التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير منوعةرئيسيةطاقة متجددةمنوعات

شفرات توربينات الرياح البحرية آمنة على حياة الطيور.. دراسة تنسف المخاوف

لم تسجل حادثة واحدة طوال مدة الدراسة البالغة عامين

هبة مصطفى

لأعوام طويلة ظلت شفرات توربينات الرياح البحرية موضعَ اتهام بقتل الطيور المحلّقة في مستوى قريب، وعطلت هذه المخاوف بعض خطط التطوير للمشروعات.

وللمرة الأولى تثبت دراسة قدرة الطيور على التكيف مع ارتفاع الشفرات ومحيط دورانها حتى ارتفاع يصل متوسطه إلى 120 مترًا بحسب أنواع الطيور، وفق التفاصيل المنشورة في الموقع الإلكتروني لشركة فاتنفول السويدية مُعدّة الدراسة.

وخلال عامين كاملين هما عمر الدراسة، تمكَّن الباحثون من استعمال تقنية مزدوجة سمحت بالتقاط 10 آلاف مقطع للطيور المختلفة في محيط شفرات توربينات الرياح البحرية، لقياس احتمالات تعرّضها للخطر، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

طيران آمن

خلصت دراسة شركة فاتنفول السويدية إلى أن شفرات توربينات الرياح البحرية باتت معدّات آمنة على الطيور، ما يشير إلى أنها لم تعد شبحًا يمكن لنشطاء المناخ استعماله لمقاومة انتشار الصناعة.

وللتيقّن من مسار حركة الطيور في محيط شفرات توربينات الرياح البحرية، استعمل القائمون على الدراسة تقنية رصد مزدوجة اعتمدت على مقاطع آلات التصوير ومسار الرادار، ومن خلال 10 آلاف مقطع مصوّر على مدار عامين كاملين، أقرّوا بأن الطيور تتروّى وتتأنّى خلال مسارها وحركتها إذا ما اقتربت من الشفرات.

ويبدو أن الطيور اعتادت الطيران في محيط مزارع الرياح البحرية، وأصبحت قادرة على الشعور بمواقع أنصال الشفرات ومحركات الدوران، ما سهّل على كل نوع منها تجنّب التحليق على ارتفاع مختلف عن أنواع الطيور الأخرى.

وأظهرت نتائج الدراسة -التي تكلفت 3 ملايين يورو "3.2 مليون دولار أميركي"- أن ارتفاع 120 مترًا كان ملائمًا لكل أنواع الطيور محلّ الرصد، ويمكنها التكيف مع حركة دوران شفرات توربينات الرياح البحرية حتى هذا المستوى بسهولة.

شفرات توربينات الرياح البحرية
طيور تحلّق قرب توربين من إنتاج شركة فيستاس - الصورة من RSPB

مستويات التأقلم

تباينَ مستوى تأقلم الطيور مع ارتفاع شفرات توربينات الرياح البحرية بحسب نوعها، إذ كان لكل نوع ردة فعل مختلفة، وارتفاع محدد بدأ عنده تجنّب مسار دوران الشفرات:

* طائر النورس الفضي الشهير في أوروبا (يُطلق عليه أحيانًا نورس الرنكة ويتبع فصيلة النوارس) يتجنب شفرات توربينات الرياح البحرية من مستوى أفقي يتراوح بين 90 مترًا و110 أمتار.

* طائر الزمج (نوع من أنواع النوارس يتبع رتبة الزقزاقيات)، يتجنب الشفرات من مستوى أفقي يتراوح بين 140 و160 مترًا.

* طائر "الأطيش" يتجنّب الشفرات على ارتفاع 40 مترًا.

* النوارس الكبيرة ذات الظهر الأسود الكبير تتجنّب الشفرات على ارتفاع 50 مترًا.

وقدّر الباحثون هذه الارتفاعات عبر ملاحظة بيانات المقاطع المصورة التي التُقِطت لأنواع الطيور الـ4 خلال مرورها بمزرعة "أبردين" للرياح البحرية في إسكتلندا، والتي تضم 11 توربينًا.

وطوال مدة العامين، لم تلتقط آلات التصوير أو بيانات مراقبة الرادار ما يفيد بوقوع ارتطام واحد لأيّ من أنواع الطيور، خلال مرورها قرب شفرات توربينات الرياح البحرية.

شفرات توربينات الرياح البحرية
طائر مُلقى بجوار توربينات مزرعة رياح برّية - الصورة من Windmills Kill

انتصار للصناعة

قال المسؤول عن الدراسة، هنريك سكوف، إن رافضي انتشار مشروعات الرياح -خاصة البحرية- استندوا إلى حجم الضرر الذي قد يلحق بالطيور جراء ارتطامها بشفرات التوربينات، وإن تكلفة الحلول التي يمكن اللجوء إليها لتجنّب أيّ أضرار على الطيور البحرية باهظة الثمن، وتعطّل تطوّر الصناعة.

وأضاف سكوف أن نتائج الدراسة -الرامية لرصد سلوك مستويات طيران الطيور البحرية في محيط مزارع الرياح- جاءت في صالح الصناعة، إذ إن الطيور محل الرصد كانت تتفادى تلك الشفرات، وتحاول البقاء بأمان في البيئة المحيطة لمشروعات الرياح.

وأوضح أن الباحثين استعملوا آلات التصوير والرادارات لرصد مسار طيران الطيور، وكان من المفيد دمج التقنيتين لتحديد موقع كل طائر داخل المزرعة ومتابعة سلوكه وتحديد المسافة التي تفصله عن شفرة التوربين، خلال ثانيتين ونصف.

وأضاف أن الدراسة راعت عوامل عدّة قد تؤثّر في سلوك الطيور البحرية، من بينها عوامل الطقس واتجاه الرياح، وكذا إمكان تعرضها لخطر من الجانب الخلفي للتوربينات، مشيرًا إلى أن التوصل للنتائج المشار إليها مسبقًا، مع الاهتمام بالتفاصيل المؤثّرة يميز الدراسة التي أشرفت عليها فاتنفول السويدية.

شفرات توربينات الرياح البحرية
سرب من الطيور يحيط بشفرات أحد التوربينات - الصورة من NBC News

تطبيقات إضافية

قبيل اعتماد نتائج هذه الدراسة، كونها قاعدة مسلَّمًا بها، والانطلاق في إصدار الموافقات والتصاريح وموافقات البناء لنشر المزيد من مشروعات الطاقة المتجددة، يتعين على الجهات المعنية إجراء المزيد من التطبيقات الإضافية.

وأوصت فاتنفول السويدية بضرورة إجراء دراسات مماثلة تشمل أنواع طيور بحريّة أخرى، وكذلك دراسات أخرى تركّز على البيئة المحيطة بمزارع الرياح البرية أيضًا، بحسب ما نقله موقع إنترستنغ إنجينيرنغ (Interesting Engineering).

وأوضحت الشركة أن نتائج الدراسة الأكثر شمولًا وتطورًا حتى الآن تبرهن على أن 4 من الطيور البحرية المنتشرة على سواحل المملكة المتحدة في مسار شفرات توربينات الرياح البحرية تتميز بقدرتها على تجنّب الارتطام خلال التحليق على مستويات محددة.

وقالت، إنه لطالما استُعمِلَت مخاوف تعرّض الطيور للخطر ذريعة لوقف انتشار مشروعات طاقة الرياح، لكن نتائج الدراسة رصدت عدم صحة هذه المخاوف.

وأوضح المتخصص البيئي في "فاتنفول"، روبين كوكس، أن التوقعات التي كانت منتشرة سابقًا حول مخاطر ارتطام الطيور بشفرات توربينات الرياح البحرية وتعرّضها للخطر كان لها تأثير واسع في تقييم الأثر البيئي للمشروعات المشابهة.

وأضاف أن هذه التوقعات اتّسمت بحالة من عدم اليقين، مشيرًا إلى أنه يمكن استعمال آليات الدراسة للتطبيق على المواقع قبيل إصدار التصريحات والموافقات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق