تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

صدمة.. طائرات خلايا وقود الهيدروجين والكهربائية لن تحقق الحياد الكربوني في النقل الجوي

تخفض 5% فقط من انبعاثات الطيران بحلول عام 2050

نوار صبح

يتوقع محللون أن تخفض طائرات خلايا وقود الهيدروجين والطائرات الكهربائية بالكامل أقلّ من 5% فقط من انبعاثات قطاع الطيران بحلول عام 2050.

ولن تنضج كلتا التقنيتين بالسرعة الكافية لتحلّ محلّ جزء كبير من أساطيل الطائرات الحالية خلال العقود الـ3 المقبلة.

وستواجه النماذج الأولى من طائرات خلايا وقود الهيدروجين والكهربائية تحديات اقتصادية وتكنولوجية كبيرة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

في حالة طائرات الدفع الكهربائي الكامل، من غير المرجح أن تواكب مواصفات البطارية المتقدمة متطلبات الطاقة للطائرات النفاثة ضيقة أو عريضة البدن، حسبما نشرته مجلة سستينيبيليتي ماغازين (sustainabilitymag).

وعلى الرغم من أن الهيدروجين يمتلك القدرة على إزالة الكربون من ثلث قطاع الطيران على الأقلّ، فإنه ما تزال تفصله عقود من التبني الجماعي، ما يجعل العالم يعتمد على وقود الطيران المستدام للوصول إلى التخلص من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفقًا لخبراء الصناعة.

توسعة نطاق إنتاج الهيدروجين النظيف

خصصت الولايات المتحدة مليارات الدولارات من خلال حزمتين حديثتين للإنفاق الفيدرالي لتوسعة نطاق إنتاج الهيدروجين "النظيف" لمجموعة متنوعة من الاستعمالات النهائية، بما في ذلك وقود النقل.

وعلى عكس أنواع وقود الطيران المستدام، فإن الهيدروجين غير متوافق مع الطائرات الحالية، وسيتطلب أسطولًا جديدًا تمامًا في صناعة تتميز بمعدل دوران منخفض للمخزون، حسبما نشرته منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

طائرة تجارية تعمل بوقود الهيدروجين
طائرة تجارية تعمل بوقود الهيدروجين- المصدر: إيرباص

قال الباحث بمجال الطيران في المجلس الدولي للنقل النظيف (آي سي سي تي)، جايانت موخوبادهايا: "إن شركة إيرباص حددت هدفًا لتطوير أول طائرة تعمل بالهيدروجين في العالم بحلول عام 2035، التي تُعدّ حتى بالنسبة لطائرة واحدة "مقياسًا زمنيًا صارمًا".

وأضاف موخوبادهايا: "نظرًا لأن الطائرات تعيش لمدة طويلة -وعمرها يتراوح بين 20 و30 عامًا-، فإن معدلات تجديد الأسطول بطيئة جدًا، لدرجة أن أيّ طائرة تُشتَرى اليوم من المرجّح أن تعمل في عام 2050".

وأوضح أنه بافتراض دخول أول طائرة ضيقة البدن تعمل باحتراق الهيدروجين إلى السوق في عام 2035، "بحلول عام 2050، يمكنها فقط التقاط ما بين 10% و20% من القيمة السوقية القصوى لها".

السوق المحايدة كربونيًا

تشير تقديرات المجلس الدولي للنقل النظيف، وهي منظمة بحثية غير ربحية، إلى أن طائرات وقود الهيدروجين يمكن أن تشكّل 39% من سوق السفر الجوي المحايد كربونيًا، في حين إن طائرات خلايا الوقود المستعملة للرحلات القصيرة يمكن أن تشكّل نحو 2%.

وتقوم خلايا الوقود بتحويل الهيدروجين إلى طاقة من خلال تفاعل كهروكيميائي، بدلًا من حرقه. وقال الباحث بمجال الطيران في المجلس الدولي للنقل النظيف (آي سي سي تي)، جايانت موخوبادهايا: "إن التقنية تخضع حاليًا لاختبار الطيران ويمكن أن تدخل السوق بحلول عام 2030 وفقًا للمسارات الأكثر تفاؤلًا.

في المقابل، يتوقع المجلس الدولي للنقل النظيف أن تغطي الطائرات الكهربائية نحو 0.1% فقط من السفر الجوي، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال موخوبادهايا: "في الطائرات الكهربائية، ستكون هذه هي أكثر وسائل النقل كفاءة.. ولكن لسوء الحظ، سيمكنها فقط نقل 9 أشخاص من مدينة نيويورك إلى واشنطن العاصمة، وعند هذه النقطة، ربما يمكنهم ركوب الحافلة أو القطار".

الهيدروجين والكهرباء سلاح النقل الجوي لخفض الانبعاثات
طائرة في أحد المطارات- أرشيفية

وقود الطيران المستدام

تترك التوقعات أكثر من نصف الطلب على الطيران المحايد كربونيًا ليُلَبَّى بوساطة أنواع وقود الطيران المستدام، التي تُصَنَّع من الكتلة الحيوية المتجددة أو النفايات.

وذكَر موخوبادهايا: "في الوقت الحالي، سنحتاج إلى الكثير من وقود الطيران المستدام لتلبية أهدافنا المناخية لعام 2050.. والشيء الرئيس الذي يوقفنا هو التكلفة".

ويشتمل قانون خفض التضخم الأميركي على حوافز لإنتاج وقود الطيران المستدام، مع ائتمانات ضريبية تصل إلى 1.75 دولارًا لكل غالون من الوقود المؤهل، والمرخَّص حتى عام 2026.

من جهتها، تقوم وزارة الخزانة الأميركية حاليًا بصياغة إرشادات حول كيفية حساب البصمة الكربونية لسلسلة وقود الطيران المستدام، التي ستُستعمَل لتحديد المنتجين المؤهلين للحصول على الدعم، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويتطلب القانون من منشآت وقود الطيران المستدام الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى 50% من مصافي وقود الطائرات النفاثة التقليدية.

وقال المستشار العام لاتحاد التجارة غرووث إنرجي، في جلسة المجلس الدولي للنقل النظيف، جو كاكيش: إن الإرشادات "تصبح محوريًة حقًا لتحديد ما إذا كان هذا خيارًا قابلًا للتطبيق بالنسبة للولايات المتحدة، أو للمنتجين المحليين".

وأضاف: "لذا فإن الحوافز الضريبية الحالية مثل قانون خفض التضخم مفيدة، لكنها لا تعمل من تلقاء نفسها بالضرورة على سد الفجوة بين أسعار الطائرات التقليدية وأسعار وقود الطيران المستدام".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق