تقارير الغازالتقاريرروسيا وأوكرانياغاز

هل تحظر أوروبا الغاز المسال الروسي؟ خبير أوابك يجيب

هبة مصطفى

قد يعرّض حظر الغاز المسال الروسي سوق الطاقة العالمية إلى هزة جديدة، إذا ما أقرّت دول الاتحاد الأوروبي تشريعات تواصل بها سلسلة العقوبات التي بدأتها ضد موسكو في أعقاب الحرب الأوكرانية عام 2022.

واللافت للنظر أن الحديث حول الحظر يتزامن مع رقم مهم لواردات دول الاتحاد من إمدادات الغاز الطبيعي المسال الروسي العام الماضي 2023، خاصة أن خطط تحول الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة لم تحقق نموًا بالقدر الكافي لتلبية الطلب وحدها.

والغريب أن هذه الأصوات تعالت بفرض حظر على الغاز المسال الروسي، في حين إن أسعار الغاز الأوروبية استقرت لتوّها من مستويات قياسية سجلتها عام 2022، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

سيناريو مستبعد "مؤقتًا"

من جانبه، يستبعد خبير الغاز والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إقرار الاتحاد الأوروبي تشريعات تفرض حظرًا على الغاز المسال الروسي.

وقال، إن أرقام واردات دول الاتحاد الأوروبي من غاز موسكو المسال، خلال العام الماضي، تكشف مدى صعوبة فرض تشريعات حظر، حسب تصريحات له في مقابلة مع قناة العربية.

ويرصد الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز الأسواق المستقبلة لصادرات الغاز المسال من روسيا في 2023:

أبرز الأسواق التي استقبلت صادرات الغاز المسال الروسية في 2023

وعلى الأقل في المدى القريب والمتوسط، لن تلجأ دول الاتحاد إلى فرض حظر على الغاز المسال الروسي، خاصة أن روسيا تعدّ ثاني أكبر مُصدّر للغاز المسال إلى دول الاتحاد العام الماضي بعد أميركا، إذ بلغت حصة موسكو 16% من إجمالي الواردات الأوروبية، حسبما قال المهندس وائل حامد.

ومن جانب آخر، أشار خبير أوابك إلى اتجاه روسيا لدعم صناعة الغاز المسال، بهدف اختراق أسواق جديدة وتعويض جزء من تراجع صادراتها.

ومن شأن الطلب العالمي على الغاز المسال أن يتأثر بعودة الغاز الروسي حتى لو كان بكميات قليلة، حال استمرار اعتماد السوق الأوروبية على الإمدادات المسالة، وإبقاء تدفقات موسكو عبر خطوط الأنابيب خارج المعادلة.

أسعار الغاز الأوروبية

بينما تقتحم صادرات الغاز المسال الروسي دول الاتحاد الأوروبي، دفعت تداعيات الحرب الأوكرانية نحو خفض تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى 20% من مستويات ما قبل الحرب.

وفي الوقت ذاته، تسعى روسيا لتعزيز تدفقات غازها من خطوط الأنابيب، عبر دعم إنشاء مركز لتجارة الغاز في تركيا وتوقيع اتفاقات جديدة مع الصين حول تنفيذ خط "باور أوف سيبريا 2".

وبعيدًا عن استمرار تدفقات الغاز المسال الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي، أكد المهندس وائل عبدالمعطي أن أسعار الغاز بصورة عامة شهدت تراجعًا منذ بداية العام الماضي 2023، مقارنة بالعام السابق له.

وقال، إن الأسعار انخفضت عن مستوى تاريخي غير مسبوق نجم عن الحرب الروسية-الأوكرانية، وما تلاها من عقوبات وإجراءات قلّصت إمدادات الغاز من موسكو.

وأضاف أن أعلى معدل غير مسبوق لأسعار الغاز كان من نصيب السوق الأوروبية بارتفاع قدره 67%، و61% في أميركا، و58% في آسيا، مشيرًا إلى أن الأسعار ما زالت في مستويات تفوق أسعار ما قبل الحرب.

مرافق لتخزين الغاز
مرافق لتخزين الغاز - الصورة من بلومبرغ

عوامل مؤثرة

يشير المهندس وائل عبد المعطي إلى 4 عوامل أثّرت في أسعار الغاز، قد تتواصل خلال النصف الثاني من فصل الشتاء.

وهذه العوامل تتعلق بارتفاع مخزونات الغاز الأوروبية والآسيوية، بالإضافة إلى الظروف الجوية المعتدلة لفصل الشتاء (2023-2024)، إذ تؤثّر أغراض التدفئة في معدل الطلب على الغاز.

وبجانب ذلك، سعت بعض الدول إلى تنويع وارداتها بعيدًا عن الغاز والغاز المسال، وزادت اليابان من إنتاج الطاقة النووية والمفاعلات ما أدى إلى تنازلها عن لقب أكبر سوق مستوردة للغاز المسال، ومنحه للصين، واستقرت طوكيو في المرتبة الثانية.

وبالتزامن مع ذلك، شهد الطلب الأوروبي على الغاز تراجعًا، في ظل إجراءات ترشيد الاستهلاك وخفض الطلب من النشاط الصناعي.

وتوقّع عبدالمعطي استمرار استقرار أسعار الغاز، مشيرًا إلى أن حالة الهدوء قد تتغير إذا ما واجهت السوق انخفاضًا في المعروض، مثل التداعيات التي يمكن أن تترتب على خطط الصيانة المكثفة في النرويج خلال الربع الثالث (من يوليو/تموز حتى سبتمبر/أيلول 2024).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق