تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددةعاجل

ضربة موجعة.. فاتنفول السويدية توقف تطوير مزرعة رياح بحرية في بريطانيا

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • فاتنفال السويدية توقف تطوير مزرعة رياح بحرية في بريطانيا
  • فاتنفال تهدد صناعة الطاقة المتجددة في بريطانيا
  • مخاوف من خطوة فاتنفال داخل أروقة قطاع الطاقة المتجددة في بريطانيا
  • ارتفاع الكلفة وراء إعلان فاتنفال السويدية وقف تطوير مزرعة رياح بحرية في بريطانيا
  • شهدت صناعة الرياح البحرية في بريطانيا ازدهارًا ملحوظًا خلال العقد الماضي

وضعت شركة فاتنفول السويدية (Vattenfall) صناعة الرياح البحرية في بريطانيا على المحكّ، بعدما أوقفت تطوير أحد أكبر المشروعات المنفّذة بهذا القطاع في البلد الواقع شمال غرب أوروبا، بزعم عدم جدواه الاقتصادية في الوقت الحالي.

ويثير هذا الإعلان مخاوف القائمين على صناعة الطاقة المتجددة في بريطانيا، الذين يخشون من أن يحذو مطورون عالميون آخرون هذا الحذو، ويشرعون في التخارج من هذا القطاع، وهو ما يهدد أهداف لندن المناخية، إلى جانب تقويض أمن الطاقة.

وفي هذا السياق، أوقفت فاتنفول عملاقة الطاقة المتجددة مشروع تطوير مزرعة الرياح البحرية نورفولك بوريس البالغة سعتها 1.4 غيغاواط والكائنة قبالة السواحل البريطانية، والتي كان يُستهدف من خلالها تزويد قرابة 1.5 ملايين منزل بالكهرباء، حسبما ورد في بيان العائدات الصادر عن الشركة اليوم الخميس 20 يوليو/تموز (2023)، نشرته وكالة رويترز.

وذكر البيان أن قرار فاتنفول سيكون له آثار في عائداتها البالغة قيمتها 5.5 مليار كرونة سويدية ( 537 مليون دولار أميركي)، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

(1 كرونة سويدية = 0.098 دولارًا أميركيًا).

وكان مشروع نورفولك بوريس قد فاز بعقد مقابل الفروقات في مزاد حكومي جرى في العام الماضي (2022)؛ ما ضمن حينها حدًا أدنى من السعر لامس 37.35 جنيهًا إسترلينيًا/ميغاواط خلال الأعوام الـ15 الأولى، وفق الأسعار المحددة في عام 2012، للكهرباء المولدة، التي تعادل نحو 45 جنيهًا إسترلينيًا/ميغاواط بالأسعار السائدة حاليًا.

مشروعات عديمة الجدوى

منذ إقامة هذا المزاد، يُحذّر بعض المطورين من أن تكاليف المشروع المرتفعة ومعدلات التضخم الصاروخية وأسعار الفائدة تعني أن ضمان الأسعار المُقدَّم من الممكن أن يجعل المشروعات عديمة الجدوى اقتصاديًا، مطالبين في الوقت ذاته بمساعدات لتحفيز القطاع.

علاوة على ذلك، قالت فاتنفول Vattenfall، إنها ستستكشف أفضل طريقة للتعامل مع منطقة نورفولك بأكملها، والتي تشتمل -أيضًا- على مشروع فانغارد إيست وفانغارد ويست.

ومن المتوقع أن تُولّد المشروعات الثلاثة مجتمعة نحو 4.2 غيغاواط من الطاقة الكهربائية.

ويُنظر إلى تلك المشروعات الواقعة في بحر الشمال على أنها ذات أهمية قُصوى لخطط المملكة المتحدة الرامية إلى توليد كهرباء من الرياح البحرية سعة 50 غيغاواط بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، بزيادة من 14 غيغاواط، ضمن جهود لندن الرامية لتلبية أهدافها المناخية وتعزيز أمن الطاقة.

الرسم البياني التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضّح سعة طاقة الرياح البرية والبحرية حسب المنطقة:

سعة طاقة الرياح البرية والبحرية حسب المنطقة

ضربة موجعة

يَعُدّ إعلان فاتنفول وقف تطوير أحد أكبر مشروعات الرياح البحرية في المملكة المتحدة بمثابة ضربة موجعة للجهود التي تبذلها الحكومة البريطانية للتشجيع على ضخ مزيد من الاستثمارات في الطاقة المتجددة؛ بهدف تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، وفق ما نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.

وعزت فاتنفول Vattenfall وقف تطوير مشروع مزرعة الرياح البحرية نورفولك إلى الارتفاع الصاروخي في تكاليفه، بعد أن لامس 40%.

وكانت الشركة السويدية المطورة للمشروع قد صرّحت أنها لم تتخذ قرارًا نهائيًا بشأن الاستثمار فيه، وفق بيان نتائج الأعمال الفصلية الذي طالعت تفاصيله منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف بيان الشركة: "التكلفة الزائدة لمدخلات رأس المال تضع ضغوطًا كبيرة على جميع مشروعات الرياح البحرية الجديدة".

وتابع: "حتى الآن لم تعكس الأطر المالية ظروف السوق الحالية".

وكان من المفترض أن تتولى رائدة صناعة توربينات الرياح العالمية، سيمنس جاميسا مهمة توريد التوربينات إلى مشروعات نورفولك بموجب اتفاقية جرى التوصل إليها في عام 2021.

تحديات عديدة

يواجه قطاع الرياح البحرية الأوسع بأكمله في المملكة المتحدة مُعضلة ارتفاع التكاليف في الأشهر الـ18 الماضية، في ظل معاناة المشروعات الجاري تنفيذها من التأخيرات المطولة في التنفيذ، أو حتى وقفها بالكلية.

وقالت فاتنفول: "رغم ارتفاع الطلب على الكهرباء الخالية من الكربون إلى مستويات غير معهودة، تواجه سوق طاقة الرياح البحرية تحديات عدّة، تتمثل في ارتفاع التضخم وزيادة التكلفة الرأسمالية؛ ما يؤثّر في قطاع الطاقة برمّته"، في بيان إلى المستثمرين.

وذكر البيان: "لكن العوامل الجيوسياسية جعلت طاقة الرياح البحرية وسلسلة إمداداتها في وضع صعب لا يخفى على أحد".

وأوضح البيان: "نرى التكاليف ترتفع إلى 40%".

وأضاف البيان: "على مدار العقد الماضي، بَنَت فاتنفول عمليات الرياح الخاصة بها، التي أضحت ذات قيمة، وتتجاوز أرباحها الأساسية 16 مليار كرونة سويدية المتحققة العام الماضي 2022".

وتابع: "لدينا مشروعات رياح بحرية جذابة قيد التنفيذ، والقرارات الاستثمارية ستُبنى على الربحية، ونحن مقتنعون بأن طاقة الرياح البحرية لا غنى عنها لأمن الطاقة، وتحقيق الأهداف المناخية الطموحة لأوروبا".

مزرعة رياح بحرية في بريطانيا
مزرعة رياح بحرية في بريطانيا - الصورة من ويكيبيديا

تحفيزات من دون قيمة

قالت رئيسة قسم أعمال الرياح في فاتنفول Vattenfall هيليني بيستروم، إن التحفيزات المُقدَّمة لم تعد تعكس الظروف التي تمر بها السوق في الوقت الراهن.

وأوضحت بيستروم: "لم يعد مُجديًا أن نستمر في هذا المشروع"، في تصريحات أدلت بها خلال عرض نتائج أعمال الشركة.

طفرة تتلاشى

شهدت صناعة الرياح البحرية في بريطانيا ازدهارًا ملحوظًا خلال العقد الماضي، مع تركُّز معظم أعمال التطوير قبالة السواحل الشرقية لإسكتلندا وإنجلترا، وفق ما نشرته صحيفة تليغراف البريطانية.

ونمَت سعة الرياح البحرية في بريطانيا بواقع عشر مرات منذ عام 2010، حينما كانت تلامس آنذاك 1.3 غيغاواط، بفضل استعمال توربينات رياح كبيرة أسهمت في تعزيز الإنتاج.

لكن ارتفاع تكاليف سلسلة الإمدادات نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية عطّل التقدم المتحقق في سوق الرياح البحرية في بريطانيا.

كما أجبرت معدلات التضخم الصاروخية شركات تصنيع مكونات طاقة الرياح، مثل شفرات التوربينات، على طلب أسعار أعلى، في حين جعلت أسعار الفائدة المرتفعة المشروعات عاجزة عن تأمين التمويلات اللازمة.

موضوعات متعلقة..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق