تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريررئيسية

فاتنفول السويدية تطالب بإجراءات عاجلة لمكافحة الاحتباس الحراري

أسماء السعداوي

تهتم شركة فاتنفول السويدية بانخراط السكان المحليين المقيمين بجوار مشروعاتها للطاقة المتجددة في أوروبا، من أجل الإسهام الشامل في خفض الانبعاثات الضارة بالبيئة.

وفي هذا الصدد، أكدت شركة الطاقة السويدية التزامها بالتحول إلى اقتصاد أخضر جديد، إذ تُسهم كل من الابتكارات والاستثمارات المحلية في بناء مستقبل خالٍ من انبعاثات الكربون التي تهدد كوكب الأرض، بحسب تقرير نشرته مجلة "نيوستيتسمان" (newstatesman)، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ودعت المديرة القُطرية المؤقتة للشركة في المملكة المتحدة ليزا كريستي، الحكومات ومنظمات القطاع الخاص والأفراد إلى الإسهام بقوة في جهود مكافحة الاحتباس الحراري، عبر اتخاذ إجراءات عاجلة ومحددة، كما ينص على ذلك اتفاق باريس للمناخ في عام 2015.

وأكدت المسؤولة في الشركة، أن تغير المناخ يفرض تهديدات خطيرة على وجود سكان المناطق الساحلية المنخفضة بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، كما يسبب جفافًا في مناطق أخرى، وارتباكًا بسلاسل الإمداد، وهو ما يدفع نحو الهجرة الجماعية، ويتسبب في حالة عدم الاستقرار الاقتصادي.

الحياد الكربوني في المملكة المتحدة

تعهّدت الحكومة بتحقيق هدف الحياد الكربوني في المملكة المتحدة بحلول عام 2050، كما وعدت أحزاب معارضة حال وصولها إلى السلطة بالاستغناء عن مصادر الوقود الأحفوري من شبكة الكهرباء بحلول عام 2030.

وتقول كريستي، إنه على الرغم من التوافق السياسي حول الحاجة الملحة إلى تسريع تلك الجهود الخضراء، فإن تحقيق تلك الأهداف يتطلّب تعاونا جريئًا وتفكيرًا ابتكاريًا وعابرًا للقطاعات بصورة غير مسبوقة.

المديرة القطرية لشركة فاتنفول السويدية بالمملكة المتحدة،ليزا كريستي- الصورة من صفحة الشركة على تويتر
مديرة فاتنفول السويدية في المملكة المتحدة ليزا كريستي - الصورة من حساب الشركة على تويتر

كما أكدت كريستي، أن الاقتصاد الخالي من الكربون الذي تقوم أركانه على توليد الطاقة المتجددة، وعمليات الإنتاج منخفضة انبعاثات الكربون في الصناعات التقليدية الثقيلة، يفتح الباب أمام تحقيق تلك الأهداف.

ويمكن -أيضًا- تحقيق تحول الطاقة بطريقة ترتبط بصورة وثيقة ببرامج النمو الاقتصادي المحلية، التي تحمل إمكانات لنهضة السكان في أنحاء البلاد كلها.

الدور المجتمعي لمحطة ساوث كيلي

سلّطت المديرة القُطرية لشركة فاتنفول في المملكة المتحدة، في هذا الصدد، الضوء على دور مزرعة ساوث كيلي في إسكتلندا لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح البحرية، التي تتضمّن 50 توربينًا جديدًا لإنتاج كهرباء تكفي لإنارة 170 ألف منزل سنويًا.

وعلى طول مدة عملها التي تمتد حتى 25 عامًا، من المتوقع أن توفّر المزرعة أرباحًا قدرها 38 مليون جنيه إسترليني (48.2 مليون دولار) للسكان المحليين المقيمين بالجوار.

ومن إجمالي 93 مليون جنيه إسترليني (118 مليون دولار) أنفقتها الشركة السويدية في إسكتلندا، دعّمت المزرعة الاقتصاد المحلي بمبلغ 44 مليون جنيه إسترليني (55.8 مليون دولار)، عن طريق اتباع نهج يدعم السكان المحليين عند إجراء عمليات الشراء والتعاقدات وإدارة سلاسل إمداد مرنة.

(الجنيه الإسترليني = 1.27 دولارًا أميركيًا)

وبحسب كريستي، يمكن تعظيم القيمة المجتمعية لمشروعات الطاقة المتجددة عن طريق دعم تشغيل السكان المحليين المهرة وذوي الإنتاجية العالية، وكذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية المُشاركة في المبادرات الفرعية التي يحفّزها تطوير البنية الأساسية للطاقة المتجددة.

وقالت: "التأثير سيكون إيجابيًا بوضوح، وجدنا كثيرًا من الدعم من أجل مزارع الرياح البرية والبحرية التابعة لنا، إن الدعم مرتفع للغاية، ونعلم ذلك عن طريق استطلاع الآراء".

مزرعة رياح ثاوث كيلي في إسكتلندا- الصورة موقع شركة فاتنفول السويدية
مزرعة رياح ساوث كيلي في إسكتلندا - الصورة من موقع شركة فاتنفول السويدية

ثورة صناعية خضراء

طالبت كريستي بإحداث ثورة تعديل في طريقة عمل الصناعات كثيفة انبعاثات الكربون مثل الطيران والصلب والخرسانة والسيارات والبلاستيك، من أجل تحويل هدف الحياد الكربوني إلى حقيقة.

وقالت إن تحويل تلك القطاعات الحيوية لتصبح صديقة للبيئة، يتطلّب ابتكارات عالية التقنية، ولذلك تستثمر شركة فاتنفول السويدية في البحوث والتطوير لإنتاج الهيدروجين النظيف الذي هو مكون حيوي لإزالة الكربون من الصناعات كثيفة الانبعاثات.

وسيساعد ذلك النوع من التكنولوجيا في دعم الاستقرار والإنتاجية العالية لمشروعات الطاقة المتجددة، داخل المجتمعات التي تربطها علاقات تاريخية متجذرة بالصناعات التقليدية، وهو ما سيؤدي إلى انتقال تلك القطاعات لمرحلة جديدة في القرن الحادي والعشرين وتوفير فرص عمل مستدامة بالمستقبل.

وفي السياق ذاته، تستثمر فاتنفول السويدية في الصلب الأخضر من خلال "هيبريت" أول مشروع في العالم لإنتاج الحديد والصلب باستعمال الكهرباء النظيفة والهيدروجين، بدلًا من فحم الكوك الملوث.

وأكدت أن ذلك النوع من المشروعات "سيساعدنا على تغيير دفة تلك المنتجات الأساسية، نحو الحداثة وتقدم الاقتصاد، لتضع أقدامها على طريق المستقبل الأخضر".

واختتمت قائلة: "الأمر لا يتعلق بانتظار الخطة المثالية وتوقع أن تُحدث التغيير لتُصبح حياتنا بأكملها -فجأة- لا تستعمل الوقود الأحفوري، وإنما بتحديد القطاعات التي يمكن إزالة الكربون منها بصورة أسرع، وسبل استعمال الإلكترونات الخضراء من سبيل ذلك، نحن نتقدم صعودًا، وهو ما نحتاج إليه لجعل الاقتصاد الأخضر حقيقة ملموسة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق