التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

استثمارات الحياد الكربوني قد تحظى بـ11 تريليون دولار إضافية بحلول 2030

وانخفاض معدل نمو إسهام القطاع الخاص العالمي

حياة حسين

يرى بحث حديث أن استثمارات الحياد الكربوني قد تستقبل مبالغ ضخمة إضافية تُقدَّر بنحو 11 تريليون دولار، حتى عام 2030، تتوزع في القطاعات المختلفة للطاقة النظيفة، وتحول الطاقة.

أجرت البحث شركة الاستثمار السنغافورية "جي آي سي" (GIC)، التي وضعت إطارًا لتحديد قيمة الزيادة التدريجية المتوقعة في استثمارات تقنيات الحياد الكربوني المختلفة، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ووضع البحث حدّين -أدنى وأقصى- لتوقعات قيمة استثمارات الحياد الكربوني الإضافية خلال المدة المذكورة، بينهما فارق واضح، إذ يبلغ الأول 5 تريليونات دولار فقط، أي إن الحدّ الأقصى يزيد عنه بأكثر من الضعف عند 11 تريليون دولار.

وتتنوع القطاعات الأبرز المتوقع جذبها لتلك الاستثمارات بين تطوير الشبكات ومشروعات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية وكل المركبات التي تعمل محركاتها بالطاقة النظيفة والمستدامة.

كوب 28 والتمويل

كانت مسألة تمويل مكافحة تغير المناخ في قلب مناقشات قمة المناخ كوب 28، التي عُقِدت في دبي الإماراتية نهاية العام الماضي (2023).

ووصلت استثمارات الحلول المناخية من الشركات المدرجة على مؤشر "كاب إكس" (CapEx) إلى 1.1 تريليون دولار نهاية 2022، حسب تقديرات "بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس" ( BloombergNEF).

كما بلغت الاستثمارات 1.7 تريليون دولار بنهاية 2023، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية، حسبما ذكر مقال بحثي منشور بالموقع الإلكتروني لمنتدى الاقتصاد العالمي (دافوس)، الجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2024.

غير أن المقال البحثي وصف استثمارات الحياد الكربوني بـ"الهزيلة"، رغم نموها الملحوظ، وتعهدات التمويل من القطاعين الحكومي والخاص في أنحاء العالم، خلال قمة المناخ كوب 28، كما أكد أنها غير كافية للوصول لهذا الهدف.

وكان مؤلف كتاب "تغير المناخ: رؤية واقعية للمستقبل" مالكولم برول، قد استبعد في حوار متلفز، تابعته منصة الطاقة المتخصصة مؤخرًا، أن يحقق العالم الحياد الكربوني في 2050، وأرجع ذلك إلى التمويل بصورة رئيسة.

ولا تحظى كل تلك الاستثمارات بمعايير واضحة لقياس مخاطر الائتمان، أو المدى الزمني لها.

وقد يكون هذا العنصر هو السبب في تراجع معدل نمو استثمارات الحياد الكربوني من قبل القطاع الخاص والصناديق والمؤسسات الاستثمارية، من 30.6% في 2018، إلى 15.2% في 2022.

وعلى الرغم من عدم توافر بيانات دقيقة عن حجم استثمارات الحياد الكربوني، فإن تراجع معدل الضخ من القطاع الخاص يسلّط الضوء على تطوير حلول للعلاج.

نمو الاقتصاد الأخضر

توقعت دراسة حديثة لمؤسسة مؤشر بورصة لندن (FTSE Russell)، معتمدة على الشركات المدرجة بها، أن ينمو الاقتصاد الأخضر بنسبة 7-11% سنويًا، مقارنة بـ8% حاليًا، ويزيد إلى 17% بحلول 2030، وهو ما يتوازى مع معدلات نمو الناتج المحلي لدول العالم في المدة نفسها.

ووفق سيناريو وكالة الطاقة الدولية للحياد الكربوني، من المتوقع أن تبلغ قيمة إسهام القطاع الخاص 400 مليار دولار بحلول عام 2030.

وتحصل قطاعات مثل الشبكات والسيارات الكهربائية وإنتاج الليثيوم (يُستعمل في صناعة بطارية المركبات الكهربائية) والهيدروجين، إضافة إلى بناء حلول التدفئة، على الحصة الكبرى من تلك الاستثمارات.

وترى الدراسة التي أشار إليها مقال "دافوس"، واطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أن القطاعات الأسرع نموًا تشمل: الهيدروجين والوقود الحيوي والليثيوم وتخزين الكهرباء، وأنها تشهد نموًا بنسبة 20% سنويًا منذ 2022، ويستمر حتى 2030.

وبسبب نشاط هذه القطاعات، وسرعة نموها، ستزيد قيمة أصول القطاع الخاص في الاقتصاد الأخضر بنحو 100 مليار دولار، وفق سيناريو خفض الانبعاثات حتى 2030.

ويُعدّ الوقود الحيوي أبرز تلك المجالات الواعدة في النمو، ولكنه لا يحظى بالتقدير الكافي.

خطوط أنابيب نقل الهيدروجين
خطوط أنابيب نقل الهيدروجين - الصورة من ساينس نيوز إكسبلورز

زيادة زمنية

من المتوقع حدوث أكبر زيادة في قيمة استثمارات الحياد الكربوني خلال هذا العقد بصورة عامة، لكن من المرجح أن يحظى قطاعا النقل والصناعة بمدة نمو أطول، مع استمرار استبدال الأصول واعتماد حلول إزالة الكربون حتى العقد التالي (2040)، وفق دراسة حديثة لمؤسسة مؤشر بورصة لندن (FTSE Russell).

وعلى المستوى الجغرافي، تمثّل منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر سوق يمكن التعامل معها؛ بسبب ضغوط عالمية لخفض انبعاثات الكربون، خاصة في ظل النمو السكاني السريع.

وتحتضن تلك المنطقة الصين والهند اللتين تحتلّان المرتبتين الأولى والثالثة بين أكبر الدول المصدرة للانبعاثات، وهما –أيضًا- الأعلى من ناحية الكثافة السكانية، إذ يتجاوز عدد السكان المليار نسمة لكل منهما.

غير أن قطاع المباني في أوروبا وأميركا الشمالية، الذي يشهد طلبًا متزايدًا على التعديلات التحديثية وتحديث التدفئة والأجهزة للامتثال لمعايير الاستدامة الأعلى، سيحظى بنمو سريع وطويل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق