تقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانياغاز

بريطانيا تتهم نشطاء البيئة بدعم روسيا عقب رفعهم دعوى ضد "شل"

بعد الترخيص للشركة بتطوير حقل جاكداو للغاز

حياة حسين

مع اشتداد حاجة بريطانيا إلى الطاقة، اتهمت الحكومة نشطاء البيئة، خاصة منظمة "غرينبيس"، بدعم الروس في عدوانهم على الأوكرانيين، وذلك عقب معارضة المنظمة مشروعات الوقود الأحفوري في بحر الشمال، ورفعها دعوى قضائية ضدها بسبب شركة شل.

وقالت الحكومة إن نشطاء البيئة يعرّضون أمن البلاد للخطر، بدعمهم رئيس روسيا فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية.

وتقاوم منظمة غرينبيس نشاط الوقود الأحفوري، بسبب تلويثه البيئة وما يصدره من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، في وقت تعاني فيه بريطانيا مع غيرها من الدول الغربية جراء ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية منذ غزو روسيا أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، كما أنها تسعى إلى الاستغناء عن نفط موسكو وغازها، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة من بيانات.

حقل جاكداو

اتهم مصدر حكومي بريطاني، منظمة غرينبيس، التي تتبعها أذرع في أنحاء العالم، بتعريض أمن البلاد للخطر، بسبب رفعها دعوى قضائية ضدها بعد منح شركة شل، الشهر الماضي، ترخيصًا لتطوير حقل "جاكداو" للغاز في بحر الشمال، دون فحص بيئي.

وقالت غرينبيس، المعنية بحماية البيئة، إن الترخيص الممنوح لشل يعرّض التزامات لندن بشأن المناخ للخطر.

كما تعهّدت المنظمة بمقاومة أي أنشطة أخرى للوقود الأحفوري في بحر الشمال.

وقال المتحدث الرسمي لغرينبيس، فيليب إيفانز: "إن قرار الحكومة بمنح ترخيص لـ(شل) في حقل جاكداو فضيحة، ولن يمثل فرقًا في فواتير الطاقة المحلية".

إلا أن المصدر الحكومي أشار إلى أن وقف عمليات البحث والتنقيب المحلية عن النفط والغاز، يترك بريطانيا مكشوفة على أسواق أوروبا لتلبية احتياجاتها من الطاقة، والخفض المتوقع لصادرات روسيا إلى القارة العجوز من الغاز.

الغاز الروسي

أعلنت روسيا، مساء أول أمس الإثنين 25 يوليو/تموز، أنها ستوقف عمل توربين في خط أنابيب نقل غازها إلى أوروبا نورد ستريم 1؛ ما يخفّض الكميات المرسلة إلى 20% فقط، في وقت تستعد فيه القارة إلى تخزين كميات الشتاء.

كما كانت بريطانيا قد تخارجت من الاتحاد الأوروبي قبل سنوات، بعد استفتاء صوّت فيه المواطنون بأغلبية محدودة لصالح الخروج فيما يُعرف بـ"البريكست".

وقال المصدر الحكومي البريطاني: "إن الطلب على الطاقة سيواصل النمو، ووضع قيود على صناعة النفط والغاز المحلية لن يوقفه، بل سيسبب أضرارًا للاقتصاد، لأن الدولة ستضطر حينها إلى تغطية احتياجاتها بالاستيراد؛ ما قد يعرضها لمشكلات الأسواق العالمية واضطراباتها بسبب حرب روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى استخدام موسكو الطاقة سلاحًا تحارب به معارضيها".

وأضاف: "إن الذين يريدون وقف إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال هم -فقط-: منظمة غرينبيس، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. نحن ندعم الاستكشافات في بحر الشمال، وسندافع عن القرار بقوة".

رفض غرينبيس

غرينبيس
منصات للتنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني - الصورة من صحيفة الغارديان

رفضت منظمة غرينبيس طرح المصدر الحكومي البريطاني بشأن مواجهة أمن الطاقة تهديدات إذا أُوقفت أنشطة الوقود الأحفوري في بحر الشمال، وأوردت تصريحات سابقة لعدد من الوزراء، قللت من التأثير الإيجابي المتوقع في أزمة الطاقة الحالية.

يُذكر أن حقل جاكداو -الذي يبعد بنحو 155 ميلًا عن شرق منطقة أبردين- سينتج 6.5% من غاز بحر الشمال بحلول عام 2025، وفق خطط شركة شل.

وأبردين منطقة تتخصص في صناعة الطاقة النظيفة.

ورغم أن مشروع شل قد تعطل في وقت سابق بسبب معارضة نشطاء البيئة، فإن الحكومة منحتها موافقة الشهر الماضي.

وقالت مديرة الأعمال البحرية في شل، زوي يوجنوفيتش، أمس الإثنين، إن الشركة اتخذت قرارها الاستثماري بشأن الحقل، وإن الإنتاج الحالي يساعد في علاج أزمة الطاقة، لكنها ستركز مستقبلًا على الأنشطة منخفضة الانبعاثات.

موافقة بسبب الحرب

جاءت موافقة الحكومة البريطانية على منح ترخيص لشركة شل لحقل غاز في بحر الشمال، بعد مطالبة الوزراء بزيادة الإنتاج من الوقود الأحفوري وغيره في الوقت الراهن، الذي يشهد اضطرابًا في سوق الطاقة بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، مع الالتزام بمستهدفات خفض الإنتاج على المدى الطويل.

غير أن منظمة غرينبيس اتهمت الحكومة بالفشل في الفحص البيئي القانوني لحقل جاكداو.

وقدّرت أن إنتاجًا يبلغ 284.4 مليار قدم مكعبة من الغاز، ومليوني برميل من الغازات غير السائلة -وهما إجمالي إنتاج الحقل- سيصدران نحو 16 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهي تعادل إجمالي انبعاثات دولة غانا عام 2020.

وأوضحت منظمة غرينبيس على لسان متحدثها الرسمي، فيليب إيفانز: "إن فواتير الطاقة الخاصة بالبريطانيين ما زالت تقفز حتى الآن، في حين تصر الحكومة على البعد عن الحلول المنطقية مثل عزل المنازل، وتوفير الطاقة المتجددة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق