميًا، لكنها تحمل مفاجأة غير سارة لأوروبا؛ إذ من المحتمل أن تضع نقطة النهاية لتجارة البنزين في أفريقيا، الممتدة منذ عقود، والتي تصل قيمتها إلى 17 مليار دولار سنويًا.

يزيد ذلك من الضغوط على مصافي التكرير الأوروبية التي تواجه بالفعل خطر إغلاق أبوابها بسبب احتدام المنافسة، وانخفاض الطلب على الوقود الأحفوري، والقوانين البيئية الصارمة.

وبدأت مصفاة دانغوتي بتكلفة إنشاء 20 مليار دولار، إنتاج المشتقات النفطية خلال شهر يناير/كانون الثاني (2024).

وعند دخولها حيز التشغيل الكامل خلال هذا العام أو العام المقبل (2025)، ستكون أكبر مصفاة نفط في أفريقيا وأوروبا.

مصافي التكرير الأوروبية

يقول المحلل في شركة كبلر لتحليل البيانات (Kpler)، أندون بافلوف، إن ما يتراوح بين 300 ألف و400 ألف برميل يوميًا من قدرات التكرير في أوروبا معرّض لخطر الإغلاق، بسبب زيادة إنتاج البنزين عالميًا.

وأضاف أن مصفاة غرانغماوث في المملكة المتحدة (مصفاة النفط الوحيدة في إسكتلندا) ومصفاة فيزيلينغ في ألمانيا، قد تغلقان أبوابهما قبل الموعد المقرر، نتيجة الزيادة في المعروض من البنزين المتوقعة في وقت لاحق من العام الجاري، مشيرًا إلى الضغوط الأخرى الناتجة عن انخفاض هوامش أرباح عمليات التكرير.

مصفاة غرانغماوث
مصفاة غرانغماوث- الصورة من صحيفة إندبندنت البريطانية

ولفت مسؤول تنفيذي في أحد مصافي أوروبا إلى أن المصافي على الساحل المخصصة للتصدير ستكون الأكثر تضررًا، لكن المصافي الداخلية ستواجه خطرًا أقل بسبب اعتمادها على الطلب المحلي، وفق ما جاء في تقرير نشرته وكالة رويترز.

وأضاف أن "التغييرات لن تحدث بين ليلة وضحاها، لكنها قد تؤدي بالنهاية إلى إغلاق المصافي وتحولها إلى محطات تخزين".

بدروه، عزا الرئيس التنفيذي لشركة بترونيوس (Petroineos)، فرانك ديما، سبب تراجع الطلب على الوقود الأحفوري إلى تحول الطاقة، مشيرًا إلى أنه كان أحد أسباب قرار شركته بإغلاق مصفاة غرانغماوث في العام المقبل.

يؤكد ذلك الرأي قرار شركة النفط متعددة الجنسيات شل (Shell) بإغلاق مصفاة فيزيلينغ في العام المقبل أيضًا، ضمن إطار جهود شركة الطاقة العالمية لخفض انبعاثات الكربون.

إغلاق المصافي

أغلقت 30 مصفاة أوروبية تقريبًا أبوابها منذ عام 2009، وما زال هناك قرابة 90 مصفاة ذات أحجام وقدرات مختلفة قيد التشغيل.

وجاء الإغلاق بسبب المنافسة مع المصافي الأحدث والأكثر تطورًا في الشرق الأوسط وآسيا، وبسبب جائحة كوفيد-19.

ومنذ عام 2016، خسرت أوروبا 1.52 مليون برميل يوميًا من قدرات تكرير النفط الخام قيد التشغيل، لتصل حاليًا إلى 13.93 مليون برميل يوميًا.

وكان معظم عمليات الإغلاق بين عامي 2021 و2022، إثر انهيار الطلب بسبب الجائحة.

رغم أن نيجيريا هي صاحبة أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا، والأكبر من حيث تعداد السكان والاقتصاد، فإنها ما زالت تعتمد على الواردات من الخارج بسبب تقادم المصافي.

وتشير بيانات شركة كبلر لتحليل البيانات إلى أن نحو ثلث صادرات أوروبا من البنزين البالغة 1.33 مليون برميل يوميًا في المتوسط خلال عام 2023، توجه إلى غرب أفريقيا والغالبية العظمى منها إلى نيجيريا.

أكبر مصفاة في أفريقيا
مصفاة دانغوتي - الصورة من الموقع الرسمي للشركة

ولا تنتج المصافي الأوروبية ما يكفي من الديزل لتلبية الاحتياجات المحلية، لكنها تنتج الكثير من البنزين، وتعتمد على الصادرات لتصريف فائض الإنتاج.

مصفاة دانغوتي

يمكن لمصفاة دانغوتي التي يموّلها أغنى رجل بالقارة السمراء، أليكو دانغوتي، إنتاج 53 مليون لتر من البنزين يوميًا، أو نحو 300 ألف برميل يوميًا.

وكانت منطقة غرب أفريقيا وجهة رئيسة للبنزين غير الخاضع للمعايير البيئية الصارمة في أوروبا، من حيث نسب الكبريت والمعادن.

وفي هذا الصدد، حذّر مدير شؤون المشتقات النفطية في شركة الاستشارات "إف جي إي" (FGE)، يوجين ليندل، من خسارة سوق غرب أفريقيا، بوصفها مشكلة لعدد صغير من المصافي التي تمتلك أدوات للارتقاء بالبنزين المنتج إلى المواصفات الأوروبية والأميركية.

وسيتزامن الانخفاض في صادرات البنزين الأوروبية إلى غرب أفريقيا مع تطبيق قوانين بيئية جديدة في شمال غرب أوروبا، لتضع المصافي بين خيارين، إمّا إيجاد أسواق جديدة تستقبل البنزين منخفض الجودة، أو الإغلاق.

ويمكن لأصحاب المصافي إعادة توجيه دفة صادرات البنزين إلى الولايات المتحدة أو أميركا الجنوبية، كما أن تطوير المصافي صعب، بسبب مخاوف المصارف من إقراض الأموال لمشروعات الوقود الأحفوري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق