غازأخبار الغازرئيسيةعاجل

أدنوك تسابق الزمن لبدء مشروع غاز مسال جديد.. ورهان إماراتي قطري

محمد عبد السند

تكثّف شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك مساعيها الرامية إلى تعزيز حصتها في سوق الغاز المسال، التي تشهد نموًا بوتيرة سريعة، بفضل الفرص الاستثمارية الواعدة التي أتاحتها خلال السنوت الأخيرة.

وتعوّل حكومات العديد من دول العالم على الغاز الطبيعي المسال في تعزيز أمن الطاقة لديها، والتحوط ضد الصدمات الخارجية المحتملة، على غرار ما حدث في أوروبا خلال شتاء 2022، بعد قطع روسيا إمدادات الغاز عن القارة العجوز على خلفية الحرب الأوكرانية.

كما يُنظر إلى الغاز المسال بوصفه وقودًا منخفض الكربون، ما يجعله فرس رهان في سباق تحول الطاقة وتحقيق أهداف الحياد الكربوني، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

مشروع الرويس للغاز المسال

تمضي أدنوك قدمًا نحو تنفيذ خطط تتعلق بمشروع صادرات غاز مسال جديد، ما يجعلها أحدث شركة تتطلّع إلى اقتناص حصة في السوق الرائجة في وقت لاحق من العقد الحالي، وفق ما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg) الإخبارية الأميركية.

وتستعد الشركة الإماراتية للتوصل إلى قرار استثمار نهائي بشأن مشروع الرويس للغاز المسال خلال النصف الأول من العام الجاري (2024)، وفق مصادر مطلعة على تفاصيل الخطة المذكورة.

وسبق أن صرّحت أدنوك بأنها ترغب في تصدير الغاز المسال بدءًا من عام 2028.

رهان إماراتي قطري

تراهن دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر بعشرات المليارات من الدولارات على أن الغاز الطبيعي منخفض الانبعاثات سيؤدي دورًا لا غنى عنه في تسريع جهود التحول إلى الطاقة المتجددة، في حين يقول آخرون إن آفاق استعمال هذا الوقود على نطاق واسع ليست وردية بتلك الصورة.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية وصول الطلب على الغاز الطبيعي إلى ذروته في جميع سيناريوهات التوقعات بحلول نهاية العقد الحالي (2030).

وبينما باعت أدنوك بعض الإمدادات من مشروع الرويس للغاز المسال بموجب صفقات طويلة الأجل، تبقى معظم تلك الإمدادات غير متعاقد عليها، وفق بيانات صادرة عن منصة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس (BloombergNEF).

وتستهدف أدنوك استعمال الأموال الخاصة بها لدعم الخطة، على غرار ما تفعله دولة قطر في دعم مشروعاتها التوسعية، وفق ما قالته المصادر، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.

منشأة تابعة لشركة أرامكو
منشأة تابعة لشركة أرامكو - الصورة من موقع الشركة

مساعٍ متواصلة

تتزامن المساعي التي تبذلها الشركة الإماراتية لتعزيز حصتها في سوق الغاز المسال محليًا وإقليميًا وعالميًا، مع القرار الذي اتخذته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في يناير/كانون الثاني 2024 بوقف إصدار تراخيص جديدة بشأن صادرات الغاز المسال؛ ما يهدد بإرجاء تنفيذ مشروعات مقترحة في أواخر العقد الحالي.

ومن شأن هذا القرار أن يوفر فرصة محتملة لبناء البنية التحتية للغاز في أماكن أخرى، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وستعمل وحدة الرويس على مضاعفة السعة التصديرية لشركة أدنوك -المملوكة للدولة- من الغاز الطبيعي المسال في إطار مساعٍ أوسع تبذلها لتوسيع أعمالها التجارية.

وحتى الآن، وقّعت أدنوك اتفاقيات بيع مع شركتي إي إن إن ناتشورال غاز (ENN Natural Gas) الصينية، ونظيرتها الهندية غيل إنديا، و(GAIL India) للتوريد من المصنع الجديد.

أدنوك وأرامكو والسوق الأميركية

أضحت سوق الغاز المسال الأميركية جاذبة لشركة أدنوك ونظيرتها السعودية أرامكو، اللتين تعقدان مباحثات مكثفة، للاستثمار في مشروعات الغاز المسال الأميركية، مع توقع نمو الطلب على تلك السلعة الإستراتيجية بنسبة 50% بحلول 2030.

وتستهدف الشركتان استغلال الفرص المتاحة في الولايات المتحدة التي أضحت أكبر مُصدر للغاز المسال في العالم، في الوقت الذي تتنافسان فيه مع شركات النفط الكبرى ومنافستهما الإقليمية قطر.

وتعقد أرامكو محادثات للاستثمار في المرحلة الثانية من مشروع بورت آرثر للغاز المسال التابع لشركة سيمبرا إنفراستراكتور (Sempra Infrastracture) في تكساس، ما يمثّل توسعة مقترحة للمرحلة الأولى المنتجة بالفعل.

بينما تعقد أدنوك محادثات مع شركة الغاز المسال الأميركية نيكست ديكيد (NextDecade)، لشراء وحدة معالجة رابعة مقترحة في منشأة ريو غراندي لتصدير الغاز المسال، البالغة قيمتها 18 مليار دولار.

ومن المقرر أن تتضاعف سعة الغاز المسال في الولايات المتحدة -تقريبًا- خلال السنوات الـ4 المقبلة، غير أن العديد من مطوري مشروعات الغاز المسال الأميركية واجهوا تحديات مالية لإطلاق محطات التصدير المقترحة الخاصة بهم، وسط ضغوط تنظيمية متزايدة على المصارف للتركيز على الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق