تقارير الطاقة المتجددةالتقاريررئيسيةطاقة متجددة

الرياح البحرية في بنغلاديش قد تزيح الهند من طموح صدارة جنوب آسيا

باستثمار دنماركي ضخم خلال السنوات الـ5 المقبلة

هبة مصطفى

تأتي خطط تطوير طاقة الرياح البحرية في بنغلاديش بمثابة طوق نجاة، بعدما تعرّضت لهزّة جراء ارتفاع أسعار الطاقة واعتمادها المفرط على الوقود الأحفوري.

ويسعى مطورون دنماركيون إلى ضخ استثمارات ضخمة، من شأنها رفع السعة لدى دكا إلى مستويات تنافس الطموح الهندي وقد تتفوق عليه وترفع بنغلاديش إلى صدارة الدول جنوب الآسيوية، وفق ما أورده تقرير نُشر في موقع ريتشارج (Recharge).

ويُعَد المشروع الدنماركي المرتقب الأول من نوعه بالنسبة لبنغلاديش ودول جنوب آسيا؛ ما يسمح بنشر تقنيات الرياح البحرية في القارة بصورة أوسع نطاقًا بالمستقبل، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

المشروع الدنماركي

تطمح اثنتان من كبريات شركات الإنشاءات الدنماركية إلى تعزيز قطاع طاقة الرياح البحرية في بنغلاديش بمشروع ضخم؛ إذ تصل قدرته إلى 500 ميغاواط ويُخطط لإنشائه في خليج البنغال.

وعرض المطوران "شركاء كوبنهاغن للبنية التحتية" و"شركاء كوبنهاغن للإنشاءات البحرية" على حكومة بنغلاديش خطة التطوير، مع تخصيص ما يقرب من 1.3 مليار دولار للاستثمار في المشروع الرائد.

آثار الفيضانات منتشرة في محيط مزرعة رياح برية في بنغلاديش
آثار الفيضانات منتشرة في محيط مزرعة رياح برية في بنغلاديش - الصورة من The Third Pole

قد يُفسح مشروع الرياح البحرية في بنغلاديش المجال أمام موجة قوية من الاستثمارات، ليكون المشروع الضخم بوابة أمل لمستقبل مناخي أكثر ازدهارًا للدولة الآسيوية، طبقًا لبيان مشترك بينهما.

ووفق المقترحات الأولية، قال المطوران إن إتمام المشروع قد يستغرق 5 سنوات، ولا سيما أنه يأتي ثمرةً للتعاون بين الدنمارك وبنغلاديش بموجب اتفاق حول خطة عمل مشتركة أُعلنت في يونيو/حزيران 2023.

كان وزير الطاقة والمناخ الدنماركي دان يورغنسن، قد زار بنغلاديش مؤخرًا، وأقر بموافقته على الشراكة مع دكا بهدف تطوير تقنيات الطاقة الخضراء والنظيفة، وتعزيز الاستثمارات المستدامة.

تغير المناخ في بنغلاديش

يُنظر إلى مشروع طاقة الرياح البحرية في بنغلاديش -المدعوم من مطورين دنماركيين- بوصفه إحدى أدوات مكافحة تغير المناخ، بالنسبة لبلد يُعَد من أكثر الدول تعرضًا لهذا التغيرات؛ نظرًا إلى تغير طبيعة الفيضانات تبعًا لتأثير الرياح الموسمية.

وقال المطوران إن مكافحة تغير المناخ تتطلب نشر التقنيات النظيفة الداعمة للتطور والنمو على مدار عقود من الزمان؛ بما يسمح للدولة الآسيوية بالإبحار بعيدًا عن الاعتماد غير الآمن على واردات الوقود الأحفوري.

ويقع المشروع الأول من نوعه لدى دكا ودول جنوب آسيا تحت مظلة "خطة مُجيب لازدهار المناخ" والتي تدعم إستراتيجية تمويلات المناخ، ودعم أسواق الكربون.

ويتطلب التكيف السريع مع مظاهر تغير المناخ في بنغلاديش طرح مشروعات تطوير للطاقة النظيفة، والاستفادة من الاستثمارات واتفاقيات الشراكة مع دول أخرى مثل الدنمارك، حتى تتمكن دكا من التخلي عن الوقود الأحفوري.

آمال الهند المعطلة

قال المطوران الدنماركيان إن مشروع طاقة الرياح البحرية في بنغلاديش -الذي تصل قدرته إلى 500 ميغاواط- ستكون له الصدارة بين دول جنوب آسيا في غضون 5 سنوات، موضحين أن خطتهم المطروحة على حكومة دكا قد تسبق خطط الهند لتطوير مياهها.

وبموجب هذا التصور والإطار الزمني المستهدف يمكن لبنغلاديش منافسة مشروعات الرياح البحرية لدى الهند، خاصة أن نيودلهي كثيرًا ما رفعت شعارات تفيد بأنها "دولة عظمى" في قطاعات الطاقة الخضراء والنظيفة دون خطوة عملية تُذكر.

ويقارن الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- بين سعة طاقة الرياح البرية والبحرية في مناطق عدة من بينها دول آسيا والمحيط الهادئ، خلال عامي 2021 و2022:

سعة طاقة الرياح البرية والبحرية حسب المنطقة

وحالت المشكلات التنظيمية والإدارية دون اتخاذ الهند خطوة عملية حيال تعزيز مشروعات الرياح البحرية، ورغم طموحها المتفائل بنشر 30 غيغاواط بحرية بحلول عام 2030؛ فإن الدولة الجنوب آسيوية لا تملك سعة مولّدة عبر توربينات الرياح البحرية حتى الآن.

ويخشى المهتمون بصناعة الرياح البحرية من ضخ استثمارات في المشروعات الهندية؛ نظرًا إلى تباطؤ وتيرة الموافقات الإدارية والتنظيمية التي تنتهجها السلطات المعنية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق