تقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

سيمنس جاميسا تكتشف عيوبًا في توربينات الرياح.. والصناعة العالمية تحبس أنفاسها

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • سيمنس جاميسا تكتشف عيوبًا في توربينات الرياح.
  • أزمة سيمنس جاميسا تربك صناعة الرياح العالمية.
  • تستحوذ سيمنس جاميسا على 60% من حصة السوق العالمية.
  • تجري سيمنس الآن تقييمًا لاتخاذ إجراءات لإصلاح العيوب المذكورة.
  • هوى سعر السهم في سيمنس إنرجي بنسبة 37% أمس الجمعة.

تتعرّض سيمنس جاميسا، رائدة صناعة توربينات الرياح العالمية، إلى هزة عنيفة في أعقاب الكشف عن عيوب في منتجاتها من توربينات الرياح البرية؛ ما يهدد مكانتها الراسخة في السوق العالمية، ويضع الصناعة برمتها في معضلة عميقة.

وقد ينتج عن الأزمة تعطل في إمدادات توربينات الرياح العالمية، المكون الرئيس في مشروعات مزارع الرياح؛ ما سيؤدي إلى تأخيرات مطولة في تنفيذ تلك المشروعات، أو حتى إلغائها بالكلية.

وفي سيناريو باعث على التشاؤم، فقدت عملاقة التكنولوجيا الألمانية سيمنس إنرجي أكثر من ثُلث قيمتها السوقية، أمس الجمعة 23 يونيو/حزيران (2023)، بعدما حذرت من أن تداعيات عيوب الجودة المُكتشَفة في توربينات الرياح التي تُصنعها وحدتها الإسبانية "سيمنس جاميسا" تكبّد الشركة ما يزيد على 1 مليار يورو (1.09 مليار دولار أميركي)، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا).

وقالت سيمنس إنرجي إن إصلاح تلك العيوب يستغرق سنوات -على الأرجح- وفق بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

عيوب توربينات الرياح

دفعت العيوب التي تُعَد الأحدث في سلسلة طويلة من المشكلات التشغيلية، سيمنس إنرجي إلى التفكير الجاد في الاستحواذ الكامل على أسهم سيمنس جاميسا، أوائل يونيو/حزيرن (2023)، بعدما كانت تسيطر عليها جزئيًا لسنوات.

وفي 23 يونيو/حزيران (2023)، قالت سيمنس جاميسا إنه وفيما يُفترض إلقاء اللائمة -ولو جزئيًا- على الشفرات الدوارة والمحامل، في عيوب التوربينات؛ فإنه لا يمكنها استبعاد حقيقة مفادها أن مشكلات التصميم قد أدت دورًا -أيضًا- في ظهور تلك العيوب.

وأوضحت الشركة أن هذه العيوب قد تؤثر فيما يتراوح بين 15 و30% من أسطول التوربينات المملوك لها.

وأشارت سيمنس جاميسا إلى أن عيوب الجودة "تمتد إلى ما هو أبعد مما كنا نعرفه في السابق، وترتبط مباشرة بالمكونات المُختارة، وقليل من الموردين".

توربين من تصنيع سيمنس جاميسا
توربين من تصنيع سيمنس جاميسا - الصورة من energyindustryreview

عملاء التوربينات

تزود سيمنس جاميسا توربينات الرياح إلى بعض من كبريات شركات الكهرباء، وعمالقة النفط والغاز حول العالم.

وفي مارس/آذار (2023)، كشفت سيمنس جاميسا النقاب عن تلقيها طلبية من شركة "سكوتيش باور رينيوابولز" في المملكة المتحدة، لتوريد 95 توربينًا إلى مشروعات توليد الكهرباء من مزرعة الرياح "إيست أنغليا 3"، الواقعة في بحر الشمال، بسعة إجمالية وصلت إلى 1.4 غيغاواط.

وتكفي تلك السعة لتشغيل 1.3 مليون منزل في المملكة المتحدة.

وفي مايو/أيار (2023)، وقّعت شركة "سكوتيش باور رينيوابولز" عقودًا مع شركة ريبسول الإسبانية لتوريد 40 توربين رياح بحرية لإتاحة الكهرباء لنحو 160 ألف منزل في إسبانيا.

كما وافقت الشركة على الدخول في شراكة مع مجموعة "بي جي إي" البولندية، وأورستد الدنماركية لتوريد 107 توربين رياح لمشروع الرياح البحرية "بلطيقا 2" في بحر البلطيق.

تأثير عيوب التوربينات

على وقع أزمة عيوب التوربينات، هوى سعر السهم في سيمنس إنرجي بنسبة 37%، خلال تعاملات أمس الجمعة 23 يونيو/حزيران (2023)، مسجلًا أدنى مستوياته منذ انفصال الشركة عن مجموعة سيمنس إيه جي، وإدراجها في البورصة على نحو منفصل في عام 2020.

وبالمثل هبطت الأسهم في شركتي نورديكس وفيستاس، الرائدتين في تصنيع توربينات الرياح، مع اهتزاز الثقة بتلك الصناعة.

وتضيف عيوب التوربينات الأخيرة إلى المشكلات التي يشعر بها العديد من المنتجين الذين يواجهون تكاليف صاروخية في المواد الخام إلى جانب المنافسة الشرسة في السوق.

وتحدد الحكومات حول العالم أهدافًا طموحة تتطلب التطوير السريع لمصادر الطاقة المتجددة؛ من بينها طاقة الرياح؛ ما قد يصعب تحقيقه عمليًا في إطار المواعيد الزمنية المقررة.

وشهد العديد من مطوري الرياح بالفعل تأخيرات في المشروعات نتيجة عدم توافر المكونات وارتفاع التكاليف.

الرسم البياني أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح الطلب على توربينات الرياح عالميًا في الربع الأول (2019-2023):

الطلب العالمي على توربينات الرياح

مصير التوربينات المعيبة

قالت سيمنس جاميسا إنها أطلقت مراجعة فنية لأسطول توربينات الرياح البرية المركبة، وتصميمات المنتج، موضحة أن إعلانها الأخير الصادر الخميس 22 يونيو/حزيران (2023)، يتضمن عيوبًا لم يُكشف عنها حتى الآن.

وفي إعلان الخميس المذكور، قالت الشركة إن نتائج مراجعة العيوب التي ظهرت على التوربينات قد وجدت "زيادة كبيرة في معدل إخفاق مكونات توربينات الرياح".

وتتضمن المراجعة المذكورة دور الموردين لشركة سيمنس جاميسا، وما إذا كانت هناك دلائل قوية على صلتهم بعيوب الجودة.

وتعكف سيمنس الآن على تقييم إجراءات لإصلاح العيوب المذكورة، وتحديد التكاليف ذات الصلة.

وذكرت الشركة أنها ستكون قادرة على الخروج بتقديرات دقيقة للتكاليف الناجمة عن العيوب، عند نشر نتائج أعمالها للربع الثالث في 7 أغسطس/آب (2023)، بناءً على تحليل كامل للموقف.

استحواذ مرتقب

تأتي مشكلة عيوب توربينات الرياح في وقت بالغ الحساسة تستعد فيه الشركة الأم سيمنس إنرجي للاستحواذ على كامل أسهم سيمنس جاميسا.

وتأتي المشكلة ذاتها -أيضًا- بينما تسرّع سيمنس جاميسا الجهود الرامية لإنتاج جيل جديد من توربينات الرياح البحرية الضخمة.

ويُعَد توربين الشركة الجديد الذي تبلغ سعته 14 ميغاواط، أحد أكبر التوربينات في العالم على الإطلاق، وسيجري تصنيعه لتزويد مشروعات عملاقة مثل "إيست إنغليا 3" التي تُصنف أحد أكبر مزارع الرياح في العالم.

يُشار إلى أن سيمنس جاميسا ما زالت أكبر مُنتِج لتوربينات الرياح البحرية في العالم؛ إذ تستحوذ على 60% من حصة السوق العالمية -باستبعاد الصين-.

نشاط سيمنس جاميسا

سيمنس جاميسا هي شركة عالمية مقرها إسبانيا، وتتخصص في تصنيع توربينات الرياح البرية والبحرية لصناعة الرياح، وتقدم -أيضًا- خدمات لمطوري طاقة الرياح العالميين.

وتشتمل قائمة أسواق الشركة الرئيسة على كل من أوروبا والأميركتين، حسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأتاحت سيمنس جاميسا توربينات رياح بسعة تزيد على 132 غيغاواط بحلول نهاية أبريل/نيسان (2023) إلى جميع المناطق حول العالم، من بينها توربينات رياح برية سعة 108 وتوربينات رياح بحرية سعة 22 غيغاواط.

وتحقق الشركة بوجه عام إيرادات تلامس 9.8 مليار يورو سنويًا، ولديها طلبيات تزيد قيمتها على 34.6 مليار يورو.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق