نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسية

زيادة أسعار الطاقة في بريطانيا.. أزمة جديدة تنتظر رئيس الحكومة القادم

حياة حسين

أصبحت أسعار الطاقة المرتفعة صداعًا دائمًا لحكومات المملكة المتحدة؛ فعلى الرغم من استقالة رئيس الوزراء بوريس جونسون لأسباب متعددة، كانت أزمة الطاقة حاضرة، وتشير التوقعات إلى أنها ستكون أول ضربة لرأس رئيس الحكومة القادم.

وتشير التوقعات إلى ارتفاع جديد في أسعار الوقود بالمملكة المتحدة بنسبة 60% خلال الأسابيع المقبلة؛ ما يعني أن إجمالي الزيادة خلال العام الجاري (2022) سيصل إلى 150%، ويحدث ذلك بالتزامن مع موعد تولي رئيس الوزراء الجديد منصبه، وفق تقرير تحليلي، نشرته وكالة بلومبرغ، اليوم الإثنين الموافق 25 يوليو/تموز.

ويتنافس -حاليًا- على خلافة بوريس جونسون، وزيران في حكومته المستقيلة، هما وزير المالية ريشي سوناك، ووزيرة الخارجية ليز تراس؛ حيث من المنتظر أن يتولى الفائز منهما برئاسة حزب المحافظين منصب رئيس الحكومة في سبتمبر/أيلول المقبل، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

فقر الطاقة

قالت جمعية الطاقة الوطنية الخيرية في بريطانيا إن ارتفاع أسعار الطاقة المتوقع خلال الأسابيع المقبلة، يُقيد قدرة المواطنين على تلبية احتياجاتهم من الكهرباء والتدفئة.

وتوقعت الجمعية أن يدفع ارتفاع أسعار الطاقة الجديد نحو 8 ملايين مواطن إلى فقر الطاقة؛ أي ما يوازي شخصًا من بين كل 3 أشخاص.

وتضاعف مسألة أسعار الطاقة في المملكة المتحدة من أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة؛ حيث تقود أسعار النفط والغذاء معدلات التضخم لتبلغ رقمين (بدءًا من 10).

وكانت الحكومة قد أعلنت حزمة مساعدات للمواطنين بقيمة 37 مليار جنيه إسترليني (44.8 مليار دولار أميركي)، لكن الزيادة الجديدة المتوقعة تضع ضغوطًا إضافية على رئيس الوزراء القادم.

أول البنود

أسعار الطاقة
رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، مع وزير المالية في حكومته المرشح لرئاسة الحكومة الجديدة - الصورة من "ياهو نيوز"

قال المستشار السابق للحكومة البريطانية، جوش بوكلاند: "يجب أن تكون مسألة أسعار الطاقة أول بنود أجندة عمل الرئيس القادم؛ لأنه يجب التصرف فيها في الخريف، أي قبل دخول الشتاء".

ووفق ما رصدته وكالة بلومبرغ؛ فإن ارتفاع تكلفة المعيشة يُعَد واحدًا من من التحديات الكبرى التي تواجه الحكومة القادمة، إلى جانب أزمات أخرى مثل تدهور الخدمات الصحية، والتكلفة الناجمة عن التخارج من عضوية الاتحاد الأوروبي (بريكست).

وتوقع كل من بنك "إنفستك"، وشركة الاستشارات "كرونوول إنسايت"، أن أسعار الطاقة في المملكة المتحدة ستزيد إلى أرقام ضخمة تصل إلى آلاف الجنيهات الإسترلينية؛ حيث بُنيت تلك التوقعات على أساس ارتفاع أسعار سوق الجملة، عقب خفض روسيا لغازها المتدفق إلى أوروبا، بسبب العقوبات التي فرضتها الأخيرة على الأولى، عقب غزوها لأوكرانيا.

ورغم أن المملكة المتحدة لا تحصل مباشرة على غاز روسيا إلا بقدر ضئيل؛ فإنها ترتبط بأوروبا من خلال 3 خطوط أنابيب، تنقل الغاز إليها؛ ما يعني تأثرها بما يحدث في دول القارة العجوز.

دعم الطاقة

كانت حكومة المملكة المتحدة قد قررت، في شهر مايو/أيار الماضي، دعم كل أسرة بنحو 400 جنيه إسترليني (484 دولارًا أميركيًا) بدءًا من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لكن مع الزيادة الجديدة المتوقعة في أسعار الطاقة، لن تعالج تلك المبالغ كل المشكلة.

وإذا لم يستطِع السكان دفع فواتير الطاقة، ستتأثر الشركات المزودة بالوقود سلبًا؛ ما يخلق صعوبات تهدد وجود بعضها، كما حدث العام الماضي (2021)؛ إذ أفلست أكثر من 25 شركة.

ويتوسع ارتفاع أسعار الطاقة في التهام دخول المستهلكين، وإلحاق الضرر بالطلب؛ ما يزيد المخاوف من الدخول في ركود اقتصادي، وقد يكون تراجع قيمة الأجور الحقيقية، وأسعار السلع في أسواق التجزئة من علامات هذا الركود.

وتعني الأسعار المرتفعة للطاقة أن المملكة المتحدة سوف تواجه شتاءً صعبًا مثل سابقه؛ إذ تشير التوقعات إلى أن هذه الأسعار هي الأعلى خلال 5 سنوات، وأنها ستستقر عند هذه المستويات حتى عام 2025، وقد تمتد إلى 2026.

شتاء شديد القسوة

قال مدير السياسات في "إن إي إيه"، بيتر سميث: "إن هذا الشتاء -شتاء 2023- سيكون شديد القسوة على ملايين الأشخاص في المملكة المتحدة، وعلى الحكومة القادمة التصرف على المستويين العاجل والطويل".

وقدر سميث عدد الذين يموتون بسبب عدم القدرة على تدفئة منازلهم في المملكة المتحدة بنحو 9 آلاف و700 شخص سنويًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق