رئيسيةأخبار التكنو طاقةتكنو طاقة

تقنية جديدة لتدوير شفرات توربينات الرياح.. الخردة تتحول إلى طلاء

أسماء السعداوي

من أجل تحقيق الاستفادة الكاملة من تدوير شفرات توربينات الرياح، ابتكر عالمان في إسكتلندا تقنية جديدة بغرض التدوير لأول مرة في العالم.

وكرّم صندوق "غرين كوت ويند" لاستثمارات الطاقة المتجددة، الباحثين في كلية الهندسة بجامعة إدنبرة الإسكتلندية، الأستاذ فاسيليوس كوتوس والدكتورة ديبا روي، نظير جهودهما في المشروع البحثي الذي استمر 12 شهرًا بعنوان "مواد طلاء ذات قيمة مضافة".

كما حصل الباحثان على منحة قدرها 125 ألف جنيه إسترليني (158.7 ألف دولار)، بحسب تقرير نشره موقع "أوفشور ويند" (offshorewind)، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تحويل شفرات توربينات الرياح إلى طلاء

يطرح البحث تقنية لأول مرة تستهدف تحويل شفرات الرياح القديمة إلى مسحوق لاستعماله طلاءً لحماية المكونات الهندسية والإنشائية من التآكل وعوامل التعرية، وعلى رأسها شفرات توربينات الرياح الجديدة.

وعادة ما تستعمل شفرات توربينات الرياح هياكل ضخمة مصنوعة من مواد مركبة تُمزج معًا بوساطة مادة لاصقة قوية تدعى إيبوكسي، ثم تُقوى بالألياف، وهو ما يجعل من فصل تلك الشفرات وإعادة تدويرها عملية صعبة ومكلّفة.

ويسمح الطلاء الجديد بحماية شفرات توربينات الرياح الجديدة من التآكل الناتج عن سقوط الأمطار أو الجسيمات الأخرى، كما يمكن استعماله في البيئة الحضرية، وعلى سبيل المثال لحماية وصلات الكباري المعلقة من التآكل.

بدوره، قال الأستاذ بجامعة إدنبرة الإسكتلندية فاسيليوس كوتوس: "أصبح تدوير المواد المقواة بالألياف والمعتمدة على مادة إيبوكسي، والمستعملة في العديد من التطبيقات ومنها شفرات توربينات الرياح، ذا أهمية بالغة لأهداف تحقيق الحياد الكربوني".

الأستاذ فاسيليوس كوتوس والدكتورة ديبا روي
الأستاذ فاسيليوس كوتوس والدكتورة ديبا روي - الصورة من موقع أوفشور ويند

ثروات مهدرة

مع نهاية عمرها التشغيلي البالغ 25 عامًا، عادةً ما ينتهى الأمر بشفرات توربينات الرياح في مدافن النفايات أو تُحول إلى مواد أسمنتية.

وبرز تحدي التخلص من التوربينات وشفراتها، مع تزايد الاعتماد على الطاقة المتجددة بهدف الاستغناء عن الوقود الأحفوري الملوث للبيئة، وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الضارة.

وكان أول تشغيل تجاري لتوربينات الرياح في منتصف التسعينيات من القرن الماضي؛ ما يعني أنها دخلت الآن فصل النهاية في عمرها التشغيلي، وهو ما أثار اهتمام شركات عالمية مؤخرًا للبحث عن طرق للتدوير لتحقيق الاستفادة الكاملة.

تجارب رائدة

لأول مرة في العالم، أعلنت شركة سيمنس جاميسا -في عام 2021- تطوير شفرة توربينات الرياح القابلة لإعادة التدوير "ريسايكلبل بليد".

كما تسعى الشركة الإسبانية إلى تطوير توربين رياح قابل لإعادة التدوير بالكامل بحلول عام 2040، بحسب تقرير نُشر على موقعها الرسمي.

وتتوقع سيمنس جاميسا أنه يمكن إعادة تدوير أكثر من 200 ألف شفرة حتى عام 2050.

توربينات رياح بحرية
توربينات رياح بحرية - الصورة من مجلة فوربس

كما تهدف شركة فيستاس الدنماركية الرائدة إلى إنتاج توربينات خالية من النفايات، بحلول عام 2040.

وكشفت شركة جنرال إلكتريك الأميركية، في يناير/كانون الثاني من عام 2022 المنصرم، عن إنتاج أول طراز من توربينات الرياح القابلة لإعادة التدوير في العالم بنسبة 100%.

وأعلنت شركة فاتنفول السويدية، في يونيو/حزيران 2022، التزامها بإعادة تدوير جميع شفرات الرياح المفككة بحلول عام 2030.

وفي يناير/كانون الثاني من عام 2023، قالت شركة كونتيوم الدنماركية إنها تخطط لإنشاء 6 مصانع لإعادة تدوير توربينات الرياح، بحسب تقرير نشره موقع رينيو إيكونومي(renew economy).

ومن المتوقع إنشاء أول مصنع في مدينة إيسبيرغ جنوب غرب الدنمارك، على أن يبدأ تشغيله بحلول نهاية عام 2024 المقبل، يتبع ذلك مصانع مماثلة في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وتركيا.

وفي سياق متصل، كشف علماء في جامعة ميشيغان الأميركية في أغسطس/آب 2022، عن إمكان الاستفادة من شفرات توربينات الرياح في صناعة المناديل وبعض استعمالات الحياة اليومية.

كما يدرس علماء دنماركيون الاستفادة من توربينات الرياح المستعملة في تصنيع الدراجات الهوائية، وأجريت دراسات أيضًا لاستعمالها في صناعة قضبان السكك الحديدية، وتسقيف المنازل وفي صناعة بعض منتجات السلامة والأمان بأعمدة الكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق