التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

رئيس سيمنس جاميسا: التوسع في تركيب توربينات الرياح يدعم الأهداف المناخية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • هدف الحياد الكربوني في أوروبا يقتضي زيادة تركيب توربينات الرياح
  • تصنيع الصلب يولّد انبعاثات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون
  • إنتاج طن من الفولاذ يُصْدِر نحو 1.91 طن من ثاني أكسيد الكربون في الجو
  • تمثّل صناعة الصلب 7-9% من انبعاثات غازات الدفيئة من صنع الإنسان

يرى خبراء ومحللون أن زيادة تركيب توربينات الرياح في جميع أنحاء العالم تساعد الحكومات على تحقيق أهدافها المناخية الطموحة.

ويعتمد تحوُّل الطاقة على الموارد ومصادر المواد اللازمة لتصنيع التقنيات التي ستقلل من بصمة الكربون العالمية ومدى استدامة هذه المصادر، وفقًا لمقال بعنوان "هل توربينات الرياح الأكثر خضرة على وشك الانتشار؟" للرئيس التنفيذي لشركة سيمنس جاميسا، يوخن إيكهولت.

من ناحيته، حدد الاتحاد الأوروبي عام 2050 هدفًا لتحقيق الحياد الكربوني للقارة. وتُعدّ زيادة تركيب توربينات الرياح جزءًا من تلك الإستراتيجية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وسيتطلب تحقيق هذا الهدف، على الرغم من ضرورة توفير كمية محدودة فقط من الموارد، وصول قطاع طاقة الرياح بشكل كبير إلى هذه الموارد والمواد الخام، التي يُعدّ الصُّلب مكونًا رئيسًا فيها.

في عام 2022، تمّ تصنيع أكثر من 1.8 مليار طن من الصلب الخام في جميع أنحاء العالم، حسب مقال الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس جاميسا الألمانية، والذي نشره موقع المنتدى الاقتصادي العالمي (weforum).

وسيحتاج قطاع طاقة الرياح إلى 6% فقط من هذه الكمية لبناء جميع توربينات الرياح اللازمة على مدار الـ 27 عامًا المقبلة للوفاء بأهداف تركيب توربينات الرياح في الاتحاد الأوروبي.

في المقابل، فإن تصنيع الصُّلب يولّد انبعاثات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، ما يعني أن الارتقاء إلى مستوى المسؤولية تجاه الكوكب يقتضي إيجاد طريقة لتقليل تلك الانبعاثات.

تجدر الإشارة إلى أن إنتاج طن من الصُّلب يتسبب في انطلاق نحو 1.91 طن من ثاني أكسيد الكربون في الجو.

وتمثّل صناعة الصلب 7-9% من انبعاثات غازات الدفيئة من صنع الإنسان في جميع أنحاء العالم.

في الكميات التي تُصَنَّع في العالم، حاليًا، تمثّل صناعة الصلب 7-9% من انبعاثات غازات الدفيئة من صنع الإنسان في جميع أنحاء العالم.

ويرى الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس جاميسا الألمانية، يوخن إيكهولت، ضرورة تغيير هذا الوضع، وأن قطاع طاقة الرياح مؤهل للمساعدة في قيادة هذا التغيير.

تقنية غرينر تاور

ما تزال توربينات الرياح بديلًا أكثر استدامة ومسؤولية لأشكال توليد الكهرباء القائمة على الوقود الأحفوري.

ومع الأخذ في الحسبان سلسلة التوريد بأكملها، تُعزى 10غرام فقط من ثاني أكسيد الكربون إلى كل كيلوواط/ساعة التي تنتجها صناعة توربينات الرياح.

ويمكن مقارنة ذلك بـ800 غرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط/ساعة ناتجة عن وسائل توليد الكهرباء القائمة على الوقود الأحفوري. لذلك، يبدو جليًّا أن توربينات الرياح هي المسار الذي يجب اتخاذه لخفض الانبعاثات.

هناك سؤال بشأن يمكن القيام به لتحقيق المزيد من التقدم بتقليل البصمة الكربونية لقطاع توربينات الرياح.

وقد طرحت شركة سيمنس جاميسا هذا السؤال منذ بعض الوقت، ما دفع فريقها لتطوير الشفرات القابلة لإعادة التدوير.

وقبل بضعة أسابيع، أطلقت شركة سيمنس جاميسا تقنية "البُرْج الأكثر خضرة" (غرينر تاور)، وتتمثل الخطوة التالية في إنشاء تصنيع دائري محايد كربونيًا لتوربينات الرياح.

توربينات الرياح
أبراج توربينات رياح مصنوعة جزئيًا من الصلب – الصورة من موقع المنتدى الاقتصادي العالمي

ويمثّل إنتاج أبراج توربينات الرياح، حاليًا، أكثر من ثلث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بتوربينات الرياح، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

لذلك، كان إيجاد طريقة لتقليل تلك الانبعاثات هو المبدأ التوجيهي وراء تقنية غرينر تاور، حسبما قال الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس جاميسا الألمانية، يوخن إيكهولت.

ولكي تكون أبراج توربينات الرياح "أكثر خضرة"، لا يمكن تصنيع الصلب المستعمَل في صفائح الفولاذ بما لا يزيد عن 0.7 طن من ثاني أكسيد الكربون، أقلّ بكثير من 1.91 طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعث وسطيًا من عمليات تصنيع الصلب التقليدية.

وعلى الرغم من أن هذا لا يُعدّ حيادً كربونيًا، فإنه يمثّل خطوة مهمة، لأن وضع مثل هذا المعيار لديه القدرة على تقليل الانبعاثات المرتبطة بالألواح الفولاذية المستعملة في أبراج توربينات الرياح بنسبة 63%.

وإذا استعملت جميع التوربينات، التي ركّبتها شركة سيمنس جاميسا في عام واحد، تقنية غرينر تاورز، سيشبه الأمر تحييد 466 ألف سيارة من الطرق في أوروبا لمدة عام.

على صعيد آخر، فإنّ وضع معيار للصلب الأخضر لا يتعلق بقطاع طاقة الرياح فقط، بل يتعداه إلى العديد من الصناعات الأخرى.

ويُعدّ قطاع طاقة الرياح في وضع فريد من نوعه، لأن المنتجات التي تقدّمها شركة سيمنس جاميسا قادرة على تقليل بصمة الكربون في صناعة الصلب بأكملها بشكل كبير، وفقًا ليوخن إيكهولت.

من خلال القيام بذلك، تتيح سيمنس جاميسا الفرصة أمام الفولاذ المصنّع بشكل أكثر استدامة يمكن استعماله بدوره لمزيد من توربينات الرياح، ما يوفر المزيد من الطاقة المتجددة لصناعة الصلب.

الاستثمار في التقنيات الخضراء

هناك العديد من الأمثلة على الشركات التي تتحمل مسؤولية تقليل انبعاثات الكربون؛ ما يشير إلى زيادة الاستثمار في التقنيات الخضراء والمتجددة في المستقبل.

بدورها، تجعل دول، مثل بلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج، الاستدامة مكونًا رئيسًا في خطط المزادات لديها.

لذلك، تتطور الإرادة السياسية لدعم انتقال صناعة الطاقة والصلب إلى الاستدامة، في ظل رغبة الشركات بالاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق