تقارير الطاقة المتجددةالتقاريررئيسيةطاقة متجددة

طموحات طاقة الرياح البحرية العالمية تصطدم بصخرة الأسعار (تقرير)

أسماء السعداوي

تشتد الحاجة إلى مشروعات طاقة الرياح البحرية؛ أملًا في توليد الطاقة النظيفة، في وقت يشهد فيه كوكب الأرض تسارعًا بوتيرة الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وهو ما يُنذر بعواقب كارثية.

وفي هذا الصدد، حذر تقرير حديث من أن 3 مشروعات بحرية ضخمة لم تُبصر النور؛ نتيجة لأزمات مالية طاحنة في الولايات المتحدة وبريطانيا، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويعرقل ارتفاع التكاليف نمو مشروعات طاقة الرياح البحرية، على الرغم من ارتفاع الطلب على الطاقة المتجددة، وكانت آخر الضحايا شركات إيبردرولا الإسبانية، وأورستد الدنماركية، وفاتنفول السويدية.

وتتجلى الحاجة إلى تسريع وتيرة التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري وخاصة في أوروبا، التي اضطرت لتقليل الاعتماد على النفط والغاز الروسيين بعد الحرب على أوكرانيا، ودفع مشروعات الطاقة النظيفة قدمًا.

عقبات تعترض المشروعات

وافقت شركة إيبردرولا الإسبانية على إلغاء عقد فازت به لبيع الكهرباء من مشروع مزرعة رياح بحرية كان من المخطط إنشاؤها قبالة سواحل ولاية ماساتشوستس الأميركية.

كما خسرت شركة أورستد الدنماركية عطاءً لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح البحرية في ولاية رود أيلاند الأميركية، نتيجة لارتفاع التكاليف الذي جعل عرضها مكلفًا للغاية.

كما أجهضت شركة فاتنفول السويدية، المملوكة للدولة، خططًا لإنشاء مزرعة رياح قبالة سواحل بريطانيا، مُرجعة السبب إلى التضخم.

كانت الشركة قد فازت بالعقد خلال الجولة الرابعة لبناء مزرعة رياح "بورياس" في منطقة نورفولك لإقامة 3 مشروعات بقدرة 4.2 غيغاواط.

وتقول مديرة مشروعات الرياح في شركة فاتنفول، هيلين بيستروم: "ثمة حاجة ماسة للكهرباء المولّدة من تلك المشروعات (طاقة الرياح البحرية)، لكن في ظل ظروف السوق الجديدة؛ فمن غير المنطقي الاستمرار فيها".

كما تقول مديرة طاقة الرياح البحرية في مؤسسة "كربون تراست" المعنية بشؤون التغير المناخي ميغان سميث: "إعلان فاتنفول وقف تطوير مزرعة رياح بورياس، يشير إلى بداية ما قد يصبح أزمة حقيقية"، داعيةً صناع السياسات للالتفات إلى الأزمة والقيام بعمل عاجل لضمان عدم هروب مطورين آخرين لمزارع الرياح البحرية.

وارتفعت أسعار توربينات الرياح بعد القفزة في أسعار المواد الخام وخاصة الصلب، كما ارتفعت تكاليف خدمات رئيسة مصل السفن المتخصصة في نقل توربينات الرياح، وكذلك أسعار الفائدة على القروض.

وتشير تقديرات "بلومبرغ إن إي إف" (BloombergNEF) إلى أن المشروعات الـ3 المتوقفة كانت ستوفر -حال تشغيلها- 3.5 غيغاواط من الكهرباء، وهي أكثر بـ11% من مشروعات الرياح البحرية المنتشرة في مياه أوروبا وأميركا مجتمعة.

الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- يستعرض سعة طاقة الرياح المضافة سنويًا حتى 2022:

الرياح البحرية

أسعار بيع الكهرباء

تواجه مشروعات جارية في قطاع طاقة الرياح البحرية في أميركا، لا تقل سعتها عن 9.7 غيغاواط، خطر التوقف بسبب رغبة مطوريها في إعادة التفاوض أو الخروج من عقود تنص على بيع الكهرباء بأسعار أقل بكثير من تكلفتها.

تعليقًا على الأسعار، يقول المدير العام لشركة أورستد، مادس نيبر، في منشور عبر موقع "لينكد إن"، إن تكاليف رأس المال وأسعار التوربينات والخطوط والمعدات الأخرى "ارتفعت بصورة كبيرة، ويعني ذلك أن أسعار الطاقة المتجددة يجب أن ترتفع مؤقتًا بعدما شهدت سنوات من الانخفاض".

في السياق ذاته، طالبت شركة أورستد، في 18 يونيو/حزيران المنصرم، الحكومة البريطانية بتقديم مزيد من الدعم لقطاع الرياح البحرية، بحسب تقرير نشرته صحيفة "تيليغراف"، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي معرض حديثه عن ارتفاع تكاليف المشروعات، قال مادس نيبر إن شركته تعمل بقوة من أجل تحويل مشروعها "هورن سي 3" -أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم- قبالة سواحل يوركشاير البريطانية، إلى واقع.

وأكد أن الأسعار التي تشتري بها الحكومة الكهرباء المُنتَجة من مشروعات طاقة الرياح البحرية لا تكفي لتعويض التكاليف المرتفعة، محذرًا من أنه في حالة استمرار الأمور على ما هي عليه، ربما تجد البلاد نفسها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المناخية.

خطوات واجبة لتحقيق الأهداف

لا تزال هناك مشروعات جارية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على الرغم من ارتفاع التكاليف.

ففي شهر يونيو/حزيران الماضي، فازت عملاقتا الطاقة العالميتان بي بي البريطانية وتوتال إنرجي الفرنسية، بعطاء بقيمة 12.6 مليار يورو (14 مليار دولار أميركي)، لتطوير مزارع لطاقة الرياح البحرية في بحر الشمال بألمانيا.

تمويل مشروعات الطاقة المتجددة

ورغم قدرة بعض المشروعات على الاستمرار رغم التحديات؛ تتجلى الحاجة لتأمين أسعار كهرباء مرتفعة لجعل الاستثمارات مجدية اقتصاديًا.

كما يؤدي تأجيل أو إلغاء مشروعات الطاقة المتجددة، ومنها الرياح البحرية، إلى الاعتماد أكثر على مصادر الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى تغير المناخ، ويجعل أهداف خفض الانبعاثات بعيدة المنال.

وتعد الرياح البحرية حاسمة لأهداف إزالة الكربون، وبحسب "بلومبرغ إن إي إف"، فكل ميغاواط من القدرة المركبة لمزارع طاقة الرياح البحرية في أميركا قادرة على إنتاج ضعف إنتاج الطاقة الشمسية.

ووضعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، هدف إنتاج 30 غيغاواط من الكهرباء من مزارع الرياح البحرية في أميركا، كما تُنتج الرياح البحرية في المملكة المتحدة، 5 أضعاف الكهرباء المنتجة في المزارع الشمسية الصغيرة.

وتستهدف المملكة المتحدة زيادة قدرات طاقة الرياح البحرية إلى 50 غيغاواط من 13 غيغاواط حاليًا، بحلول عام 2030.

كما تستهدف دول أوروبا مجتمعة، ومنها المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا، إنتاج 120 غيغاواط من الكهرباء من طاقة الرياح، بزيادة 4 أضعاف عن القدرات الحالية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق