التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

لماذا شكَّل إعلان سيمنس عيوب توربيناتها الجديدة صدمة لقطاع طاقة الرياح؟ (تقرير)

نوار صبح

في أواخر يونيو/حزيران الماضي، فاجأت شركة سيمنس إنرجي الألمانية قطاع طاقة الرياح بسبب إفصاحها عن مشكلات الجودة في طرازات توربينات الرياح الجديدة لديها؛ ما كشف عن تحديات أوسع في قطاع يعاني التطوير المتسارع وارتفاع تكاليف المواد وبنية السوق المضطربة.

وقد حذّرت الشركة الألمانية من رداءة مكونات توربينات الرياح وعيوب التصميم المحتملة في توربينات الرياح البرية، حسبما أوردت وكالة رويترز، في 7 يوليو/تموز الجاري.

وأفادت سيمنس بأنها لا تستطيع تحديد التكلفة بعد، لكنها تتوقع أن تتطلب معالجة المشكلات ما لا يقل عن مليار يورو (1.1 مليار دولار). وأوضحت مصادر الشركة أن الفاتورة النهائية قد تكون أعلى من ذلك، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

مشكلات البنية الأساسية

تسلّط خسائر سيمنس إنرجي الضوء على المشكلات البنيوية في قطاع كان بحاجة إلى إصلاح منذ سنوات، وفقًا لمستشاري القطاع والمسؤولين التنفيذيين في الصناعة والمحللين.

في العام الماضي، حقّقت أكبر 4 شركات غربية لتصنيع توربينات الرياح: فيستاس وجنرال إلكتريك وسيمنس جاميسا التابعة لسيمنس إنرجي ونوردكس مبيعات مجمعة بأكثر من 41 مليار يورو (44.98 مليار دولار).

وتجاوزت الخسائر مجتمعة 5 مليارات يورو (5.48 مليار دولار).

أعلام شركة سيمنس إنرجي في مدينة مولهايم أن در رور الألمانية
أعلام شركة سيمنس إنرجي في مدينة مولهايم أن در رور الألمانية - الصورة من رويترز

أظهرت بيانات من شركة وود ماكنزي الاستشارية أن أصحاب مزارع الرياح حصلوا في الوقت نفسه على هامش تشغيل بنسبة 15%، وهو دليل على توزيع غير عادل للأرباح في هذا القطاع.

نظرًا إلى طبيعة العقود المتفق عليها قبل ارتفاع التضخم الأخير، كافح القطاع لتمرير التكلفة المتزايدة للمواد.

على صعيد آخر، انسحبت شركات الطاقة الكبرى، التي كانت تنتقل إلى الطاقة المتجددة إلى حد ما، تحت ضغط المساهمين الذين يركّزون على الأرباح الأكثر موثوقية الناتجة عن النفط والغاز.

ظهور ثقافة التساهل

في قطاع الرياح، برز اسم شركة سيمنس إنرجي؛ لأن قسم توربينات الرياح لديها تأسس نتيجة لاندماج فاشل لمصنّعي المعدات الأصليين؛ ما أدى إلى ظهور ثقافة التساهل وعدم كفاية فحوصات الجودة، حسبما قال أشخاص مطّلعون على الأمر.

وقال أحد هؤلاء المطلعين عن إفصاحات سيمنس إنرجي، في يونيو/حزيران: "لقد فوجئ الجميع بالحجم"، مضيفًا أن الشركة شاركت في أجزاء كثيرة جدًا من سلسلة القيمة، وأن هناك حاجة إلى المزيد من الاستعانة بمصادر خارجية لتوفير التكاليف وزيادة الجودة.

وقال المحللون في شركة السمسرة بيرنشتاين، الذين اطلعوا على مشكلات سيمنس إنرجي، إن الصعوبات التي تواجهها الشركة يمكن اعتبارها "مشكلات ناشئة عن التسابق لتوسعة قُطر الشَّفرة." ووصفوا القضية بأنها أمر كارثي محتمل لتوربينات الرياح.

وجاء بعض الضغط من أجل تحقيق تلك التوسعة بسبب سياسة الاتحاد الأوروبي لزيادة إنتاج الطاقة المتجددة لمواجهة تغير المناخ، ولتقليل الاعتماد على الغاز الروسي المستورد بعد الحرب في أوكرانيا.

إضافة إلى ذلك، يريد الاتحاد الأوروبي أن تُشكِّل طاقة الرياح 43% من استهلاك الكهرباء في أوروبا بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 17% الآن.

توربين رياح بحرية تابع لشركة سيمنس جاميسا على ساحل جزيرة غران كانارايا في إسبانيا
توربين رياح بحرية تابع لشركة سيمنس جاميسا على ساحل جزيرة غران كانارايا في إسبانيا - الصورة من رويترز

في الوقت نفسه، أدى اضطراب سلسلة التوريد المرتبط بجائحة كوفيد-19 إلى زيادة صعوبة إنتاج ما يكفي من التوربينات.

على صعيد آخر، تسابق صانعو المعدات لبناء توربينات أكبر وأكثر كفاءة لمواكبة المنافسين، دون إتاحة الوقت بالضرورة لفحوصات الجودة.

وقال مدير مكتب مدينة هامبورغ لدى شركة غرين جيراف، الذي يقدم المشورة للعملاء بشأن مشروعات تحول الطاقة الكبيرة، أودو شنايدر: "إن الضغط التنافسي القوي جنبًا إلى جنب مع السباق نحو "الأحدث والأكبر" أجبر الشركات المصنّعة على تقصير دورات التطوير، وتقديم نماذج أولية".

تحديات الإنتاج المربح

يقول مستشارو الصناعة إنه حتى مع زيادة الطلب؛ فإن الحاجة إلى تعديل التوربينات لتلبية احتياجات الأسواق الفردية وسرعات الرياح المختلفة منعت القطاع من إطلاق الإنتاج الضخم المربح.

على سبيل المثال، سجّلت شركة جنرال إلكتريك، المنافسة لشركة سيمنس إنرجي، خسارة قدرها 2.24 مليار دولار في قسم الطاقة المتجددة في عام 2022، وألقت باللوم جزئيًا على "الإجراءات التصحيحية وحملات الإصلاح" في أسطول التوربينات.

في محاولة لتوحيد الإنتاج وزيادة الجودة وخفض التكاليف، أعلنت جنرال إلكتريك أنها ستخفض عدد طرازات العَنَفة الدوّارة التي تصنعها إلى 4 من 15، وأغطية التوربينات إلى 4 من 9، وطرازات الأبراج إلى 4 من 40، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

من جهتها، وضعت شركة فيستاس الدنماركية شروط ضمان ربع سنوية لتغطية زيادة إصلاحات التوربينات وترقياتها، حسبما أوردت وكالة رويترز في 7 يوليو/تموز الجاري.

وتُعَد الصين، أكبر سوق للطاقة المتجددة في العالم، مغلقة فعليًا أمام اللاعبين الغربيين، لكن مصادر الصناعة تقول إنها تتأثر أيضًا بقضايا القطاع الأوسع.

وقال مصدر في أحد أكبر مصنّعي توربينات الرياح في الصين: إنه على نطاق الصناعة، هناك مشكلة تتمثل في أن اختبارات المنتج للتحقق من صحته ليست كافية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. We are Al-Khaled Company. There is a problem with the air turbine fans. I need a manager to contact me and I can give him all the details.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق