التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

سالتون سي.. أكبر بحيرة في كاليفورنيا تتحول إلى وادي الليثيوم

لجنة الطاقة بالولاية تستثمر 16 مليون دولار أميركي

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • سالتون سي أكبر بحيرة في كاليفورنيا وواحدة من أسوأ آفاتها البيئية
  • مشروع تجريبي لاستخراج الليثيوم في مصانع "كال إنرجي" الحالية للطاقة الحرارية الجوفية
  • أعضاء لجنة الليثيوم يجتمعون اليوم للمرة الأولى ويقدمون تقريرًا العام المقبل
  • خفض سعر الطاقة الحرارية الجوفية، مّا يجعلها مصدر طاقة متجددة أكثر تنافسية
  • وادي إمبيريال في مقدمة الأماكن الأكثر تلوثًا في كاليفورنيا
  • جهود استخراج الليثيوم لا ترتبط بمشروعات ترميم سالتون سي

تبحث عدة شركات أميركية إمكانية استخراج الليثيوم في منطقة بحيرة سالتون سي في كاليفورنيا، في إطار سعيها إلى مستقبل خالٍ من الوقود الأحفوري وصناعة بطاريات السيارات الكهربائية.

وعلى الرغم من أن سالتون سي تُعد أكبر بحيرة في كاليفورنيا، وواحدة من أسوأ آفاتها البيئية، إلا أنها توفر فرصة لاستخراج الليثيوم الذي يُطلق عليه "الذهب الأبيض"، أحد أكثر العناصر قيمة على كوكب الأرض، حسبما نقلت منصة "سي بي إس 8" الأميركية.

تدخلت لجنة كاليفورنيا للطاقة كمستثمر ملاك، حيث وزعت 16 مليون دولار أميركي في شكل منح لعدد قليل من الشركات لتحديد ما إذا كان من الممكن -تقنيًا وتجاريًا- استخراج الليثيوم من المياه المالحة التي تسحبها محطات الطاقة الحرارية الجوفية من بحيرة سالتون سي.

مصنع تجريبي

أحد المستفيدين هي شركة كال إنرجي ريسورسز -التابعة لشركة بيركشاير هاثاواي إنرجي العملاقة- تستخدم 6 ملايين دولار أميركي كمنح حكومية لإعادة مشروع تجريبي لاستخراج الليثيوم في مصانعها الحالية للطاقة الحرارية الجوفية بالقرب من كاليباتريا، في الطرف الجنوبي الشرقي من البحر الميت.

ستقوم الشركة -التي تتوقع بدء العمل قريبًا- ببناء مصنع تجريبي صغير الحجم لبدء التشغيل العام المقبل، وتتوقع إنتاج ما يقرب من ثلث الليثيوم في العالم، إذا سارت الأمور على ما يرام.

من وجهة نظر السياسة العامة لولاية كاليفورنيا، يقدم المشروع تقاطعًا فريدًا بين أولويات الولاية: زيادة مصادر الطاقة المتجددة وتشجيع تكنولوجيا البطاريات الجديدة للسيارات الكهربائية وتخزين الطاقة.

يُمكن أن يُستخدم هدف الولاية للسيارات الكهربائية -على سبيل المثال- كدفعة. فقد وجّه حاكم الولاية، غافن نيوسوم، العام الماضي بحظر جميع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين بحلول عام 2035.

لجنة وادي الليثيوم

أعطى عضو جمعية ولاية كاليفورنيا، إدواردو غارسيا، الفكرة بداية سريعة في العام الماضي، حيث كتب قانونًا أنشأ لجنة وادي الليثيوم، في إشارة متفائلة إلى القوة الاقتصادية الطاغية التي يمثلها وادي السيليكون.

يعقد أعضاء لجنة الشريط الأزرق لاستخراج الليثيوم أول اجتماعاتهم اليوم الجمعة، وسيقدمون تقريرًا إلى المشرعين العام المقبل.

ولا يتصور مسؤولو الولاية استخراج الليثيوم -فقط-، ولكن يتصورون -أيضًا- بناء روابط مع منشآت بناء البطاريات، ومصانع السيارات الكهربائية، وكل شيء آخر يمكن للسلطات المحلية أن تحلم به.

المشروع من شأنه أن أن يوفر عشرات الآلاف من الوظائف في وادي إمبيريال -الذي يضم 174 ألف شخص، 85% منهم لاتينيون يواجهون بطالة مرتفعة بشكل مزمن وفرص عمل قليلة خارج الحقول الزراعية-.

لكن دعاة العدالة البيئية قلقون بشأن الآثار المحتملة للنفايات الإضافية، وتلوث الهواء من استخراج ومعالجة الليثيوم في سالتون سي؛ نظرًا لأنها تكنولوجيا تجريبية، لم يتم تحليل تأثيراتها البيئية حتى الآن.

الطاقة الحرارية الجوفية

على الرغم من أن الطاقة الحرارية الجوفية الأكثر تكلفة من بين خيارات الطاقة النظيفة، إلا أنها تعد من استخدامات الطاقة المتجددة المثالية -لا تعتمد على هبوب الرياح أو سطوع الشمس-، وهي جاهزة دائمًا لتوفير طاقة موثوقة.

تسحب 23 بئرًا للطاقة الحرارية الجوفية -تابعة لشركة كال إنرجي- المياه المسخّنة بشكل طبيعي من أعماق البحيرة المالحة، وتستخدم البخار المتوّلد لتشغيل التوربينات؛ ما يوفر طاقة متجددة موثوقة لشبكة الكهرباء في الولاية، وتمتلئ المياه المالحة بالليثيوم والعناصر المرغوبة الأخرى، بما في ذلك الكوبالت والزنك.

وسيقوم المشروع التجريبي باستخراج الليثيوم من المياه المالحة، ثم في عملية من جزأين، يتم تحويل المادة الخام أولاً إلى كلوريد الليثيوم، ثم إلى هيدروكسيد الليثيوم المستخدم في البطارية.

وتهدف الشركة إلى تشغيل مصنعي المعالجة الصغيرين العام المقبل، كما تأمل كال إنرجي أن تتمتع مصانع الليثيوم بميزة جانبية تتمثل في خفض سعر الطاقة الحرارية الجوفية، ما يجعلها مصدر طاقة متجددة أكثر تنافسية.

نفايات وانبعاثات

كما هو الحال مع معظم العمليات الصناعية، فإن محطات الطاقة الحرارية الجوفية في سالتون سي تنبعث منها ملوثات الهواء وتنتج نفايات.

وقال أحد المدافعين عن العدالة البيئية، يُدعى أولميدو: "الطاقة الحرارية الجوفية لا تولد فائدة اقتصادية فحسب، بل إنها تولد -أيضًا- مجاري نفايات وانبعاثات، وهي تفعل ذلك منذ سنوات".

وتابع أولميدو -وهو عضو لجنة وادي الليثيوم- أنه يعتزم التأكد من أن المجموعة لا تنبهر بوعود الوظائف والإيرادات لدرجة أنها تتغاضى عن المشكلات البيئية المحتملة من استخراج الليثيوم ومعالجته.

تبلغ نسبة البطالة في منطقة إمبيريال 18%، أي ضعف متوسط الولاية، وتقدر كال إنرجي -التي توظف نحو 250 شخصًا- أنها ستضاعف قوتها العاملة إذا تم إطلاق إنتاج الليثيوم.

وقال أولميدو: "نحن ندعم التنمية الاقتصادية، لكننا ندعم التنمية الاقتصادية المسؤولة حيث لا نضيف أعباءً إلى مجتمع العدالة البيئية الذي يعاني الحرمان".

وأعفى مخططو مقاطعة إمبريال مشروع الليثيوم التجريبي من متطلبات المراجعة البيئية؛ لأن مصنع الطاقة الحرارية الجوفية الحالي مسموح به بالفعل، ومع ذلك، فإن المصانع التجارية واسعة النطاق تتطلب دراسات الأثر البيئي وتصاريح جديدة.

يتم إعادة ضخ معظم النفايات -التي تحتوي معادن ثقيلة- في الأرض التي أتت منها، لكن بعض النفايات يتم الاحتفاظ بها مؤقتًا في أحواض ينظمها مسؤولو الولاية لحماية المياه الجوفية. وخَلُص مجلس المياه إلى أن استخراج الليثيوم لن يغير الخصائص الكيميائية للنفايات، وفقًا لتقريره لعام 2020.

تاريخ البحيرة

تم تصنيف وادي إمبيريال بشكل دائم في مقدمة الأماكن الأكثر تلوثًا في كاليفورنيا؛ بسبب المشكلات الصحية الخطيرة التي تصاحبه.

ومن الصعب عدم ذكر محطات الطاقة الحرارية الجوفية في سالتون سي، مع مداخنها وخطوط أنابيبها، وهي تبرز من الأرض الصحراوية المنبسطة في وادي إمبيريال.

نشأت هذه الفوضى في عام 1905، عندما اقتحم المهندسون الضفة الغربية لنهر كولورادو، وقاموا بتحويل المياه للتخلص من عطش الحقول الزراعية في مقاطعة إمبيريال، وتدفقت المياه في الوادي، وغمرت الفيضانات الغزيرة القنوات الصناعية، وجرى النهر لمدة عامين دون عوائق إلى حوض سالتون.

لكن البحيرة الكبيرة -التي انقطعت عنها إمدادات المياه العذبة- بدأت عملية التبخر والانحسار، وظلت تعتمد على فائض المياه الزراعية وجريان المياه، وبدأت المياه الملوّثة التي تغذي البحيرة في إلقاء أجيال من الحمأة السامة المدفونة في الرواسب.

وتتعرض التربة المكشوفة والمليئة بالمعادن في قاع البحيرة للرياح المتكررة، وتسهم غيوم الغبار في مشكلات الصحة التنفسية المزمنة في المنطقة.

اليوم، لا تزال المياه الضحلة في سالتون سي -التي تبلغ مساحتها 350 ميلًا مربعًا- واحدة من أكثر أعمال الإصلاح الأكثر تعقيدًا وتكلفة في الولاية.

ومع الكشف عن كل خطة ترميم جديدة دون تنفيذها، يستمر الإرث في إصابة السكان بأمراض الجهاز التنفسي والربو.

أطلق مسؤولو الولاية -للتو- مشروعًا للأراضي الرطبة وجودة الهواء بقيمة 200 مليون دولار أميركي، كجزء من تعهد بإنفاق ما يقرب من نصف مليار دولار لإصلاح البحيرة للأسماك والطيور وتغطية منطقة الحوض المكشوفة للسيطرة على الغبار.

ولا ترتبط جهود استخراج الليثيوم بمشروعات ترميم سالتون سي، ولكن هناك رغبة كبيرة لدمجها وتخيل كيف يمكن أن تحسن ثروة الليثيوم صحة كلٍّ من البحيرة ومن يعيشون حولها، وقام أحد مطوري الطاقة الحرارية الجوفية على الأقل بطرح فكرة الإسهام في صندوق طويل الأجل مخصص لمعالجة البحيرة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق