روسيا وأوكرانياأخبار الغازرئيسيةغاز

دخول الغاز المسال الروسي في مواجهة مع نشطاء منظمة "غرينبيس"

بعد منع تفريغ ناقلة محملة بالوقود الروسي في ميناء سويدي

مي مجدي

تواصل منظمة غرينبيس البيئية حملاتها المستمرة ضد الوقود الأحفوري، واستهدفت -مؤخرًا- ناقلة تحمل الغاز المسال الروسي ومنعتها من تفريغ حمولتها في ميناء سويدي.

وقالت المنظمة، اليوم الخميس 8 سبتمبر/أيلول (2022)، إنها استطاعت منع ناقلة من تفريغ الغاز الطبيعي المسال الروسي في محطة تابعة لشركة الغاز الفنلندية "غاسوم" ببلدية نينسهامن على الساحل الشرقي للسويد، حسب وكالة رويترز.

وتمكنت سفينة تابعة للمنظمة ومجموعة من النشطاء في قوارب صغيرة من منع ناقلة كورال إنرجي للغاز المسال من الرسو، في حين صعد نشطاء آخرون على رافعات مستخدمة في تفريغ الغاز.

ودعت المنظمة الحكومة السويدية إلى التوقف الفوري عن استيراد الغاز المسال الروسي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تدفق الغاز المسال الروسي

كانت الناقلة قد حملت شحنة من ميناء فيسوتسك الروسي في يوم 4 سبتمبر/أيلول (2022).

واقتربت من محطة نينسهامن في وقت مبكر من اليوم الخميس 8 سبتمبر/أيلول (2022)، لكنها عادت أدراجها وغادرت قرابة الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش (11:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، وفقًا لبيانات تتبع السفن من رفينيتيف أيكون.

جانب من منع نشطاء منظمة غرينبيس تفريغ ناقلة الغاز المسال الروسي
جانب من منع نشطاء منظمة غرينبيس تفريغ ناقلة الغاز المسال الروسي- الصورة من موقع المنظمة

وتتولى شركة الغاز الفنلندية "غاسوم" تشغيل الناقلة، وفقًا لتصريحات المتحدثة باسم الشركة.

وقالت إن الناقلة ما تزال موجودة وتنتظر الرسو بأمان على الميناء، مؤكدة أن الشرطة المحلية موجودة لحمايتها.

وأوضحت أن الشركة تستورد أغلب الغاز المسال من دول أخرى، وتشتري حصة صغيرة من الغاز المسال الروسي بموجب عقد طويل الأجل مع شركة غازبروم إكسبورت الروسية.

وقف فوري للإمدادات الروسية

في الوقت نفسه، قالت منظمة غرينبيس إن استمرار تدفق الغاز المسال الروسي إلى السويد بعد أكثر من 6 أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا أمر غير مقبول.

وجاء في بيان نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني -واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن البرلمان منح تفويضًا للحكومة السويدية بوقف جميع واردات الطاقة الروسية إلى السويد، ويتعين على رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون تنفيذ ذلك.

وبموجب البيان، تلقت السويد قرابة 100 ألف متر مكعب من الغاز المسال الروسي منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وأضاف: "رغم تفويض الحكومة من الشعب والبرلمان، تواصل استيراد الوقود من روسيا، ودعم الجيش الروسي".

وتُقدر المنظمة قيمة صادرات الغاز الروسي إلى السويد خلال الأشهر الـ6 الأولى من الحرب بنحو 1.7 مليار كرونة سويدية (مليار و584 مليون دولار أميركي)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

(كرونة سويدية= 0.093 دولارًا أميركيًا)

واردات غاسوم

تستورد شركة غاسوم المملوكة للدولة الغاز بانتظام من شركتي غازبروم ونوفاتك الروسيتين، وتنقله من ميناء فيسوتسك الروسي إلى السويد وفنلندا مباشرة، أو من خلال نقله إلى سفن أخرى في البحر، كما هو الحال مؤخرًا.

ويضم عملاء شركة غاسوم في السويد محطات الوقود والعبارات وشركات المشتقات النفطية.

وتُقدّر قيمة حمولة سفينة الغاز الروسي من فيسوتسك بأكثر من ربع مليار كرونة سويدية، ويعادل ذلك -تقريبًا- شراء 4 صواريخ كاليبر متطورة أو نحو 80 صاروخًا من نوع "توشكا-يو"، وهي أسلحة تستخدمها روسيا في أوكرانيا.

وقالت الصحفية الأوكرانية، الخبيرة البيئية نادية شيفتشينكو، إنها ممتنة للدعم الذي قدمته السويد إلى أوكرانيا حتى الآن، لكنها عاجزة عن فهم كيف يمكن للحكومة السويدية أن تدعم أوكرانيا من جهة، ومن الجهة الأخرى تمول حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإساءة معاملة الشعب الأوكراني من خلال السماح باستمرار استيراد الغاز المسال الروسي.

وكانت الدول الأوروبية قد ردت على غزو روسيا لأوكرانيا بالبحث عن إمدادات بديلة وفرض مجموعة من العقوبات، ومن بينها حظر واردات النفط والفحم الروسية، لكن شحنات الغاز المسال الروسي لا تخضع لتلك العقوبات.

جانب من منع نشطاء منظمة غرينبيس تفريغ ناقلة الغاز المسال الروسي
جانب من احتجاجات نشطاء منظمة غرينبيس - الصورة من موقع المنظمة

التصدي للوقود الروسي

لم يكن هذا الحادث هو الأول من نوعه في أوروبا، فقد اعتقلت الشرطة النرويجية 7 من نشطاء تابعين لمنظمة غرينبيس في أواخر شهر أبريل/نيسان (2022) بعد تقييد أنفسهم بالسلاسل في ناقلة نفط روسية تديرها شركة إكسون موبيل لمنعها من الرسو في ميناء بالنرويج.

وكانت الناقلة أوست لوغا في طريقها إلى ميناء سلاغينتانغن على بعد نحو 53 ميلًا جنوب العاصمة أوسلو، عندما حاول النشطاء تقييد أنفسهم بالسلاسل ومنع تسليم الشحنة الروسية إلى محطة "سلاغين" التابعة للشركة الأميركية.

وكانت الناقلة محملة بنحو 95 ألف طن من وقود الطائرات الروسي بقيمة 116 مليون دولار، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وطالبت المنظمة النرويج بالتوقف عن استيراد النفط ووقود الطائرات الروسيين بعد غزو موسكو لأوكرانيا.

وفي مارس/آذار (2022)، نجح نشطاء في اعتراض طريق إحدى ناقلات الغاز المسال الروسي، كانت تستعد لتفريغ حمولتها في ميناء فرنسي.

وتلجأ منظمة غرينبيس إلى هذه المحاولات، بهدف تسليط الضوء على دور الوقود الأحفوري في تمويل الحرب الروسية، ودعوة أوروبا إلى التخلي عن النفط والغاز الروسيين من أجل الاستثمار في الطاقة المتجددة، على حد قولها.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق