رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

إلغاء أول مشروع لإنتاج الهيدروجين من توربينات الرياح البحرية في العالم

هبة مصطفى

كان أول مشروع لإنتاج الهيدروجين من توربينات الرياح البحرية في العالم يستعد للتشغيل، بحلول العام المقبل (2025)، وفق الخطط المعدة سلفًا قبل أن تُفجِّر شركة فاتنفول (Vattenfall) السويدية مفاجأة بشأنه.

وبحسب بيان للشركة، اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، قررت فاتنفول إلغاء مشروعها قبالة ساحل أبردين في المملكة المتحدة، بعد عامين من انطلاق أعماله، دون الإفصاح عن أسباب قرارها.

ويبدو أن هناك دوافع أخرى أرجأت المشروع بعيدة عن التمويل؛ إذ حصل بالفعل على تمويل من صندوق الابتكار التابع لحكومة المملكة المتحدة، بقيمة 9.3 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 11.85 مليون دولار أميركي).

تفاصيل المشروع

اختبرت شركة فاتنفول السويدية أول مشروع لإنتاج الهيدروجين من توربينات الرياح البحرية في العالم، وعقب إتمام هذه الخطوة أعلنت الشركة إلغاء المشروع.

ولم توضح الشركات مبررات قرارها، غير أنها أشارت إلى "تطورات صناعية بعد اختبار مرحلة تطوير المشروع"، وفق البيان المنشور على موقعها الإلكتروني.

وقبيل الإلغاء، اختارت الشركة السويدية محيط مزرعة الرياح البحرية في أبردين بقدرة 97 ميغاواط، لتطوير مشروع الهيدروجين البحري عبر تثبيت محلل كهربائي بصورة مباشرة على توربينات المزرعة.

مزرعة رياح أبردين في المملكة المتحدة
مزرعة رياح أبردين في المملكة المتحدة - الصورة من موقع شركة فاتنفول

وعقب إنتاج المحلل الكهربائي بقدرة 8.8 ميغاواط للهيدروجين، تُنقَل إمدادات الوقود إلى ساحل ميناء أبردين عبر خطوط أنابيب.

وكان يُنظر إلى المشروع -الذي أُطلق عليه هيدروجين توربين 1 (HT1) لدى إطلاقه قبل عامين- بقدرة إنتاجه على تزويد السيارات والحافلات بوقود الهيدروجين النظيف لمدة لا تقل عن 10 سنوات، طبقًا لإنرجي فويس (Energy Voice).

ويمكن أن تسير إمدادات أول مشروع لإنتاج الهيدروجين من توربينات الرياح البحرية حافلة لمسافة تصل إلى 24 ألف كيلومتر، خاصة أن خطط التطوير كانت تتضمّن بناء مرافق وخطوط أنابيب وبنية تحتية قبل بدء التشغيل الذي كان مخططًا له في 2025.

خبرات التطوير

تعتزم شركة فاتنفول السويدية الاستفادة من خبرة تطوير أول مشروع لإنتاج الهيدروجين من توربينات الرياح البحرية في العالم؛ إذ قررت الإعلان عن نتائج اختبار المشروع ومراحل تطويره خلال العام الجاري (2024).

ودعم مشروع "إتش تي 1" التأسيس لنقل الهيدروجين وتخزينه بحريًا في المملكة المتحدة، ورغم إيقافه فإنه حقّق أحد مستهدفاته السابقة في هذا الشأن.

وتعد هذه الخطوات التأسيسية علامة فارقة لتطوير سوق الهيدروجين الأخضر مستقبلًا في البلاد؛ إذ أشارت مديرة الشركة السويدية في المملكة المتحدة "ليزا كريستي" إلى أن التقدم التقني الذي حقّقه أول مشروع لإنتاج الهيدروجين من توربينات الرياح البحرية في العالم سيعزز الصناعة ويدعم إنشاء سوق هيدروجين بحري قوية، حسب منصة أوفشور ويند (Offshore Wind).

واستهدفت فاتنفول من المشروع اختبار القدرة على إنتاج الهيدروجين البحري، حتى وإن لم تؤدِّ خطوات التطوير إلى التوصل لقرار تشغيل تجاري للمشروع.

وأثار قرار إلغاء المشروع التساؤلات حول مصير منحة التمويل الحكومي المقدرة بنحو 9.3 مليون جنيه إسترليني، غير أن مسؤولًا بالشركة أوضح أن التمويل شمل جزءًا من تكلفة المشروع ولم يغطِّ التكلفة بالكامل.

جدوى الهيدروجين البحري

يُعَد إلغاء أول مشروع لإنتاج الهيدروجين من توربينات الرياح البحرية في العالم، بمثابة اختبار لجدوى إنتاج الوقود النظيف بحريًا.

ووفق تعريف بالمشروع على موقع الشركة الإلكتروني، اختبرت فاتنفول التكامل والاندماج بين المحلل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين وتوربينات الرياح البحرية؛ لقياس جدوى إنتاج هيدروجين نظيف بتكلفة منخفضة يشكل إمدادات موثوقة.

ووصفت الشركة المشروع بأنه لم يكن ذا جدوى لاستعمال الموارد بفاعلية، وأنها رجّحت تطوير مشروعات أخرى بخلافه رغم أنها لم تصل لمرحلة توصيل المحلل بالتوربين، حسب تصريحات خاصة لموقع إتش 2 فيو (H2 View).

مزرعة رياح دوغر بنك
مزرعة رياح دوغر بنك - الصورة من موقع المزرعة

ويبدو أن إلغاء المشروع ضرب طموحات الصناعة في مقتل؛ إذ يعد ثاني مشروع لإنتاج الهيدروجين بحريًا يُلغَى في المملكة المتحدة، خلال شهر مارس/آذار الجاري، حسب موقع هيدروجين إنسايتس (Hydrogen Insights).

وسبق أن أعلنت شركتا إس إس إي (SSE) وإكوينور النرويجية (Equinor)، قصر المرحلة الرابعة من مزرعة رياح "دوغر بنك" على إنتاج الكهرباء فقط واستبعاد إمكان إنتاجها الهيدروجين الأخضر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق