رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

السويد تحرم فاتنفول من تطوير مزرعة رياح بحرية.. ما القصة؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • السويد تعرقل مشروع مزرعة رياح بحرية لشركة فاتنفول
  • ستوكهولم تمنح مؤخرًا الضوء الأخضر لتنفيذ مشروعين آخرين في قطاع الرياح البحرية
  • فاتنفول توقف تطوير مزرعة رياح بحرية في المملكة المتحدة
  • السويد تستهدف توليد الكهرباء من المصادر المتجددة بنسبة 100% بحلول 2050

وجّهت السويد ضربة موجعة إلى عملاقة صناعة الرياح فاتنفول (Vattenfall)، بعد أن أوقفت مشروع تطوير مزرعة رياح بحرية للأخيرة في الدولة الإسكندنافية، بزعم آثارها السلبية في الطبيعة.

وتأتي تلك الخطوة في الوقت الذي تستهدف فيه ستوكهولم توليد الطاقة الكهربائية بنسبة 100% من المصادر المتجددة بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، إلى جانب توليد 120 تيراواط سنويًا من طاقة الرياح.

وتركز السويد على طاقة الرياح البحرية، إذ تصل سعة الرياح البحرية المركبة لديها إلى نحو 200 ميغاواط.

وفي ضوء هذا السيناريو، رفضت الحكومة السويدية مشروعًا لبناء مزرعة رياح بحرية من قبل فاتنفول، قبالة الساحل الغربي للبلاد، على خلفية مخاوف بيئية، وآثار سلبية محتملة في مصالح الشحن الوطنية، حسبما جاء في تقرير نشره موقع بلقان غرين إنرجي نيوز (BALKAN GREEN Energy news) المتخصص، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكان من المُخطط أن تُنتج مزرعة رياح "ذا ستورا ميدل غراند"، التي اقترحتها عملاقة صناعة الرياح السويدية، طاقة كهربائية تتراوح سعتها بين 2.5 و3 تيراواط/ساعة سنويًا، ما يعادل 1.5% من إجمالي معدل استهلاك الكهرباء في البلد الإسكندنافي.

تدمير الطبيعة

ذكرت الحكومة السويدية أن مزرعة رياح "ذا ستورا ميدل غراند" البحرية تهدد بتدمير القيم الطبيعية الحساسة تدميرًا غير مقبول بالمرة، مضيفة أن المشروع المقترح يشكل خطرًا حتى بالنسبة إلى المصالح الوطنية في قطاع الشحن، بحسب ما أوردته وكالات أنباء، نقلًا عن وزيرة المناخ والبيئة السويدية رومينا بورمختاري.

ومنحت السويد مؤخرًا الضوء الأخضر لتنفيذ مشروعين آخرين في قطاع الرياح البحرية.

وقالت بورمختاري، إن الحكومة لم تدخر وسعًا لزيادة معدلات توليد الكهرباء من المصادر المتجددة، مشيرةً إلى أنها وافقت مؤخرًا على إنشاء مزرعتي رياح بحريتين قبالة الساحل الغربي للسويد، إذ كان من المقرر الانتهاء منهما في نهاية العقد الجاري (2030).

وكان من المفترض أن تتألف مزرعة الرياح البحرية "ذا ستورا ميدل غراند"، ما يصل إلى 50 توربينًا، بارتفاع 290 مترًا، وفق بيان صحفي صادر عن فاتنفول.

وكان من المقرر -أيضًا- أن تدخل "ذا ستورا ميدل غراند" حيز التشغيل في عام 2030، بإجمالي سعة مركبة تتراوح بين 600 و750 ميغاواط.

يُشار إلى أن شركة فاتنفول قد استحوذت على مشروع مزرعة الرياح البحرية في شتاء عام 2019.

وصُممت مزرعة "ذا ستورا ميدل غراند" في الأصل لتحوي 108 توربينات سعة كل منها 8 ميغاواط، لتلامس سعة الكهرباء الإجمالية المولدة 864 ميغاواط.

وبفضل التطور التكنولوجي المذهل، نجحت فاتنفول في الاقتراح على الحكومة بتغيير الترخيص القائم من أجل بناء عدد أقل من توربينات الرياح، لكن بأعلى كفاءة ممكنة.

توربين رياح من شركة فاتنفول
توربين رياح من شركة فاتنفول - الصورة من موقع الشركة الرسمي

تعديلات لتقليل الأثر البيئي

كان من المُخطط تركيب التوربينات في مزرعة الرياح المقترحة داخل مناطق "ناتشورا 2000" المحمية، غير أن وضعية أسس التوربينات قد جرى تعديلها بهدف تقليل آثارها في المناطق الطبيعية الحساسة.

وفي هذا الصدد، قالت فاتنفول إنها زودت الطلب الخاص ببناء المزرعة وتشغيلها بتقييم لمناطق "ناتشورا 2000" الذي يُظهر أن التزامن بين طاقة الرياح والبيئة كان ممكنًا في المنطقة عبر عدد من التعديلات والالتزامات.

يُشار إلى أن "ناتشورا 2000" هي شبكة لحماية المناطق الطبيعية في الاتحاد الأوروبي، وتضم كلًا من المناطق البرية والبحرية.

مشروعات عديمة الجدوى

ليست تلك هي المرة الأولى التي يجري فيها وقف مشروع تابع لشركة فاتنفول السويدية.

فخلال شهر يوليو/تموز (2023)، أوقفت الشركة تطوير مزرعة رياح بحرية في المملكة المتحدة، مبررة قرارها بعدم جدواه الاقتصادية في الوقت الراهن، لارتفاع كلفته وسط معدلات التضخم الصاروخية، وأسعار الفائدة المرتفعة.

وتصل سعة مزرعة الرياح البحرية "نورفولك بوريس" إلى 1.4 غيغاواط، وتقع قبالة الساحل البريطاني، إذ كانت تعول عليها فاتنفول في إتاحة الكهرباء إلى 1.5 مليون منزل في بريطانيا، وفق ما ورد في بيان العائدات الصادر عن الشركة في يوليو/تموز (2023).

وذكرت الشركة أن قرارها سيكون له آثار في عائداتها البالغة قيمتها 5.5 مليار كرونة سويدية (537 مليون دولار أميركي)، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

(كرونة سويدية = 0.098 دولارًا أميركيًا)

مُستهدف قياسي

حددت السويد مستهدفًا قياسيًا جديدًا في توليد الكهرباء من طاقة الرياح بعد اعتمادها على الأخيرة في توليد أكثر من رُبع الكهرباء المولدة لديها، لشهرين متتاليين خلال فبراير/شباط ويناير/كانون الثاني (2023)، حسبما ذكر موقع باور تكنولوجي.

وخلال فبراير/شباط (2023)، لامس إنتاج السويد من الكهرباء المولدة بطاقة الرياح 27%، مقابل 26% في يناير/كانون الثاني (2023)، بحسب البيانات الصادرة عن شركة أبحاث الطاقة "إمبر".

ونجحت الدولة الإسكندنافية في تعزيز سعتها من طاقة الرياح البحرية خلال السنوات الأخيرة إلى 2.4 غيغاواط، لتحل فقط خلف ألمانيا داخل بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27، إذ بلغت سعة الرياح البحرية في أكبر اقتصاد في عموم أوروبا 2.5 غيغاواط.

ونجحت السويد في مضاعفة سعة طاقة الرياح منذ عام 2018.

وقال محلل بيانات الطاقة والمناخ في إمبر، نيكولاس فولغوم: "معدلات توليد الكهرباء المرتفعة تجعل شبكة الكهرباء في السويد أكثر مرونة ضد موجات الجفاف، وتحمي المستهلكين -أيضًا- من التكاليف المرتفعة".

وشهدت السويد انخفاضًا بنسبة 6% في إنتاج الطاقة الكهرومائية في أعقاب موجات الجفاف التي ضربت أوروبا، غير أن هذا التذبذب قد جرى تعويضه بمعدلات توليد الكهرباء من طاقة الرياح.

الرسم البياني أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح استثمارات طاقة الرياح في أوروبا:

استثمارات طاقة الرياح في أوروبا

السويد ضمن الـ4 الكبار

وفق تقرير نشرته إمبر في العام الماضي (2022)، تُعد السويد واحدة من بين 4 دول في الاتحاد الأوروبي التي تمضي على المسار الصحيح -حاليًا- لزيادة سعة طاقة الرياح سنويًا بما يتماشى مع هدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة في نطاق 1.5 درجة مئوية.

وتشمل قائمة الدول الأخرى الـ4 كلاً من فنلندا وكرواتيا وليتوانيا.

وذكرت مؤلفة التقرير هارييت فوكس: "أوروبا تحتاج إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإزالة حواجز التصاريح، بما يمكن من استغلال الإمكانات الكاملة للمصادر المتجددة".

وتستهدف السويد توليد الكهرباء من المصادر المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2050.

وفي العام قبل الماضي (2021)، نشر الاتحاد الأوروبي 34 غيغاواط من طاقتي الشمس والرياح مجتمعة، لكن ما يزال العالم بحاجة إلى سعة تصل إلى 76 غيغاواط، للإبقاء على الحرارة العالمية في نطاق 1.5 درجة مئوية، بحسب تقديرات إمبر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق